منطق العضلات يستعيد كبرياءه

على الورق… إبراهيم الصافي

شارك الخبر

 

 

السودان – لحسن الحظ – من البلدان القليلة جدًّا التي تدور فيها كل السياسات والبرامج والأمنيات عكس عقارب الساعة، تركض بسرعة مذهلة إلى الوراء وكأنها في مضمار أوليمبي للمسافات الطويلة! لماذا بربك حُسن الحظ؟ لأن ذلك أولًا سيميِّز هويتنا ويُكسبنا بصمة فريدة وخاصة بنا كبلد يعشق ساسته (نقض الغزل)، ومفتونون بالنظر إلى الخلف،

وثانيًا لأن الماضي متمثلًا في كل حقبة من حقبة ما بعد الاستقلال تُعدُّ أفضل من لاحقتها، ودائمًا ما يُراود قطاعات الشعب السوداني الحنين إلى ما زال طوعًا، أو أزالته الجماهير عنوة بغضبها المُتفجِّر بركانًا، وبهتافاتها الهادرة كتساقط الماء من أبواب خزان الروصيرص خريفًا، وحناجرها الصاخبة صخب الأبواق الإعلامية لبعض أحزابنا ضامرة القواعد.

ولنتصور ثالثًا نفس (الشلة) التي شاركت في محادثات السلام بجوبا، وصفقت بحرارة للاتفاقية التي أخمدت صوت الرصاص، وكشطت عن أُفقنا دخان البارود، هاهي تكشف عن عضلاتها، وتنكس منطقها، وتُناقض نهجها السياسي بنبرتها التهديدية بإعلانها كما أوردت إسفي نيوز: “التسليح أو تنفيذ الإطاري”، خياران كقذيفتي مدفع، ارتعدت لهما فرائص الشعب السوداني، (كلو شيء ولا التسليح) ، لا بد من الانحناء والتسليم، فربما يتضمن منفستو المركزي نصًّا يؤكد على جدِّيته وصرامته، فهو إذا هدَّد نفَّذ، قولُه فصل، جيشه (مغولي) وسلاحه (أوكراني)، إذِاً لابد للكيانات السياسية الأخرى أن تحمل هذا التهديد على محمل الجد؛ وإلا جرفها تيار المركزي (سطحيًّا كان أو جِذريًّا)

أخيرًا يا مركزي؛ ألم تقل إن الإنقاذ سقطت حين سقط الإزار عن خزاياها وانحرافاتها التي نطق به لسانها في اجتماعاتها السِّرية؟ وهي اجتماعان ربما فضحتها (غواصات) عمِيتْ تمامًا على حذرها وذكائها، فالتقطت خفية كل مداولات أقطابها ودفعت بها إلى فضائيات نظير مقابل عيني أو إغرائي!.

من المؤسف والمحزن أن تخفت أو تموت المشاعر الإنسانية لدى الساسة والتنفيذيين في بلد يُغالب حشرجة الروح ويتوجَّع من سكرات النزع الأخير، وعلى سُدَّة نشاطه السياسي (شلة أُنس وسمر) منشغلة دائماً بنقض ما فات وانقضى؛ لكنها لم ولن تتخلَّ عن هدفها الأساسي: تفكيك الجيش والقوات النظامية، وقد ألبست هذا الَمصطلح الآن ثوبًا رشيقًا: (إصلاح المنظومة الأمنية العسكرية)، وتشمل الرؤية إنقاذ السودان من تخبُّطه إثر: دمج قوات الدعم السريع في الجيش والترتيبات الأمنية للقوات الموقعة على اتفاق سلام جوبا.

وبتحقيق هذا الهدف الأسمى أو الرؤية المستنيرة التي أعلنها (مجلس السيادة الموازي) سينعم الشعب بالأمن والأَمان والرخاء والاستقرار… فيا لبشراك يا شعب السودان العظيم.

 

 

 

 

 

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.