كاتبة وباحثة إماراتية تدعم الجيش السوداني: ‏السوكي السودانية “مهلاً إنه الوطن”

*للمليشيا قناعة تامة أنّ وتيرة الإطاحة برؤوس قادتها بدأت ولن تتوقّف بمقتل ‎(البيشي)
*أنا هنا أتحدّث عن جيش دولة يتعرّض للتجريف والتدمير لتحل محله مليشيا متعددة الجنسيات خارجة عن القانون
*يجب الانتباه بأن هناك فرقاً بين حكم مدني جاء بإرادة شعبية وبين حكم مدني “مستورد” يريد الوصول للسلطة بوصاية ودعم خارجي
*كل الذي يجب العمل عليه الآن هو الوقوف ضد كافة مُحاولات التشكيك بالجيش الوطني السوداني والالتفاف حوله ضد هؤلاء المغول حتى يندثروا

شارك الخبر

كتبت: د. أمينة العريمي

 

1.بعد أن تداولت مواقع ومنصات إلكترونية وإعلامية تابعة لمليشيات ‎الدعم السريع مؤخراً، خبر استيلائها على مدينة ‎السوكي، توقفتُ كثيراً أتأمل حالة الفوضى والعصبية والاضطراب التي انتابت بعض الأقلام وسادت المنصات الوطنية السودانية بعد هذا الخبر، والتي وصلت لمستوى صب الغضب العارم على المؤسسة الوطنية العسكرية السودانية، في الوقت الذي تنتظر فيه تلك المؤسسة وأجنحتها الأمنية التابعة لها رديفاً معنوياً ثابتاً لا تتلاعب به الأهواء، صلباً لا تدفعه شرذمة من الشذاذ إلى عثرة القدم بعد ثبوتها، حقيقياً لا يغيره قصر أو طول أمد هذه الحرب وما تفرضه من تحديات.

 

٢.التطورات المتسارعة التي تشهدها الساحة السودانية، تفرض على الجميع وأد حالة اليأس وإقبارها التي باتت تراود البعض كلما أشاع منتسبو مليشيا آل دقلو أخبار استيلائهم على مدينة سودانية. المليشيا تحاول الآن تحقيق أية مكاسب بعد استسلام مجموعة من المليشيا لقيادة الفرقة الثالثة مشاة في ‎شندي، ونجاح ‎الجيش السوداني في سيطرته على منطقة صالحة في ‎أم درمان باعتبارها آخر معاقل الدعم السريع في المدينة، فنجاح الجيش السوداني في بعض المدن، عَـزّزَ القناعة التامة للمليشيا أنّ وتيرة الإطاحة برؤوس قادتها بدأت ولن تتوقّـف بمقتل ‎(البيشي)، وما تفعله الآن من فبركة البيانات والفيديوهات لقائد زبانيتها ما هي إلّا مُحاولة من سلسلة مُحاولات سابقة وستستكملها بمحاولات أخرى لاحقة لإعادة بث الروح المعنوية في منتسبيها والقوات التابعة لها، الفاقدة لكل شيء ما عدا الرجس.

 

٣.الإعلام الوطني السوداني رسالته موحدة للعالم كله مفادها “إن هناك جيش دولة شرعي يتعرض لهجوم من مليشيا تمردت على الدولة السودانية، ورفعت السلاح في وجة الموسسة العسكرية، ومن حق تلك المؤسسة الدفاع عن نفسها وعن سيادة الوطن وسلامة أراضيه”، وأنا هنا لا أتحدث عن أيديولوجية المؤسسة العسكرية السودانية، ولا عن توجُّهات نظامها فكل دولة لها حق اختيار النظام التي ترتضيه لتؤسس عليه تركيبة الدولة التي تريدها ولا شأن لنا في ذلك، أنا هنا أتحدث عن جيش دولة يتعرض للتجريف والتدمير لتحل محله مليشيا متعددة الجنسيات خارجة عن القانون.

٤.إن كانت هناك تحفظات على أيديولوجية المؤسسة العسكرية السودانية ومن يمثلونها، فيجب في هذا الظرف الدقيق الذي تعيشه الدولة السودانية التوقف عن الحديث في ذلك حتى تسترد الدولة نفسها وتستقر، ثورة ديسمبر ثارث ضد الظلم في حق المواطن وليس ضد بقاء مؤسسات الدولة، فبقاء الدولة السودانية مرتبطٌ ببقاء تلك المؤسسات، وبالتالي يجب الاتحاد مع الجيش الوطني ودعمه لبقاء الدولة، وبعد ذلك يتم تطهير مؤسسات الدولة من الإخوان والفلول والكيزان والجن الأزرق، الجيش هو جيش السودان، ليس جيش الرئيس عبد الفتاح البرهان ولا جيش شمس الدين كباشي، ولا جيش ياسر العطا، القضية قضية وطن ليس قضية أشخاص، ومن ناحية أخرى يجب أن ندرك ونستوعب ونقبل أن المؤسسات الوطنية في جميع أنحاء العالم تجد من منتسبيها من يدعم حزبا على حساب آخر ومن يعتنق أيديولوجيا قد لا تتوافق مع أيديولوجيا أقرانه وهم في ذات المؤسسة ولكن ما يجمعهم هو الوطن وخدمته، فهل من المنطق أن أستبعد وأقصي مواطنين من خدمة أوطانهم لمجرد أنهم ينتمون لرأي أو لأيديولوجيا لا تتوافق مع الأغلبية؟ هل هذه هي المواطنة الحقيقية التي سيتم تكريسها في شعوب حية استوعبت فكرياً وسياسياً كينونة الوطن؟!.

 

٥.يجب الانتباه بأن هناك فرقا بين حكم مدني جاء بإرادة شعبية، وبين حكم مدني “مستورد” يريد الوصول للسلطة بوصاية ودعم خارجي، وهذا ما يفسر المحاولات المستميتة لتفكيك المنظومة العسكرية للجيش السوداني، وإحلال الدعم السريع محلها كذراع مسلح ضامن لاستمرار الحكم المدني المستورد في ‎السودان في حال وصوله للسلطة.

 

٦.كل الذي يجب العمل عليه الآن هو الوقوف ضد كافة محاولات التشكيك بالجيش الوطني السوداني والالتفاف حوله ضد هؤلاء المغول حتى يندثروا، ودعم كل ما تقوم به المؤسسة العسكرية السودانية من مبادرات واجتماعات وتحالفات، حفاظاً على سيادة الوطن ووحدة أراضيه.

 

*كاتبة وباحثة إماراتية في الشأن الأفريقي

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.