الأمة القومي والحلو .. تفاصيل لقاء مفاجئ

 

الخرطوم : وجدان طلحة

 

لقاء وصف بالهادئ والشفاف تم يومي الخميس والجمعة الماضيين بين رئيس الحركة الشعبية شمال عبدالعزيز الحلو وبين وفد من حزب الأمة القومي بقيادة صديق الصادق بجوبا عاصمة جنوب السودان. وصل الطرفان الى تفاهمات في قضايا مهمة تتعلق بالازمة السودانية، واتفقا على الديمقراطية المستدامة واللامركزية والإصلاح الأمني والعسكري وغيرها من القضايا .

اتَّفق الطرفان على مواصلة الحوار مُستقبلًا لإكمال التفاهُمات التي بدأت بين الطرفين .

 

هذه ليست المرة الأولى التي تلتقي فيها الحركة الشعبية شمال برئاسة عبدالعزيز الحلو حزبًا سياسيًا، فسبق أن التقت بوفد من الحزب الشيوعي إبريل العام الماضي لمناقشة وثيقة الحزب لإكمال بناء المركز الموحَّد لقوى الثورة لإسقاط الانقلاب وتحقيق سودان حر ديمقراطي وفقًا لشعارات ثورة ديسمبر وقِيَمها في الحرية والسلام والعدالة. .

وكان الوفد يضم سكرتير الحزب الشيوعي محمد مختار الخطيب وعضو اللجنة المركزية صالح محمود والمتحدِّثة الرسمية باسم الحزب آمال الزين. سافر إلى دولة جنوب السودان ومن ثم إلى (كاودا) للقاء الحلو، وبعد عودتهم تم وضعهم قيد الإقامة الجبرية لساعات من قبل السلطات الأمنية بجنوب السودان، قبل عودتهم إلى الخرطوم ليتم اعتقالهم .

قحت والاتحادي :

رئيس الحركة الشعبية شمال في مناطق سيطرت الحكومة محمد يوسف المصطفى، أوضح في تصريح لـ(السوداني)، أن حزب الامة القومي طلب الاسبوع  الماضي لقاء رئيس الحركة عبدالعزيز الحلو كحزب وليس ممثلًا  للحرية والتغيير المجلس المركزي، ويريد النقاش في القضايا الجذرية التي طرحتها الحركة، مشيرًا الى ان الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل سيلتقي ايضا بالحلو في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، وقال ان الحركة ستلتقي اي مواطن سوداني لانها  تؤمن بالحوار .

المصطفى اشار الى انباء غير مؤكدة تُشير الى ان مجموعة المجلس المركزي ستلتقي بالحلو خلال زيارتها لجوبا، وقال “لكن حتي الآن لم تتلقَ الحركة طلبًا رسميًا للزيارة “.

وبسؤال عن لماذا تم اللقاء في حوبا وليس كاودا، هل خوفا من اعتقالهم كما حدث مع وفد الحزب الشيوعي سابقا؟، قال ان قيادة الحركة الآن في دولة جنوب السودان، ولا اعتقد ان اللقاء في جوبا خوفا من اعتقال قيادات حزب الامة القومي.

ليست أولوية :

وقال محمد يوسف إن الحركة لن تنضم الى الاتفاق النهائية للعملية السياسية، وذلك لان الاتفاق مهتم بقضية ليست اولوية وهي السلطة واقتسامها بين المدنيين والعسكريين، مشيرا الى ان الاولوية يجب ان تكون معالجة جذور الازمة السودانية وهي اسباب الحروبات والتوافق عليها وبناء على الحقائق الموضوعية .

وقال مجموعة المجلس المركزي (جارية ) وراء السلطة وتبحث عنها عبر الاتفاق الإطاري، مشيرا الى ان الاتفاق ليست به اي ضمانات لتحول ديمقراطي او سلام، واضاف “ماعندنا شغلة بالإطاري ولن نشارك فيه ونحن ليس طالبين سلطة “، مستدركًا: إذا استطاعت مجموعة المجلس المركزي تحقيق السلام سنؤيدها، لكن لن نشارك في السلطة .

 

القضايا الجذرية :

الحركة الشعبية تعتقد أن هناك نوعين من القضايا، الاولى القضايا الجذرية التي تعاني منها البلاد الآن، ولا بد من حلها، أما الثانية فهي مشاكل المهمشين وتعتقد ان ابناء الاقاليم هم اقدر بحلها عملا بالمثل (ماحك جلدك غير ضفرك)، لذلك تطالب الحركة بالحكم اللامركزي .

وتعتقد الحركة الشعبية ان اللقاء مع حزب الامة القومي مهم، لانه حزب له قواعد في كل السودان وتتمنى ان يتبلور موقفه ليتوافق مع الحركة الشعبية التي تعتبر ان معالجة القضايا الجذرية ستصب في مصلحة الشعب السوداني، وليس رصيد الحركة .

 

القضايا الأربع

الحرية والتغيير منذ أن كانت في السلطة ظلت تؤكد ضرورة انخراط الحركة الشعبية شمال برئاسة عبدالعزيز الحلو في عملية السلام، وعقدت مفاوضات مشتركة في جوبا عاصمة جنوب السودان، الا انها توقفت قبل ان يتم التوقيع علي اتفاق نهائي، بسبب الخلاف على القضايا الاربع وهي القضايا الاساسية علاقة الدين بالدولة والحكم اللامركزي وهوية الدولة السياسية، والوحدة الطوعية وكان راي حكومة رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك الثانية ان تلك القضايا  لا يمكن ان تفصل فيها الحكومة الانتقالية، وهذه القضايا يقرر فيها الشعب السوداني .

 

بيان مشترك :

أمس اصدر حزب الامة القومي برئاسة الصديق والحركة الشعبية شمال برئاسة عبدالعزيز الحلو بيانًا مشتركًا حول لقاء جوبا، وحسب البيان التقى وفد الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال برئاسة عبدالعزيز الحلو، بوفد حزب الامة القومي بقيادة صديق الصادق المهدي بجوبا في يومي الخميس 19 يناير إلى الجمعة 20 يناير 2023م، حيث دخلا في حوار هادئ، عميق، موضوعي شفَّاف، ومسؤول – في هذا الظرف التَّاريخي المفصلي الذي تمُر به بلادنا.

 

وصل الطرفان إلى تفاهُمات مهمة فيما يتعلق بالأزمة السُّودانية المتجذِّرة وضرورة حلها بما يضمن وحدة واستقرار البلاد، ولتحقيق ذلك لا بد من عدم استغلال الدِّين في السِّياسة وعدم استخدامه لتحقيق أهداف سياسية والفصل بين حقوق المواطنة والانتماء الديني، وقد اطلع وفد حزب الأمة القومي على موقف الحركة الشعبية الداعي لبناء دولة  تقوم على (فصل الدِّين عن الدَّولة).

وأشار البيان الى اتفاق الطرفين على المبادئ الديمقراطية المستدامة واللا مركزية، واصلاح القطاع الأمني والعسكري الذي يقود لجيش وطني مهني قومي واحد بعقيدة عسكرية جديدة جامعة، يعكس التنوع والتعدد الذي تتسم به الدولة السودانية، يؤدي مهامه بموجب الدستور، ويقوم بحماية الدستور والدفاع عن سيادة الدولة وأراضيها من المهددات الخارجية.

ولفت البيان الى التنوُّع التَّاريخي والتنوُّع المُعاصر وتعزيزه، وأن جميع الأعراق والدِّيانات والثقافات جزء لا يتجزَّأ من الهوية السُّودانوية للدولة. وتعمل على بناء هوية وطنية بعيدًا عن الإقصاء والتَّهميش، واللا مركزية المالية على أن تُقسَّم ثروة السُّودان على نحو عادل وفقاً للأولويات التي سيتم الاتفاق عليها حتَّى يتمكَّن كل مستوى حكومي من الاضطلاع بمسؤولياته وواجباته القانونية والدَّستورية، فضلًا عن العدالة الانتقالية والمُحاسبة وضرورة عدم الإفلات من العقاب، وضرورة إنهاء التَّمكين وتفكيكه في كافة مؤسَّسات الدَّولة وبناء دولة الوطن، الى جانب تحقيق السلام الشامل والعادل والمستدام بمخاطبة ومعالجة جذور المشكلة السودانية ويحقق التعايش المجتمعي وتتنزل منافعه على كل الشعب السوداني ولا سيما المكونات المجتمعية في مناطق الحروب. وقد اتَّفق الطرفان على مواصلة الحوار مُستقبلًا لإكمال التفاهُمات التي بدأت بين الطرفين.

 

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.