اقتراح إيجابي وجوهري… استحداث (مصفوفة) لقيمة المواطن السوداني

 إبراهيم الصافي

اختُزلتْ العقلية السودانية في ذات الوجوه والشخصيات، واختزلت الممارسة السياسية في مصطلحات وإكليشهيات تتسم بالثبات والرتابة والنمطية، ما انعقد مؤتمر، أو انتظم لقاء؛ إلا سقط الوهج وتكثَّف على مجموعة شخصيات منسجمة الهندام، كاملة الأناقة، وجوه مُتكررة ومُكتنزة بالدسم، وتنم سمات أصحابها على أنهم يتمتعون بأحاسيس وطنية عالية، وأنهم (أهل الجلد والرأس) وأمل الوطن في معالجة أزماته وصداعه المزمن، وينسون أو يتناسون عمدًا أنهم سبب ذات الأزمات والصداع وضياع الهيبة والكاريزما.
الآن.. فكأنما استدار الزمان إلى الوراء قليلًا؛ فها هي نُسخ الشخصيات السياسية التي اصطفت في حفل توقيع اتفاق جوبا لسلام السودان في 31 أغسطس 2020‪؛ تصطف مجددًا على منصة قاعة حفل التوقيع على المصفوفة المحدثة لتنفيذ اتفاق جوبا لسلام السودان، وتجلس متلاصقة على واجهات مقاعدها الوثيرة في مشهد متكرر ومستنسخ (بالكربون) لحفل توقيع الاتفاق الأساس في القاعة نفسها، متلاصقة مكانًا، متباعدة رؤيةً.
ليت هذا الاصطفاف الأنيق استهدف التوقيع على مصفوفة محدثة لخارطة الاقتصاد السوداني الكسيح، تتركَّز نصوص موادَّها على برامج ومشروعات لإخراج المواطن من مأزق الحاجة والمسكنة، وانتزاعه من وحل الذلِّ والهوان والخضوع لدبلوماسية الخارج ومخابراته.
نخشى؛ بل نؤكد تكرار سيناريو هذا (الفيلم المُلوَّن) بعد عدة سنوات قادمة للتوقيع على تحديث المصفوفة المُحدَّثة لتنفيذ اتفاق جوبا للسلام.
سؤال هامشي ولا نرى ثمة داعٍ له: ما هي مصادر تمويل سفر وضيافة كل أعضاء الوفود التي شاركت في حفل التوقيع على المصفوفة المذكورة؟!! إن كانت المالية؛ فهذا يعني (جيب محمد أحمد).
أخيرًا… قيمة كل الأشياء في السودان (سلع استهلاكية، رسوم: خدمات، جامعات، مدارس وغيرها) تواصل ارتفاعها بمعدلات متسارعة ومجنونة، عدا قيمة المواطن التي تتناسب معها عكسًا، فهي تنخفض بمعدلات أكثر جنونًا (جنَّها كلكي) يستعصي على أعتى الأطباء العاملين في حقل الطب البشري أو الروحي، وللحقيقة فإن كبح جماح هذا الانخفاض المهووس في قيمة المواطن؛ يتطلب استحداث (مصفوفة) يحتشد ساستنا للتوقيع عليها جنوبًا في العاصمة الشقيقة بحضور قادة البلدين والرموز السيادية والحكومية تُجلل وجوههم وقاماتهم السامقة هالة إعلامية مكثفة.‬

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.