كيف نهيئ الطلاب للحصة الدراسية؟

همسة تربوية… د.عبدالله إبراهيم علي أحمد*

شارك الخبر

 

عندما يدخل المعلم حجرة الصف الدراسي، نلاحظه يتأكد من نظافة السبورة وخلو أرضية الصف الدراسي من الأوساخ ويقوم بمراجعة الحضور والغياب ويتأكد من التهوية الجيدة والإضاءة ويلاحظ طريقة جلوس الطلاب وتنظيمهم في صفوفٍ مستقيمة أو ثنائية في حالة تعلم الأقران، أو في شكل مجموعات في حالة التعلم التعاوني، ويتأكد من جاهزية الصف لعمليتي التعليم والتعلم، وحبذا لو كان كل هذا يتم بمشاركة الطلاب أنفسهم، هذا كله يعتبر تهيئة لإنطلاق ضربة البداية لتدريس الحصة، فهناك استراتيجيات يقوم بها المعلم لتهيئة طلابه للحصة الدراسية وهي كيفية التهيئة للدرس والتهيئة هي الخطوة الأولى في الحصة.

عملية التهيئة ليست بالعملية البسيطة، انما تحتاج لمهارة في جذب الطلاب لموضوع جديد في الحصة الدراسية، ومن هنا يظهر التحدي الذي يتطلب من المعلم تغيير وتنويع الأساليب من أجل تحقيق الهدف.

والتهيئة لأي درس تعتبر الأساس الذي يضمن تحقيق النجاح للحصة، والتهيئة للحصة لا تشتمل فقط على بداية الدرس وإنما كل نشاط يستخدمه المعلم في الصف، وأول خمس دقائق في الحصة هي التي يتوقف عليها نجاح الحصة، فالموقف الأول في الحصة قد يجذب الطلاب إذا كان ممتعاً، وقد ينفرهم، ولتكن البدايات المحفِزة هي التي نبدأ بها درسنا.

قد يكون التوجيه من قبل المعلم هو المرحلة الأولى من التهيئة ويستخدم في بداية الحصة، وعن طريقها يتم جذب انتباه الطلبة بشكل كبير لموضوع الدرس المراد طرحه في الحصة، وبالتالي يستطع المعلم تقديم اطار لمساعدة الطلاب على تصور الوسائل والأنشطة التي سيتم طرحها في الحصة الدراسية، والتهيئة المحفزة تكون أكثر دافعية للتعلم، والأكثر إثارة ومتعة، كما أنها يجب أن تكون بأسلوب جديد ومبتكر من قبل المعلم لزيادة حماس الطلبة، وتترابط مع بقية أنواع التهيئة بأنها تصل خبرات الدرس السابق بخبرات الدرس الجديد، وبها ينمي المعلم مهارات التفكير الناقد والتفكير الابداعي وينمي روح الاستكشاف وممارسة الأنشطة الاستقصائية.

وكل مهارة يستخدمها المعلم في حجرة الدراسة، تعود بالنفع الكثير على الطلاب وتثمر بشكل كبير في خلق جيل ناقد ومبدع، فالتهيئة الصحيحة للحصة من أهم المهارات التي يجب على المعلم إتقانها، لأنه إن لم يتقنها، غالباً لن يستطيع استثمار المهارات الأخرى في الحصة الدراسية.

ويمكن للمعلم أن يطرح أسئلة منذ بداية الحصة يستطيع فيها الطلاب الإجابة عليها برفع أيديهم، وأسئلة هذا النوع تمهد السبيل للسير في الحصة وتكسر الجمود، كما تشد الانتباه، مثل:-

(كم واحد منكم كان يومهم جيداً؟)، أو (كم واحد منكم يتذكر أين توقفنا في الدرس السابق؟)

وهذا النوع من استراتيجية التهيئة يسمى استراتيجية التصويت

( Voting Strategy)

وهناك استراتيجية الإتفاق على الدرس، يقوم فيها المعلم بوصف موجز للخطة الدرسية من خلال طريقة العرض وآلية العمل، توحي بأخذ موافقة الطلاب كتابياً أو شفهياً وهي تشبه ما تطلق عليه مادلين هنتر بالتهيئة المحفزة (Triggering) ، والغرض منها أن نجعل التعاون الطلابي يرتفع ليصل الى أقصى حد ممكن، فالطالب يحس هنا بأهميته، وأن المعلم يشاركه الاتفاق على خطة سير الدرس، وهي تناسب الطلبة الأكبر سناً لمراعاتها عوامل النمو النفسي لديهم بحبهم المشاركة وإبداء الرأي.

والمعلم الماهر هو الذي يعد طلابه مسبقاً لأخذ الأوراق الساقطة على أرضية حجرة الدراسة وتعديل المقاعد والطاولات والجلوس المعتدل ومهام الأعمال التي تناسب الحصة من تجهيز السبورة ومسحها إن كان بها كتابة لحصة سابقة فور دخولهم الصف الدراسي، والغرض منها أن نجعل الطلاب يشاركون بأنفسهم قبل بداية الحصة، وهذا الأسلوب يسمى

(استراتيجية العمل الفوري)

(Immediate Action Strategy)

والأسئلة المحفزة التي يطرحها المعلم من بداية الحصة الدراسية، تشد انتباه الطلاب وتثير تفكيرهم وإهتمامهم بالدرس، وفي النهاية يجب أن نتذكر أن الحصة الجيدة لابد أن تكون ذات بدايةٍ جيدة.

 

 

شارك الخبر

Comments are closed.