الخرطوم : السوداني
شهدت أكاديمية الأمن العليا فعاليات ورشة المصفوفة المحدثة لاتفاق سلام جوبا والتي استمرت ليومين .. بحضور مقرر آلية وساطة جنوب السودان د.ضيو مطوك وسكرتارية الوساطة ورعاية المفوضية القومية للسلام وحضور كبار المفاوضين من العملية السلمية، ومسؤولين بالجهاز التنفيذي .
وخاطب الورشة نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي محمد حمدان دقلو، مؤكدًا التزام الحكومة بتنفيذ اتفاق جوبا للسلام، وفقًا للمصفوفة المحدثة، والالتزام بالتوصيات التي خرجت بها الورشة.
حميدتي: تلقينا بشريات ستسهم في استكمال عملية السلام
جدد نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو «حميدتي»، حرصه والتزامه بتنفيذ بنود مخرجات المصفوفة المحدثة لاتفاق سلام السودان الموقع في جوبا وفقًا للجداول المدرجة.
وتعهد حميدتي، بالعمل على تنفيذ المصفوفة المحدثة لاتفاق السلام الموقع بعاصمة جنوب السودان في أكتوبر 2020.
وأوضح، خلال مخاطبته افتتاح ورشة المصفوفة المحدثة لاتفاق سلام السودان بالأكاديمية العليا للدراسات الاستراتيجية والأمنية، «تأتي أهمية الورشة في تنفيذ مخرجات الاتفاق والمصفوفة التي سنعمل على تنفيذها وفقًا للجداول المدرجة». وأضاف «ندعو الإخوة أطراف العملية السلمية إلى مضاعفة العمل، بتنسيق الجهود بذات الروح الطيبة، من أجل تنفيذ هذه المصفوفة».
ودعا المجتمع الإقليمي والدولي والمنظمات والمانحين، إلى حشد الدعم المالي والفني للمساعدة في إكمال تنفيذ بنود اتفاقية السلام، خاصة في الجانب التنموي، ومشروعات إعادة النازحين واللاجئين والترتيبات الأمنية.
وقال نائب رئيس مجلس السيادة، قد تلقينا بشريات خلال زيارتنا الأخيرة لدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، بتنفيذ مشروعات لدعم مسيرة التنمية والاستقرار في مجالات المياه والطرق وغيرها من البشريات التي تسهم في استكمال عملية السلام.
كما جدد الدعوة إلى الحركات غير الموقعة للانضمام إلى مسيرة السلام، ووجه القوات النظامية، باتخاذ ما يلزم من إجراءات تجاه المتفلتين والخارجين عن القانون بما يحفظ أمن واستقرار البلاد وسلامة المواطنين.
دعم المجتمع الدولي
وقال رئيس المفوضية القومية للسلام، سليمان محمد الدبيلو، خلال مخاطبته حفل الافتتاح، امتدادًا للجهد المتصل من خلال تقييم اتفاق السلام، وإعادة الهيكلة كأولوية، تحتاج بنودها الثلاثة إلى قرارات إدارية تنفيذية، وقرارات مالية، وإرادة.
وأضاف قد رأينا في اتفاقية السلام أن نملك الجهاز التنفيذي ممثلًا في الوزارات وهي الجهة الأساسية المعنية بتنفيذ أي اتفاق ما توصلنا إليه في هذه المصفوفة المعدلة من بنود واجبة التنفيذ بحيث تملك كل وزارة ما يليها من بنود.
وأعرب الدبيلو عن شكره لوزير شؤون مجلس الوزراء المكلف والوزراء والمديرين حضورهم هذه الورشة، معربًا عن أمله أن تبلغ مقاصدها وغاياتها، وأن يوفق الجميع في إنفاذ المطلوب.
وقال الدبيلو إن المجتمع الدولي لم يقدم لاتفاقية السلام الدعم المطلوب، منذ توقيعه، وإن كان المجتمع الدولي حريصًا على الديمقراطية التي ينادي بها، فالمدخل الوحيد لبلوغ هذه الغاية هو دعمه لتحقيق السلام بعيدًا عن ربطه بقضايا سياسية.
ضيو مطوق: السلام المدخل الحقيقي للاستقرار والتنمية
من جهته أعرب ممثل وساطة دولة جنوب السودان ضيو مطوق نيابة عن رئيس الوساطة توت قلواك مستشار رئيس دولة جنوب السودان الذي اعتذر لأمر طارئ عن عدم الحضور، أعرب عن أمله أن يوفق الشعب السوداني في الوصول إلى اتفاق سلام شامل واستقرار دائم، مبينًا أن استقرار السودان استقرار لدول الإقليم خاصة دولة جنوب السودان.
ونادي مطوق المجتمع السوداني باغتنام هذه الفرصة بإجراء إصلاحات في الدولة بأن يكون السلام المدخل الحقيقي للاستقرار والتنمية، والتحول الديمقراطي، مبينًا أن ذلك لا يتأتى إلا بالإرادة الحقيقية.
وقال إن هذه الورشة عمل ممتاز حضرتها كل الأطراف التنفيذية خاصة الخدمة المدنية، وأضاف لدينا تجارب في جنوب السودان في هذا المجال يمكن الاستفادة منها، مؤكدًا أن الإرادة السياسية مهمة للوصول إلى اتفاق سلام.
////
ختام والتزام
وخلال مخاطبته ختام ورشة المصفوفة المحدثة لاتفاق جوبا، التي استمرت لمدة يومين تم فيها مناقشة العديد من أوراق العمل حول سير تنفيذ بنود اتفاقية سلام السودان، جدد حميدتي الدعوة للمجتمع الدولي، بدعم تنفيذ الاتفاق، وقال نحن أيضًا يجب أن نساعد أنفسنا، قبل أن نطلب من الآخرين مساعدتنا، وقال إذا صدقت النوايا سننفذ هذا الاتفاق، وأردف ( لو ده بيدّبّا وده بيدّبّا لن نمضي إلى الأمام ) – أي يتباطأ – ودعا غير الموقعين من الحركات، إلى الانضمام لمسيرة السلام، مشيرًا إلى أنه في حال عدم الالتزام بتنفيذ اتفاق السلام الحالي، سيمتنع الآخرون عن الحضور للتوقيع، وتقدم سيادته بالشكر لحكومة وشعب جمهورية جنوب السودان، على وقفتها ودعمها، من أجل تحقيق السلام في السودان، بالرغم من الظروف التي تمر بها البلاد .
آراء الخبراء والمحللين
محللون سياسيون أشاروا إلى أن دور حميدتي في تحقيق السلام لم ينحصر فقط في السودان بل تعداه إلى دول الجوار، واهتمامه بتحقيق الأمن في الحدود لتسهيل التجارة المتبادلة وحركة المواطنين في دول الجوار .
والعام الماضي أشار تقرير مجلس الأمن حول السودان إلى مباحثات حميدتي، مع رئيس المجلس العسكري في تشاد محمد إدريس ديبي في إنجمينا، لمناقشة أمن الحدود، بعد اندلاع عنف قبلي على طول الحدود بين غرب دارفور وتشاد .
وامتدحت الأمم المتحدة جهود ومواقف حميدتي في إجراء المصالحات القبلية، واحتواء النزاعات في دارفور. وذكر تقرير مجلس الأمن حول الحالة في السودان وأنشطة بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لتقديم المساعدة خلال الفترة الانتقالية، رعاية حميدتي لعدة اتفاقيات سلام، وإجراء مصالحات بين زعماء القبائل عقب أحداث دامية في إقليم دارفور، لمعالجة مشكلة العنف الواسع النطاق بين القبائل .
مسؤولية كبيرة
المحلل السياسي محمد ود أبوك أشار في تصريح لـ(السوداني) إلى أن ملف السلام من الملفات المهمة جدًا في الفترة الانتقالية، وكذلك من التحديات الكبيرة التي واجهت حكومة رئيس الوزراء الأولى والثانية، وحتى الآن، وقال إنه من الملفات التي شهدت تباين واختلاف في الساحة السياسية وتباينت فيها آراء القوى السياسية .
مشيرًا إلى أن نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي محمد حمدان حميدتي وقعت عليه مسؤولية كبيرة وهي إدارة ملف السلام وبذل جهود كبيرة لتوقيع اتفاق جوبا للسلام في أكتوبر 2020م ، ورغم أنه واجه تحديات كبيرة من قوى سياسية بعضها كان جزءًا من ذلك الاتفاق، لكن حميدتي استطاع أن ينفخ فيه الروح .
إنجاز مهام :
مراقبون اعتبروا أن نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي محمد حمدان حميدتي إلى جانب أنه من المؤمنين بأن السلام هو العمود الفقري لاستقرار السودان، لذلك لا بد من إسكات صوت البندقية، يتمتع أيضًا بـ(كاريزما) وهو من أهم الشخصيات في الفترة الانتقالية، في الساحة السياسية ومتحرك في ولايات السودان المختلفة، وإذا تم جرد حساب فهو الشخصية الأولى التي عملت في مجال السلام، وعقدت مصالحات قبلية وحقنت دماء السودانيين، وفضت الاشتباكات .
لكن بالمقابل فإن هناك بعض الأصوات التي تحاول تشويه صورته وصورة قواته، لجهة أنه استطاع إنجاز مهام معقدة كادت أن تمضي بالبلاد إلى الهاوية، مثل المشاكل التي اندلعت في دارفور وشرق السودان والنيل الأزرق، وهذا ما أكده حميدتي في أكثر من مرة عندما أشار إلى جهات لم يسمها تقوم بتشويه صورة قواته.
نجاح ملف السلام
الخبير العسكري عبدالرحمن أرباب، يذهب في تصريح لـ(السوداني) ، إلى أن اهتمام حميدتي بنجاح ملف السلام طبيعي يدل على أنه رجل دولة، أنه مسؤول منه ومحب للسلام، لأنه يعلم تكلفة الحرب، خاصة وأنه من منطقة عانت وفقدت أرواح بسبب خروج الرصاص من أفواه البنادق .
أرباب أشار إلى أن استقرار السودان يعني استقرار الإقليم، مشيرًا إلى أن عدم نجاح السلام فاتورته ستكون اقتصادية واجتماعية وأمنية، وحميدتي أدار بنجاح هذا الملف، لكنه في نفس الوقت يحتاج إلى تضافر الجهود .
Comments are closed.