حميديتي في أسمرا.. ماذا بعد الزيارة؟

الخرطوم: سوسن محجوب

فى تغريدة له على حسابه في تويتر، قال نائب رئيس مجلس السيادة، الفريق محمد حميدتي: (وصلنا العاصمة الإريترية أسمرا، في زيارة رسمية، ناقشنا مع فخامة الرئيس، أسياس أفورقي، العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية المشترك، وشرحنا للرئيس أسياس، الأوضاع في السودان والعملية السياسية، في ضوء الاتفاق الإطاري والإعلان السياسي).

زيارة حميدتى تأتي في ظل فتور في العلاقات بين الخرطوم وأسمرا، وفي ظل أحاديث بدأت تتردد بأن الخرطوم رفضت مقترحاً قدمه أفورقي يوماً ما بأن يقود وساطة بين قادة شرق السودان، وعلى الرغم من زيارات مكثفة في وقت سابق لمبعوث أفورقي للقصر الرئاسى، إلا أن واقع العلاقة بين السودان وأريتريا ظل غامضاً، إذن ما الذي ناقشه حميدتي مع أسياس وهل ستكون إعادة ترتيبات الشرق جزءاً منها؟.

 

حميدتي في أسمرا

يذهب وزير الخارجية السابق، السفير طه أيوب، في حديثه لـ(السوداني) إلى أن زيارة حميدتي إلى إريتريا وفي هذا التوقيت لها علاقة “وثيقة بالتحالفات” التي يسعى إلى “تكوينها” تمهيداً “لانقضاضه” على السلطة ــ طبقاً لـ(ايوب)، ويشير إلى أن أهمية زيارة حميدتي إلى أسمرا تكمن في التأثير الكبير للقيادة الإريترية على الجماعات السياسية في شرق السودان، سواء كان ذلك التأثير على ترك أو موسى محمد أحمد أو قادة جماعة الأسود الحرة، ويبدي أيوب أسفه من أن القادة السياسيين في السودان غير “موقنين” بأنهم يحكمون دولة مستقلة وذات سيادة، وهي في نظرهم سيادة شبه منقوصة.

كثرة الأسفار.

وينتقد وزير الخارجية السابق كثرة أسفار قادة الدولة والساسة في السودان، وأوضح أن هؤلاء يهرولون للخارج للبحث عن أشياء يفتقدونها في الداخل، وهي الدعم والسند الشعبي أو الجماهيري؛ لذا يسافر نصف قادتنا السياسيين إلى القاهرة مع إصرارهم على أن يكون “الحل سودانياً خالصاً”. ويلفت أيوب أنه خلال فترة قصيرة جداً سافر كل من رئيس مجلس السيادة، الفريق أول البرهان، إلى أبو ظبي، وقبل أن يلتقط أنفاسه، يغادر نائبه حميدتي لذات أبوظبي، ويبقي بتلك العاصمة لأكثر من أسبوع، دون أن ترشح أي أخبار عن ما يفعله في تلك الزيارة مثلاً، بمن التقى وماذا حقق للسودان؟، ويشدد أنه على الرغم من وجود زيارات سرية، لكن لن تظل طي الكتمان . ويمضي أيوب بقوله إن ذات الدولة الإمارات غادر إليها وفد من قوى للحرية والتغيير “المجلس المركزي” بحجة إطلاع قادتها على تطور العملية السياسية التى تجري في السودان.

موسم التحالفات.

فى المقابل يستبعد الباحث فى الشؤون السياسية، د. الحاج حمد، في حديثه لـ(السودانى) أي توتر في العلاقات ما بين السودان وإريتريا، ويوضح أن شرق السودان “شق عصا الطاعة” على نائب رئيس مجلس السيادة زعيم الدعم السريع حميدتي، كما أن قادة دولة الإمارات “منزعجون” من مواقف قادة الشرق من المشاريع الاستثمارية التى تنوي أبوظبي إقامتها في الشرق على رأسها ميناء أبوعمامة؛ لذا فإن رسائل شتى تحملها زيارة حميدتى إلى أسمرا، ومنها أن اجندة الزيارة قد “تعني استخدام النفوذ الإريتري المتمثل في قيادات البني عامر للضغط على مجموعات الضغط الأخري” وفقاً لما يتمتع به أفورقي من نفوذ وسط البني عامر؛ لأنها قبيلة حدودية بين البلدين، وينوه الحاج حمد إلى أن ما صدر من تصريحات خلال للقاء حميدتي وأفورقي وهو “التصريح الوحيد من أسايس” هو أن مشاكل السودان “بحلها السودانيون وحدهم”، مما يعني أن أجندة الزيارة لا علاقة للسودان بها، وإن ضم وفد حميدتي مسؤولين في الحكومة.

 

 

 

 

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.