كمقدمة لموضوع المقال، يعتقد البعض أن حياة الآخرين أفضل من حياته، وكذلك نساء الآخرين أجمل من زوجته، هذا مع بعض الرجال، وكذلك الآخرون يعتقدون أن حياتنا أفضل، وكل ذلك في تقديري لأننا نفقد القناعة، إذاً السؤال الذي يطرح نفسه في هذه الجزئية:-
لماذا يرى البعض من الرجال أن باقي النساء أجمل من زوجته؟
قد يكون قلب الرجل طماعاً أو عينه زائغةً، فالمشكلة ليست في النساء إنما فينا نحن معشر الرجال، فما ليس في أيدينا نراه الأجمل على الإطلاق، وعندما نتحصل عليه سنراه شيئاً عادياً، فحينما نطيل النظر إلى النساء ونقارن بينهنَ وبين زوجاتنا، فلن نكتفي بل سنظل نبحث عن المزيد ونقارن بين واحدة وأخرى وهكذا، ولن نكتفي بما عندنا ما دمنا نسرق النظر إلى الأخريات، ومن اكتفى بجمال روح زوجته، فذلك أرحم وليحافظ كلٌ على نصفه الآخر، وعلينا ألا ننسى الأيام الوردية وربيع العمر مع زوجاتنا في بداية الزواج، ولكن البعض يصيبه فتور العلاقة الزوجية بعد مرحلة ربيع العمر التي قضاها مع زوجته، فيمتد بصره إلى غيرها وتبرد العلاقة الزوجية بينهما نتيجة إنشغال الزوجة ببيتها وأطفالها، وفي هذه الفترة يظل بعض الأزواج يخرجون مع رفاقهم وزملاء عملهم خصوصاً إن كان هؤلاء الرفاق غير متزوجين، فتزوغ عين البعض ويصبح يرسل النظر إلى نساء أخريات، في المقابل وفي تقديري الأفضل لو تفرغ الرجل لأبنائه وزوجته في البيت بالجلوس معهم والتحدث إليهم، كما يمكن قضاء أوقات سعيدة مع الزوجة والأولاد بالطلوع معهم إلى الحدائق والمنتزهات، ويمكن أن يهتم بتغيير أثاث البيت حتى ينشغل عن موضوع ملاحقة النساء أو بالسفر مع العائلة وقضاء وقت ممتع إن كان بالإمكان، حتى تحس الزوجة بأن زوجها قريباً منها وتجد الوقت الكافي لنفسها لتسعد زوجها وتحس بوقفة شريك حياتها معها، ومتى حست الزوجة بإهتمام زوجها إهتمت فيه وأهتمت بنفسها وعملت جاهدة على ألا يذهب زوجها ببصره لغيرها.
إذاً عدم غض البصر وعدم وجود قناعة في داخل الزوج تجاه جمال زوجته، سبب في إطالة النظر إلى نساءٍ أخريات، لذلك غض البصر يحفظ النفس ويعفها في الوقوع في الحرام، وكما يُقال النظرة سهم من سهام الشيطان والفيصل في هذه النظرة هو مخافة الإنسان من الله.
في المقابل على الزوجة أن تقف مع نفسها وتفكر جلياً في طريقة تفكير زوجها في هذه الأمور حتى تتدارك الأمر قبل وقوع ما لا يُحمد عقباه، وماهو الأمر الذي يدفعه للنظر الي النساء، وأن تسأل نفسها هل السبب خاص بها أم ماذا؟
إذا نظر الزوج الي إمرأة أخرى لجزء من الثانية فهذا طبيعي حيث ينظر الأشخاص الي بعضهم البعض سواء إن كانوا رجالاً أو نساءً.
أيضاً على الزوجة أن تناقش زوجها بهدوء وبدون عصبية وصراخ في وجهه، وأن تخبره بأن هذا التصرف يؤذيها ويؤذي مشاعرها ويشعرها بالإهانة، حينها قد يعود الزوج إلى رشده ويعمل جاداً للتخلص من هذه العادة السيئة، فمن الرائع جداً أن تكون الزوجة علي ثقة بنفسها قوية وجميلة، وعلي قدرٍ كبيرٍ من الأناقة ومهتمة بمظهرها، فهذا سوف يجعل الزوج يقدر زوجته ويشعرها بأنه يمتلك جوهرة مكنونة بين يديه، وعليها أن تخبره بأن الرجل المتزوج الذي ينظر الي النساء، هو غالباً شخص قد يعاني من مرض نفسي، ذلك سيشعره بالخجل ويكف عن هذه التصرفات.
أخيراً علينا أن نتذكر اطلاع الله علينا، وأن نعلم أن كل نعمة عندنا هي من الله تعالى وتحتاج منا إلى الشكر، فنعمة البصر من شكرها حفظها، ومجاهدة النفس وتعويدها على غض البصر، واجتناب الأماكن التي يخشى الإنسان فيها من فتنة النظر، وأن النظر يجب غضه عن الحرام في جميع الأمكنة والأزمنة، والإكثار من نوافل العبادات سببٌ في حفظ جوارح العبد ولنتذكر شهادة الأرض التي نمارس عليها المعصية والملائكة الذين يحصون أعمالنا ومحاسبة النفس بين الحين والآخر والخوف من سوء الخاتمة.
