من السفير العبيكان إلى السفير بن جعفر.. سياسة ثابتة تدعم وحدة السودان واستقراره

?️ صلاح الخير

عند فحصي لمقال الكاتب محجوب عروة الذي ورد تحت عنوان رسالة الى السفير السعودي في السودان، اتضح لي ان الكاتب محجوب حجب الحقيقة وهاجم المملكة العربية السعودية في شخص سفيرها الأستاذ علي بن حسن جعفر انسياقا خلف اجندة معادية للمملكة ساهم في تنفيذها عبر رسالته الموجهة للسيد السفير بن جعفر.

ابتدر الكاتب مقاله بتحية الإسلام ليزين بها مقاله ولكنه سرعان ما انحرف إلى سلوك الهجوم المبطن بالعداء السافر للمملكة في هذا التوقيت، وذلك تعبيرا عن امتعاضه لبنود الإتفاق الإطاري الموقع بين المكون العسكري والمكون المدني الممثل في الحرية والتغيير المركزي، مستغلا السفير مطية لإظهار هذا الامتعاض ربما تحاشيا للمواجهة المباشرة مع خصومه السياسيين، لا ادري هل هذا جبن ام (استهبال)؟

والامر المضحك ان الكاتب ذكر كلمة أنا للافتخار وللتميز الشخصي والعياذة بالله من كلمة أنا الافتخارية، فقال بانه من أسرة سودانية عريقة ومعروفة وانه تخرج في جامعة الخرطوم ودرس فيها الاقتصاد ثم تلقى تعليما عاليا وانه عمل صحفيا منذ عقود تليدة، وانه سنحت له الفرصة في العام 1966 في كسلا بمقابلة السفير العبيكان له الرحمة والمغفرة سفير المملكة لدى السودان انذاك عند زيارته لكسلا، واورد سردا تاريخيا غير دقيقا اراد ان يلوث به سمعة المملكة النقية الطاهرة الطيبة وذلك عندما وصفها بانها كانت تواجه افكار وفلسفات منحرفة، ومعلوم بان بلاد النور هي مهبط الوحي وارض الخير ومرقد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، وطيلة فترات التاريخ ظلت المملكة ولا زالت تسير على النهج القويم انطلاقا من مبادئ الدين والقيم والاخلاق، وكل الذين تولوا قيادة امرها لا يخرجون عن السير على طريق هذا المنهاج المستقيم المعتدل.

سياسة المملكة الخارجية في تعاملها مع السودان ثابتة وراسخة لن تتغير ولم تتبدل طيلة الازمنة، وما قاما به السفيرين العبيكان وبن جعفر خلال فترة عملهما بالسودان ما هو إلا إنفاذا لسياسة المملكة المعتدلة تجاه السودان التى تدعم وحدة السودان واستقراره، وهذا يناقض الاتهام الذي وجهه عروة لسعادة السفير علي بن حسن جعفر وذلك عندما وصفه بانه منحاز في الآلية الرباعية واللجنة الثلاثية لطرف دون الآخر ذاكرا بان هنالك نوايا لإضعاف الجيش تنفذ عبر الالية الرباعية واللجنة الثلاثية، ومن المؤكد هذا تصريح غير مسؤول يفتقر لافتقار المعلومات الصحيحة، علما بان الآلية الرباعية مكون من اربع دول من بينها المملكة العربية السعودية، والتساؤل المطروح:

لماذا اختزل عروة الآلية الرباعية في شخص السفير علي بن جعفر؟

اكيد الإجابة لشي يعلمه هو.

اما اللجنة الثلاثية مكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي والايقاد والسفير لم يكن ممثلا فيها، عن اي تأثير للسفير السعودي تتحدث عنه يا عروة؟

وما أود تأكيده بان المملكة لن تتدخل في الشؤون الداخلية للسودان، فقط دورها مقصورا في عملية اصلاح ذات البين وحب الخير للسودان واهله وهذا انطلاقا من مبدأ واجبها الديني والاخلاقي، ولا خير في صديق او جار لا يعين صديقه او جاره في عمل الخير والإصلاح، وعملية الاصلاح الامني التي سماها عروة بعملية اضعاف الجيش لا علاقة للسفير السعودي بها وهي شأن داخلي تهدف لمنع تحزب الجيش ليكون جيش قومي.

ومن خلال فحص مقال عروة اعترف مقرا بانه فصل من وزارتي الإعلام والخارجية في عهد حكومة مايو، وابعد من صحيفة الصحافة، وابعد من الحركة الإسلامية التي كان ينتمي اليها في عهد حكومة الإنقاذ.. هكذا ظل عروة في حالة عدم استقرار وهذا يؤكد مدى مواقفه المتناقضة سياسيا وفكريا، وليس بمستغرب في شخص مثل هذا ان يهاجم المملكة في شخص سفيرها الحالي بالسودان، ومعلوم بان الشخص الناجح غالبا يتسبب له النجاح في جلب الأعداء، وما حققه السفير علي بن حسن جعفر طيلة فترة عمله بالسودان سيشهد له بذلك التاريخ، وفي عهده تحققت الطفرة النوعية في تطور العلاقات السعودية السودانية وزاد ازدهارها وتحققت المصالح المشتركة التي عادت بالنفع لشعبي البلدين الشقيقين.

شكرا لمملكة الخير والإنسانية والعطاء

اخي محجوب أنا أيضا خريج جامعة الخرطوم قبل عقود خلت وتخصصت في الاقتصاد والعلوم السياسية ولكنني لا اقول إلا الحق.

شارك الخبر

Comments are closed.