تكتيك الجنجويد وحاضنته السياسية في السودان

كتب: محمد الماحي الأنصاري

شارك الخبر

هدف بيانات “قحت وتقدم”، بعد هجوم الدعم السريع على الجزيرة الحيلولة دون إثبات إرهابية وبربرية مليشيا الجنجويد، لأنهم ظلوا وبشكل دائم يربطون أيِّ انتهاك للمليشيا في مواجهة الشعب السوداني مع سبق الإصرار والترصد بالعمليات العسكرية ضدها، في محاولة بائسة لإثبات فكرة الطرفين وإيجاد تبرير لهجومها الإرهابي على قرى الجزيرة ومعسكرات النازحين حتى لا تسقط مشروعيته كطرف أساسي في المشهد.

الجنجويد في قرى الجزيرة هجموا على مواطنين مزارعين بسطاء يمثلون الريف السوداني المُثقل بسياسات النظام المباد، ليس بينهم جيش ولا فلول ولا يمكن من خلال احتلال قراهم أن يأتينا آل دقلو وحلفاؤهم بالديمقراطية، والوضع كذلك في معسكر أبو شوك بالفاشر.

 

ربط بيان “قحت وتقدم”، سلوك هذه الجماعة الإرهابية الإجرامية بعمليات الجيش الجوية في نيالا، التي ادعوا أنها استهداف للمدنيين، بالرغم أنّ الجنجويد أنفسهم لم ينشروا أمس أي مظاهر تستهدف المدنيين في نيالا، لكن الغرض الحقيقي من عملية الربط، تحاشي الدخول في صلب موضوع اليوم “استباحة قرى الجزيرة ومعسكر أبو شوك” الذي يثبت أن حرب الجنجويد 80% ضد الشعب السوداني ولن تُحل إلّا بدخوله كطرف أساسي في التفاوض حتى يستعيد حقوقه.

لنفترض أنّ الجيش لم يقم باستهداف الجنجويد وهم يدخلون قرى وأماكن البسطاء ماذا سيحدث؟
الإجابة أنّ الجيش في الجنينة قرر البقاء في معسكره ولم يدافع عن المساليت من بطش الجنجويد، فكانت النتيجة قتل 5 آلاف في يومين وتهجير 350 ألفاً قسرياً.

 

بيانات “قحت وتقدم” لا تريد أن تقول إنّ الدعم السريع استهدف مواطنين معدمين في قرى الجزيرة ومعسكر أبو شوك؛ لأن ذلك يثبت أن هذه الحرب ضد المواطن السوداني، وأنّ الشعار المشترك بين الجنجويد وقحت (استهداف الكيزان الذين أشعلوا الحرب) سوف يسقط في استباحة قرية أبو قوتة وأم عليلة وتبولة وغيرها من قرى شرق الجزيرة كما سقط أمس في معسكر أبو شوك للنازحين في الفاشر، الذي سقطت أحداثه عمداً من ذاكرة قحت وتقدم، ولأنها تريد أن يكون الدعم السريع طرفاً في المشهد، وفكرتها أن تتقاسم السلطة مع العسكر ويقوم الجنجويد بحراسة هذه القسمة، لذلك مرت مرور الكرام على إبادة 5 آلاف من المساليت وتهجير 350 ألفاً قسرياً من قراهم في الجنينة ومرت مرور الكرام على التطهير العرقي والاغتصاب في اردمتا وجرائم الإبادة في كرينك، واليوم تمر مرور الكرام على استهدافه قرى وأماكن ليس فيها جيشٌ، غير جماهير شعبنا البسطاء.
ببساطة لأنها إذا قالت كما قال العالم أجمع إنّ الجنجويد عمل إبادة جماعية على أساس إثني واغتصب وقام ببيع النساء، يكون ذلك عدواناً على الأمة ولن يحقق لها فكرتها التي ظلّت قائمة في العمليات العسكرية والتفاوضية وهي صناعة الجنجويد كطرف سياسي مُهم في المعادلة السياسية، لأنّ وجوده مرتبطٌ بوجودهم على كراسي السُّلطة.

شارك الخبر

Comments are closed.