ضربات أميركية وبريطانية على الحوثيين في اليمن ردا على استهدافهم سفنا في البحر الأحمر

القيادة المركزية الاميركية: نحمل المسلحين الحوثيين ورعاتهم الإيرانيين الذين يزعزعون الاستقرار مسؤولية الهجمات غير القانونية والعشوائية والمتهورة على الشحن الدولي والتي أثرت على 55 دولة حتى الآن، بما في ذلك تعريض حياة مئات البحارة، بما في ذلك الولايات المتحدة، للخطر ولن يتم التسامح مع أفعال الحوثيين غير القانونية والخطيرة، وستتم محاسبتهم.
* استهدف عملنا المتعدد الجنسيات أنظمة الرادار وأنظمة الدفاع الجوي ومواقع التخزين والإطلاق للهجوم أحادي الاتجاه على الأنظمة الجوية بدون طيار وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية للحوثيين في اليمن.
*

شارك الخبر

اليمن: وكالات

شنّت الولايات المتحدة وبريطانيا فجر الجمعة ضربات على أهداف في مناطق خاضعة لسيطرة المتمرّدين الحوثيين في اليمن، بعد استهدافهم على مدار أسابيع سفنا تجارية في البحر الأحمر تضامنا مع قطاع غزة الذي يشهد حربا مع إسرائيل.

 

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أنّ الولايات المتحدة وبريطانيا وجّهتا “بنجاح” ضربات للمتمرّدين المدعومين من إيران، ردا على هجماتهم على سفن في البحر الأحمر، فيما أكد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أن الضربات كانت “ضروريّة” و”متناسبة”.

 

وقالت قناة “المسيرة” التابعة للحوثيين عبر موقعها الإلكتروني إن “عدوانا أميركيا بمشاركة بريطانية” يستهدف مواقع في العاصمة صنعاء ومدن أخرى.

وأشارت القناة إلى أن الضربات طالت “قاعدة الديلمي الجوية” الواقعة في جوار مطار العاصمة صنعاء، و”محيط مطار الحديدة، مناطق في مديرية زبيد، معسكر كهلان شرقي مدينة صعدة، مطار تعز، معسكر اللواء 22 بمديرية التعزية، والمطار في مديرية عبس”.

 

وقال بايدن في بيان “بتوجيه منّي، نفّذت القوّات العسكريّة الأميركيّة – بالتعاون مع المملكة المتحدة وبدعم من أستراليا والبحرين وكندا وهولندا – ضربات ناجحة ضدّ عدد من الأهداف في اليمن التي يستخدمها المتمرّدون الحوثيّون لتعريض حرّية الملاحة للخطر في أحد الممرّات المائيّة الأكثر حيويّة في العالم”.

ووصف الضربات بأنّها “ردّ مباشر” على ما مجموعه “27 هجوما” شنّها الحوثيون على سفن وشملت “استخدام صواريخ بالستيّة مضادّة للسفن للمرّة الأولى في التاريخ”.

وفي بيان مشترك، أعلنت الولايات المتحدة وأستراليا والبحرين وكندا والدنمارك وألمانيا وهولندا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبيّة والمملكة المتّحدة، أنّ “هدفنا يبقى متمثّلا في تهدئة التوتّر واستعادة الاستقرار في البحر الأحمر”.

وأوضح وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أنّ الضربات استهدفت أجهزة رادار وبنى تحتيّة لمسيّرات وصواريخ، مشيرا إلى أن الهدف يتمثل في “تعطيل وإضعاف قدرة الحوثيّين على تعريض البحّارة للخطر وتهديد التجارة الدوليّة”.

من جهته، قال سوناك في بيان “رغم التحذيرات المتكرّرة للمجتمع الدولي، واصل الحوثيّون تنفيذ هجمات في البحر الأحمر، مرّة أخرى هذا الأسبوع ضدّ سفن حربية بريطانيّة وأميركيّة”، مضيفا “هذا لا يمكن أن يستمرّ (…) لذا اتّخذنا إجراءات محدودة وضروريّة ومتناسبة دفاعا عن النفس”.

وفي أول ردّ فعل عربي على الضربات الغربية، أعربت السعودية عن “قلق بالغ” في أعقاب الضربات التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا على مواقع عدة في اليمن، داعية إلى “ضبط النفس” ومشددة في الوقت نفسه على “أهمية الاستقرار” في منطقة البحر الأحمر.

وإثر الضربات، توعّد نائب وزير الخارجيّة في حكومة الحوثيّين حسين العزي بالردّ، قائلا “تعرّضت بلادنا لهجوم عدوانيّ واسع من سفن وغوّاصات وطائرات حربيّة أميركيّة وبريطانيّة (…) يتعيّن على أميركا وبريطانيا الاستعداد لدفع الثمن باهظا”.

وقبل ساعات من هذه الضربات، أكّد زعيم المتمرّدين عبد الملك الحوثي أنّ أيّ هجوم أميركي “لن يكون أبدا من دون ردّ”.

ويأتي ذلك بعد أسبوع على تحذير وجّهته 12 دولة بقيادة الولايات المتحدة للحوثيين من أنهم سيواجهون عواقب في حال مواصلة استهداف السفن التجارية في البحر الأحمر، أحد أهم الممرّات المائيّة للتجارة العالميّة.

وخلال الأسابيع الماضية، شنّ الحوثيّون أكثر من 25 عمليّة استهداف لسفن تجاريّة يشتبهون في أنّها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئ إسرائيلية، قرب مضيق باب المندب الاستراتيجي عند الطرف الجنوبي للبحر الأحمر، تضامنا مع الفلسطينيين.

وكان آخرها استهداف الحوثيين “سفينة أميركية كانت تقدّم الدعم لإسرائيل”، مستخدمين أكثر من 20 طائرة مسيّرة وصاروخا فوق البحر الأحمر، أسقطتها القوات الأميركية والبريطانية، في ما وصفته لندن بأنه “أكبر هجوم” ينفّذه الحوثيون منذ بدء حرب غزة.

وكشف مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” أن وزير الدفاع لويد أوستن أمر بشن الضربات من المستشفى وتابعها عبر الاتصالات الآمنة، حيث شارك في اجتماع مع رئيس هيئة الأركان المشتركة وقائد القيادة المركزية الأمريكية لمراقبة الهجوم “المعقد”.

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية إن الضربات الجوية الأمريكية والبريطانية على مواقع الحوثيين قد لا تكون الإجراء الأخير الذي تم اتخاذه ضد الجماعة المدعومة من إيران، مما يشير إلى أنه قد يكون من الضروري اتخاذ مزيد من الإجراءات لحماية الناس والتجارة في البحر الأحمر،  وأضاف: “قد لا تكون هذه الكلمة الأخيرة، وعندما يكون لدينا المزيد لنقوله ونفعله، سوف تسمعون منا”.

وفي بريطانيا، قالت القوات الجوية الملكية إنها نفذت ضربات ضد منشأتين للحوثيين خلال عمليات مشتركة في جنوب البحر الأحمر، حيث استخدمت 4 طائرات من طراز Typhoon FGR4 ، مدعومة بناقلة للتزود بالوقود الجوي من طراز Voyager، وقنابل موجهة.

وذكرت وزارة الدفاع البريطانية، في بيان، أن الأهداف التي تم ضربها تشمل عدة مبان تستخدم لإطلاق طائرات الاستطلاع والهجوم بدون طيار.

وقالت الوزارة: “تم شن ضربة منسقة بعناية للحد من قدرة الحوثيين على انتهاك القانون الدولي”، وأضافت أنه يجري تقييم النتائج التفصيلية للضربات، لكن المؤشرات المبكرة تشير إلى أن قدرة الحوثيين على تهديد الشحن التجاري قد تعرضت لضربة.

شارك الخبر

Comments are closed.