العميد يضع قلمه ويرحل عن الفانية.. ويترك إرثاً تاريخياً منيراً في الصحافة والنضال والحريات والتضحيات

القاهرة: السوداني

غيّب الموت اليوم بالعاصمة المصرية القاهرة، عميد الصحافة السودانية وهرمها لـ(7) عقود، أستاذ الأجيال المرحوم (محجوب محمد صالح) عن عمر يناهز (96) عاماً.

ناضل الراحل في بواكير شبابه الاستعمار الإنجليزي، وجرب سجونه ومعتقلاته ثمناً لاستقلال السودان. وكرّس حياته لترسيخ قيم الحرية والعدالة والديمقراطية.

الراحل من مواليد الخرطوم بحري، حيث تلقى فيها مراحل تعليمه حتى التحق بكلية الخرطوم الجامعية في العام 1947م، وكان يشغل منصب سكرتير اتحاد الطلاب وقتها.
وهو متزوج من السيدة فوزية حسن عبد الماجد وله من الأبناء عادل ونادر وياسر ووائل وسامر، ومن البنات سوسن.
له العديد من الكتب منها: “تاريخ الصحافة السودانية في نصف قرن، أضواء على قضية الجنوب، مستقبل الديمقراطية في السودان، دراسات حول الدستور (الجزء الأول) ودراسات حول الدستور (الجزء الثاني)”.
ترأس الفقيد رئاسة تحرير كل من مجلة الحياة الأسبوعية التي تصدر عن صحيفة دار الأيام عام 1957 – 1959م، ثم ترأس تحرير جريدة الأيام لعدة فترات بالتناوب مع شريكيه بشير محمد سعيد ومحجوب عثمان، وجريدة مورنينغ نيوز اليومية الإنجليزية 1959 – 1962م، ثم عيِّن أمين الإعلام لمؤتمر المائدة المستديرة عن قضية جَنُوب السودان 1965م.
كان الراحل من مؤسسي اتحاد الصحفيين العرب، ثم عضو مؤسس لاتحاد الصحفيين الأفارقة، واُنتخب كرئيس لمجلس إدارة المؤسسة العامة للصحافة 1970 – 1971م. كما تم انتخابه كعضو في برلمان 1965م في الجمعية التأسيسية عن دوائر الخريجين.
توقف عن العمل الصحفي خلال فترة تأميم الصحف. وعيِّن رئيس تحرير لجريدة الأيام في الفترة الانتقالية 1985 – 1986م، ثم بعد عودتها لأصحابها 1987 – 1989م وحينما عاودت الصدور في العام 2000م.

نال الفقيد، العديد من الدرجات والجوائز العالمية والمحلية في مسيرة حياته العملية، حيث منحته جامعة الأحفاد للبنات الدكتوراة الفخرية في العام 2012م، ونال جائزة مؤسسة فريدريش إيبرت لحقوق الإنسان بالمشاركة مع أبيل ألير في العام 2004م. وتحصّل على جائزة القلم الذهبي من الجمعية العالمية للصحف ومقرها في باريس في العام 2005م، وفاز بجائزة مؤسسة نايت والمركز الصحفي العالمي بواشنطن في العام 2006م، كما منحته جامعة الزعيم الأزهري الدكتوراة الفخرية في العام 2006م، واختاره مجلس أمناء جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي شخصية العام في 2013م،
وتحمل أرفع جائزة صحفية في السودان اسمه (جائزة محجوب محمد صالح).

واليوم إذ ننعيه، ننعي قلماً ذهبياً حفر اسمه من نور على جدار التاريخ السوداني الحديث، هامة وشامة وعلامة، وسيظل قبس نوره نبراساً يضئ الصحافة السودانية ومسيرة المضي نحو الديمقراطية، التي كان مهموماً بها وبالقضايا الوطنية حتى مماته، لم يبخل في سبيلها بجهده وقلمه وماله.
نسأل الله تعالى أن يتقبّله قبولاً حسناً ويدخله فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، ويلهم أهله وذويه وتلاميذه الصبر الجميل.

هذا وسيتم الصلاة على الراحل عقب صلاة ظهر الغد بمسجد السيدة نفيسة، وسيتم دفن جسده الطاهر بمقابر السيدة عائشة.

(إنا لله وإنا إليه راجعون)

شارك الخبر

Comments are closed.