وفد الأمم المتحدة: النساء والفتيات اللاتي تعرضن للاغتصاب في الأشهر الأولى من الحرب وضعن أطفالهن الآن.. والجوع منتشر على نطاق واسع

متابعات: السوداني

أجرى وفدٌ من الأمم المتحدة زيارة إلى ولاية الخرطوم ــ تعتبر الأولى للمنظمة الأممية منذ اندلاع الحرب منتصف أبريل العام المنصرم. ووصفت رئيسة الوفد ورئيس العمليات الميدانية والطوارئ في اليونسيف بالسودان، جيل لولر، الأوضاع الإنسانية بـ(الصادمة).

وأوضحت مسؤول اليونسيف أنها علمت خلال الزيارة أن النساء والفتيات اللاتي تعرضن للاغتصاب في الأشهر الأولى من الحرب وضعن أطفالهن الآن، حيث قام العاملون بالمستشفى ببناء حضانة بالقرب من جناح الولادة.وقالت لولر إن مدير مستشفى النو بأم درمان أبلغها بإجراء 300 عملية بتر أطراف خلال الشهر الماضي فقط، لافتة إلى اكتظاظ المستشفى بالمرضى، حيث يتقاسم اثنان وأحيانًا ثلاثة مرضى الأسرَّة. وإن معظم الموظفين يعيشون عملياً في المستشفى، ولا يحصلون على رواتب منتظمة منذ أشهر، بجانب نقص الإمدادات والمعدات. ونبهت إلى أن الحرب الوحشية في السودان تدفع البلاد نحو المجاعة، وأضافت في مؤتمر صحفي بجنيف، إن فريقها المكون من 12 موظفًا من موظفي اليونسيف وصل إلى أم درمان الأسبوع الماضي في مهمة له، حيث زار عددا من المشافي التي لا تزال تعمل. ولفتت أن وفدها زار إحدى المستشفيات، حيث يعاني الأطفال من سوء التغذية، ويعيشون في ظلام دامس بسبب انقطاع الكهرباء، بجانب تعطل المولد الاحتياطي قبل أسبوع تقريباً، ويعمل الطواقم الطبية في الظلام، فيما يستخدم الثلج لحفظ اللقاحات.

وأشارت إلى تضرر محطة المنارة لمعالجة المياه، التي تدعمها اليونسيف، جراء الحرب، وهي المحطة الوحيدة التي لا تزال تعمل من بين 13 محطة في منطقة الخرطوم، وتوفر المياه الصالحة للشرب لنحو 300 ألف شخص في أم درمان، وتعمل بطاقتها القصوى البالغة 75% فقط، بيد أنها نبهت بأنها ستتوقف عن العمل خلال أسبوعين ما لم يتم توفير المزيد من الكلور لمعالجة المياه لهؤلاء السكان.وتابعت: “الأوضاع كانت هادئة نسبياً في مناطق الزيارة، مع سماع أصوات إطلاق نار مدفعي على مسافة بعيدة، مع وجود مظاهر التسليح المكثف في الأسواق والشوارع وحتى في المستشفيات، حيث يحمل العديد من الشباب السلاح ليس من الواضح كم كان عمرهم”، وزادت: “من الواضح أنهم كانوا صغاراً، ومن الواضح أنهم لم يكونوا في المدارس، التي تم إغلاقها منذ بداية الحرب”.

وقالت إن الجوع منتشر على نطاق واسع، وهو الشاغل الأول الذي يعبر عنه الناس، هناك مواد غذائية في السوق، ولكن ببساطة لا يمكن لمعظم الأسر تحمل تكاليفها، ويرجع ذلك جزئياً إلى استمرار انقطاع الاتصالات الذي يمنع الأسر من تلقي الأموال النقدية عبر الهاتف المحمول التي تشتد الحاجة إليها. ورجحت أن يعاني نحو 3.7 مليون طفل من سوء التغذية الحاد هذا العام في السودان، بما في ذلك 730 ألف طفل يحتاجون إلى العلاج المنقذ للحياة، مضيفة أن احتياجات الأطفال في الخرطوم وحدها هائلة، ولكن هذا ينطبق أيضاً على دارفور. وتابعت إن حجم احتياجات الأطفال في جميع أنحاء البلاد مذهل بكل بساطة. ويشهد السودان الآن أكبر أزمة نزوح في العالم. ويوجد بعض الأطفال الأكثر ضعفاً في الأماكن التي يصعب الوصول إليها.

وطالبت مسؤولة اليونسيف، أطراف النزاع بتمكين وصول المساعدات الإنسانية بشكل سريع ومستدام ودون عوائق – سواء عبر خطوط النزاع داخل السودان أو عبر الحدود مع الدول المجاورة للسودان. وأضافت أن تشاد وفرت شريان حياة بالغ الأهمية للمجتمعات المحلية في دارفور، ولا يزال الوصول عبر حدودها بالغ الأهمية، إلى جانب الوصول عبر جنوب السودان.وقالت إنه يقع على عاتق أطراف النزاع واجب أخلاقي ومسؤولية قانونية لحماية الأطفال. وشددت على ضرورة أن تتخذ الأطراف تدابير ملموسة لمنع وإنهاء قتل وتشويه الأطفال؛ وتجنيد الأطفال واستخدامهم في الصراع؛ وجميع أشكال العنف الجنسي. وناشدت المجتمع الدولي بتعبئة ضخمة للموارد بحلول نهاية شهر مارس حتى يتمكن الشركاء في المجال الإنساني من الحصول على الإمدادات والقدرات على الأرض، في الوقت المناسب، للحد من الكارثة الإنسانية الوشيكة.

 

تحذيراتٌ من المجاعة
وقالت إن 24 مليون طفل في جميع أنحاء السودان يحتاجون ويستحقون السلام، وإنهم بحاجة إلى وقف إطلاق النار، وبحاجة إلى حل سياسي دائم، وإنهم بحاجة إلى فرصة ليكونوا أطفالاً.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.