(الضرا) يجمع السودانيين بمصر في شهر رمضان المبارك

القاهرة: محاسن أحمد عبد الله

لم يقطع السودانيون الفارون من ويلات وجحيم الحرب في السودان لمصر، عادتهم التي اشتهروا بها في الشهر الكريم، عادة (الضرا) وهو الإفطار الجماعي في الشوارع العامة، حملوا معهم تلك العادة الجميلة بالرغم من أنهم يحملون أطناناً من الأوجاع والأحزان بسبب الحرب الدائرة الآن في السودان، تنادوا من كل مكان في مدن وأحياء مصر المختلفة لتناول وجبة الإفطار في (الضرا)، كل شخص يحمل ما لذّ وطابَ من طعام وشراب، في مشهد يدل على التكاتف والترابط وزرع القيم الإنسانية والشعائر الدينية السمحة بداخل من حولهم من الأجانب من الجنسيات الأخرى الذين يرون بأم أعينهم واحدة من عادات السودانيين الجميلة التي لم تنقطع عنهم وهم في أحلك الظروف.

إفطاراتٌ جماعيةٌ
رصدت (السوداني)، مجموعة كبيرة من الإفطارات الرمضانية في عدد من المناطق التي تقع في القاهرة مثل (فيصل) التي يوجد بها أكبر عدد من السودانيين و(عين شمس) و(شبرا) ومدينة 6 أكتوبر ومناطق أخرى، وهم يفترشون (البروش) لتناول الإفطار، الأمر الذي لفت نظر كثير من المصريين لتلك العادة ليقوم بعضهم بتوثيقها وتداولها على مواقع التواصل الاجتماعي احتفاءً بها.

(الضرا) السوداني
عُرفت عادة (الضرا) لدى الشعب السوداني في الولايات المُختلفة منذ زمن بعيد، يجتمع فيه رجال الحي (كباراً، شباباً وصغاراً) في شوارع الأحياء الرئيسية في (الضرا) لتناول وجبة الإفطار، والهدف منه إتاحة الفرصة للغادي والغاشي أو من داهمه زمن الإفطار بالإصرار والحليفة عليه لتناول الإفطار أو حتى تحليل صيامه إذا كان على عجلة من أمره.
في الوقت الذي يقوم فيه البعض الآخر بالوقوف على الشارع الرئيسي لإيقاف السيارات المارة بربط العمائم بين أياديهم لمنعها من المرور ودعوة من فيها لـ(الضرا) وإن كانوا معهم نساء إعطائهن ما يحلل صيامهن من ماء وعصير وتمر.

لوحة زاهية
ما يزال عدد كبير من السودانيين الموجودين بدول أوروبية وعربية مختلفة، محافظين على تلك العادة السمحة، وهم يرسمون لوحة زاهية وجميلة في أنظار الآخرين من الجنسيات الأخرى بأن السودان وأهله مازالوا بخير وهم يحيون عادة (الضرا) السوداني.

كرم وعزة نفس
عدد من السودانيين بالقاهرة أكدوا لـ(السوداني) أنهم سعيدون بممارسة تلك العادة بالرغم من تكالب المحن عليهم والظروف العصيبة التي يعيشونها بسبب الحرب، فيما أوضح الشاب مرتضى الذي قام بمعية آخرين بتجهيز مكان الإفطار: “الضرا لا تمييز فيه، فهو يجمع الفقير والغني، وإقامة تلك العادة في هذه الظروف الصعبة يؤكد على أصلنا الطيب وكرمنا الذي لا يخفى على أحد وعزة نفسنا الأبية وتقاسمنا للحلوة والمُرة، خاصةً أغلبنا وصل مصر بسبب الحرب وتلك العادة تذكرنا تفاصيلنا الجميلة التي كنا نعيشها مع الشهر الفضيل في السودان”.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.