المركز الثقافي السوداني بقطر يحتضن نادي اللغة الإنجليزية

د. خالد البلولة

أنت تدخل إلى مبنى المركز الثقافي السوداني بالدوحة، حيث قاعة القانوني عبد المنعم مكي، تجد نشاطاً محموماً من شباب مهموم يسعى لتقديم نفسه بطريقة تعكس الصورة الذهنية التي كوّنها المجتمع القطري عن الإنسان السوداني المتعاون والمُبادر.
*تعتبر المبادرة السودانية لنادي اللغة الإنجليزية بقطر من بنات أفكار الأستاذة إيثار الطاهر، وهدفت بهذه المبادرة تقديم العون للسودانيين الذين وصلوا الدوحة مؤخراً وإعدادهم لسوق العمل وتنويرهم بمتطلباته.

*بدأت المبادرة بعشرة أشخاص منذ ثلاثة أشهر وتضاعف أعداد الراغبين في الالتحاق بالمبادرة يومياً، وتم توزيعهم لمجموعات على رأس كل مجموعة مختص في اللغة الإنجليزية يتولى إدارتها والإشراف عليها.
*تعد هذه المبادرة نموذجاً مصغراً للسودان بكل سحناته وتوجهاته الثقافية وتخصُّصاته العملية والعلمية، والتف الجميع نحو هدف واحد تقديم صورة مشرقة عن المواطن السوداني المتسامح والمتفاني والمنضبط والتي رسمها السودانيون الأوائل الذين عاشوا وساهموا في نهضة المجتمع القطري.

in

*ويُعد الأستاذ تاج السر إسماعيل واحداً من هؤلاء النفر الكريم يبذل الجهد والعلم والمال من أجل إنجاح المبادرة ومساعدة الشباب الوافدين في أن يجدوا فرصاً للتوظيف في سوق العمل القطري، ويسهم في تقديم خبرته كمترجم عمل بعدد من المؤسسات في دولة قطر لعقدين من الزمان وآخرها مترجماً بسفارة غانا بدولة قطر.
*توضح الأستاذة إيثار صاحبة المبادرة، إننا انتبهنا إلى أن سوق العمل في الدوحة يشترط اللغة الإنجليزية كمهارة أساسية في التوظيف، وإنّ معظم المقابلات الشخصية تتم بها وهذا ما لم يعتده المقبلون على سوق العمل في السودان، من هنا انطلقت فكرة المبادرة فبدأنا بتدريب الذين التحقوا بالمبادرة على المخاطبة باللغة الإنجليزية، بطرح عدد من الموضوعات وكيفية إدارة النقاش حولها وأتحنا لكل عضو من أعضاء المبادرة الحديث عن نفسه أولاً، ثم يطرح رؤيته ورأيه حول الموضوعات مثار النقاش.
ويؤكد خبير الموارد البشرية الأستاذ أبو بكر عبد الملك محمد أن هذا البرنامج بدأ قبل أربعة أشهر وبفكرة بسيطة هدفت إلى تحسين مستويات اللغة الإنجليزية عند الذين وفدوا مُؤخّراً بعد الحرب، حيث وجدنا هناك حاجة ماسّـة لذلك، وأغلب الوظائف تعتمد اللغة الإنجليزية مهارة أساسية للتوظيف، وقرّرنا عمل نادٍ للمُخاطبة يكون لمدة يومين في الأسبوع، ونطرح فيه موضوعات محددة يتم النقاش فيها، وجدت هذه المبادرة قبولاً وإقبالاً كبيرين من السودانيين الذين وصلوا قطر بعد الحرب، وهدفنا الأساسي من ذلك تعلم اللغة الإنجليزية التي يستفيد منها الأعضاء في حياتهم العملية واليومية وخلق تواصل اجتماعي بين أعضاء المجموعات، ونحن نستهدف الآن الوافدين من السودان بعد الحرب، ولدينا خططٌ أكبر في المستقبل القريب بإذن الله تعالى.
ترى منى الجعيلي/ طالبة في كلية الطب أنّ اللغة الإنجليزية واحدة من المهارات الضرورية في سوق العمل أو المعاملات اليومية في مجتمع يعج بجنسيات مختلفة، لذلك أعتقد أنّ فكرة المبادرة السودانية لنادي اللغة الإنجليزية في قطر فكرة ممتازة واستفدت منها كثيراً، حيث أتاحت لنا فكرة التحدث والاستماع لبعضنا البعض، وكنت في حاجة ماسّـة لتحسين مهاراتي في التخاطُب والاستماع، إما بالنقاش المباشر أو الاستماع للتسجيلات الصوتية عبر تطبيق الواتس، ونجحت المُبادرة في توظيف خبرات الأعضاء الذين يتحدّثون اللغة الإنجليزية بصورة مُمتازة وجعلتهم مُشرفين على المجموعات الصغيرة.
ويُثمِّن علي محمد الأمين من المحاسبين الذين وفدوا مؤخراً الى الدوحة فكرة المبادرة وأهميتها في جمع شمل السودانيين في المركز الثقافي السوداني للوافدين بعد الحرب، وحاجتهم الماسّــة لذلك.
وقدم الأستاذ تاج السر إسماعيل، مسودة للمصطلحات المالية المحاسبية، بذل فيها عصارة خبرته الطويلة باللغة الإنجليزية، وأعتقد هذا الجهد يُساعد المحاسبين والماليين في مُقبل حياتهم المهنية.
وتُؤكِّد أروى إسماعيل أنّ المبادرة ساعدتنا في الالتفات لتفاصيل كثيرة في غاية الأهمية لم نكن ننتبه إليها كالتعريف عن نفسك باللغة الإنجليزية والمناقشات والتدريب على العمل تحت الضغط وإدارة الوقت والعمل في مجموعات.
ومن ضمن البرامج التي قدمت ضمن المبادرة، مُحاضرة عن مبادرة القادة الأفارقة الشباب (يالي) قدمها الأستاذ أحمد شكور باللغة الإنجليزية، وتهدف إلى تثقيف وتواصل القادة الأفارقة الشباب من خلال أنشطة تشمل الدراسة في الولايات المتحدة ومتابعة الموارد ودعم قضايا مناطق في تخصُّصات التعليم والصحة وحقوق الإنسان ومكافحة الأمراض والثقافة والفنون.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.