السوداني: محاسن أحمد عبد الله
في الوقت الذي يتأهّب فيه أغلب السودانيين لاستقبال الشهر الكريم رغم أحداث الحرب التي تعيشها البلاد، تضاعفت المأساة عندما واصلت مليشيا الدعم السريع شن حملاتها الانتقامية بالهجوم البربري على عشرات الآلاف من الأبرياء من أهالي قرى الجزيرة المختلفة، وهي تتّبع كافة أساليب التنكيل والتعذيب، الأمر الذي أدى لحالة نزوح جماعي بسبب تلك الممارسات الوحشية التي تقوم بها المليشيا من سرقة تحت تهديد السلاح وقتل من قاومهم وتشريد الأهالي من ديارهم واختطاف الأطفال واغتصاب النساء.
قرية البيلاوي
تواصلت حلقات ذلك المسلسل الذي يحوي حلقات مُؤلمة وكارثية في الشهر الكريم، الذي لم يراعوا حرمته، وذلك عندمات هاجمت المليشيا بالأسلحة الثقيلة على أهالي قرية (البيلاوي) التي تقع غرب الوحدة الإدارية (الحاج عبد الله) بغرض السرقة كما هو مُعتاد من تلك القوات، ولكن أهل القرية تصدوا لذلك الهجوم لرفضهم للظلم والإهانة، فكانت النتيجة قتل مجموعة كبيرة من أبناء القرية وهم (طارق عبد الله حمد، عامر عبد الرحيم الصوفي، علي الزين أحمد عمر والطيب عبد الرحمن كوكو بيلا)، بجانب عدد كبير من الإصابات.
النوراب والتكلة
كما هاجمت المليشيا، قرية (النوراب) التي تقع بالوحدة الإدارية في محلية جنوب الجزيرة، حيث زرعت حالة من الرُّعب داخل أهلها وقامت بتشريدهم.
وبالأمس، شهدت قرية (أبو سير) و(التكلة) نفس الهجوم ومقتل ٢٢ شخصاً و١٧ إصابة.
شَرّفت الحلاوين
فيما شهدت مساء أمس قرية (شَرّفت) بالحلاوين حالة نزوح جماعي، وتم تداول صورهم على نطاق واسع، في مشهد مؤلم ومُحزن وهم يُغادرون ديارهم غصباً عنهم وعن إرادتهم بعد أن دخلت المليشيا المتمردة قريتهم بالقوة وقامت بتهديدهم ونهبهم وتشريدهم.
أصوات استغاثة
عدد من المكلومين من سكان تلك القرى، أكدوا لصحيفة (السوداني) بأنهم تعبوا واُُرهقوا وخارت قواهم من النزوح من قرية لقرية بسبب هجمات مليشيا الدعم السريع، وأنهم فقدوا نفوساً عزيزة عليهم في تلك الهجمات، مطالبين الجيش السوداني بنجدتهم وإغاثتهم؛فيما ألقى عددٌ منهم صوت لوم شديد اللهجة للقوات المسلحه السودانية بأنها تركتهم يواجهون الموت لوحدهم وهم عُزّل لا حول لهم ولا قوة – حسب حديثهم.
حملة ودعوات إنقاذ
في الوقت ذاته، أطلق عددٌ كبيرٌ من السودانيين حملة على مواقع التواصل الاجتماعي لإنقاذ أهالي الجزيرة من الموت والاعتداءات المتكررة والتهجير القسري.
المليشيا تختطف الأطفال طلباً للفدية
وفي خطوةٍ جديدةٍ ضمن انتهاكاتها وابتزازاتها العديدة المستمرة، قامت مليشيا الدعم السريع باختطاف الأطفال – في منطقة شبونة فضيل جنوب ولاية الجزيرة – وفرضت على أهاليهم فدية مالية تبلغ 500 ألف جنيه سوداني – على أقل تقدير – مقابل إطلاق سراحهم.
وتُعد جرائم اختطاف الأطفال من أخطر وأبشع الجرائم الماسّة بحياة الطفل وسلامته الجسدية، كونها تُرتكب ضد أضعف المخلوقات البشرية على وجه الأرض.
تقول الأمم المتحدة إنّه في السنوات الأخيرة، ارتفع معدل اختطاف الأطفال بشكل حادٍ في الحالات المُدرجة على جدول أعمال الأطفال والنزاع المسلح، سواء كان لإرهاب المجتمعات أو استهداف مجموعات محددة أو إجبار الأطفال على المشاركة في الأعمال العدائية.
واستجابةً لهذا الاتّجاه المقلق، اعتمد مجلس الأمن الدولي القرار 2225 في عام 2015، وأقرّ رسمياً بأهمية مُحاسبة الأطراف على اختطاف الأطفال.