هل هناك اتفاقات سريّة لعودة حمدوك إلى رئاسة الحكومة؟

لايزال الصراع الدائر بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي” العنوان الرئيسي لأي تقارير أو معلومات حول الأوضاع في السودان.

وبين معارك الكر والفر في الميدان، تخرج بعض التسريبات من هنا وهناك حول معارك دبلوماسية وخطط ومفاوضات ترسم مستقبل السودان، تجري وراء الكواليس بين بعض القوى السياسية السودانية وبعض الدول المنخرطة في الصراع القائم، والتي تنطوي على إزاحة بعض الشخصيات من المشهد السياسي السوداني وإبراز آخرين.

(حمدوك عرّاب الاتفاقيات السريّة)، هكذا تداولت بعض وسائل الإعلام العربية تقارير ومعلومات نقلاً عن مصادر دبلوماسية عربية وغربية حول اجتماع تم عقده في 13 فبراير الماضي بين وفد من تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية (تقدم) بقيادة عبدلله حمدوك، ومساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الأفريقية، مولي في، في إثيوبيا. وبحسب المصادر، فإن هذا اللقاء ليس الأول ولن يكون الأخير، لأنه يندرج ضمن سلسلة من اللقاءات التي تجري بين ممثلين عن (تقدم) وعلى رأسهم حمدوك، ومسؤولين أمريكيين وغربيين، بهدف تنسيق العمل لتشكيل حكومة مدنية بقيادة عبدلله حمدوك (ممثل المصالح الغربية في السودان)، برعاية أمريكية.
ووفقاً للمصادر، فقد تخلل المفاوضات حديث حول إنشاء قوة دولية أجنبية لحفظ السلام في السودان، برعاية الحكومة الانتقالية التي سوف يرأسها حمدوك. قوات حفظ السلام هذه ستنتشر في كل المدن والولايات السودانية، لضمان حفظ الأمن واستكمال عملية التحول المدني طوال الفترة الانتقالية، على أن ينتهي دور هذه القوى بعد انتهاء الانتخابات. وبطبيعة الحال الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية وعلى رأسها بريطانيا هي من ستقوم بتشكيل هذه القوات.

وأشارت المصادر، إلى أن الأمريكيون اقترحوا خلال اجتماع أثيوبيا بدء المفاوضات بين حركة (تقدم) وحزب المؤتمر الوطني الإسلامي، لأن التحالف مع الإسلاميين سوف يضفي شرعية أكبر على الحكومة ويقلل من الاضطرابات، ويسهل الوصول
إلى العملية الانتخابية بلا عقبات، ويجعل من الممكن الوصول إلى أكبر عدد من الناخبين.

كذلك نقلت بعض وسائل الاعلام معلومات عن مصادر محلية سودانية، والتي أكدت على أن حمدوك وواشنطن ليسا ضد بقاء البرهان رئيساً لمجلس السيادة في حال وافق على نقل بعض الصلاحيات الإدارية والسيادية لرئيس الوزراء والذي سوف يكون عبدلله حمدوك، بحسب المصدر.

في السياق ذاته، وبحسب مصادر دبلوماسية، فإن ما يتم التخطيط له بسرّية بين قوى (تقدم) بقيادة عبدلله حمدوك وبعض المسؤولين الغربيين لمستقبل السودان، لا يمكن تنفيذه دون مد جسور تعاون وفتح قنوات اتصال مع “حميدتي” قائد قوات الدعم السريع، وأيضاً مع الجيش بقيادة البرهان، ولكن هذا لا يعني بالضرورة بقائهم في المشهد السياسي السوداني في المستقبل، بل على العكس من الممكن أن يتم التضحية بحميدتي مستقبلاً بحجة احقاق الحق وتنفيذ العدالة الدولية، وبالتالي يتم تقديمه للمحاكمة في محكمة الجنايات الدولية على أنه مجرم حرب بعد أن كان قد ساعد حمدوك بتنفيذ مشروعه، وخاصة أن المسؤولين الغربيين دائما ما يتحدثون عن جرائم حرب وعدالة دولية.

وتعليقاً على هذه المعلومات، أكد مراقبون في الشأن السوداني، بأن حمدوك بصفته ممثل للمصالح الغربية، وقضى معظم حياته في أحضان الغرب ومنظماته، فمن الطبيعي أن يكون عرّاباً لهكذا مشروع، والذي سوف يجعل من قوات حفظ السلام هذه قوات احتلال تسيطر على السودان وتنهب خيراته، وتحقق مصالح الدول الغربية، تحت غطاء أممي بذريعة حفظ السلام والأمن. إلى جانب ذلك، أكدوا بأن حمدوك غالباً ما سوف يقوم بتأميم قطاع تعدين الذهب، في حال وصوله للسلطة، وهذا ما يتعارض مع المصالح المالية لحميدتي، ويحقق مصالح قوى خارجية. ووجهوا تحذيراً لكل القوى السياسية السودانية وخاصة بعض القادة العسكريين، من الانجرار وراء هذا المشروع مع حمدوك، لأن ذلك سوف يجعل منهم لاحقاً “كبش فداء” وسكة لتمرير هذا المشروع الاستعماري.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.