المدير العام لشركة الموارد المعدنية محمد طاهر عمر لـ(السُّوداني): السودان يبحث عن أسواق جديدة لبيع الذهب
بورتسودان: وجدان طلحة
*نتطلع إلى توسيع الاستثمار مع روسيا في هذا المجال
*إنتاج الذهب في الربع الأول من العام الحالي تجاوز (15) طناً
*(8) شركات وطنية متعثرة
*منفتحون على كل العالم ونمضي أينما تحقّقت مصلحتنا
*الوضع الطبيعي هو أن يشتري بنك السودان الذهب ويصدره ولكن (…)!
*هذا (…) ما حدث لشركات الدعم السريع في مجال الذهب
كشف المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية، محمد طاهر عمر، عن عودة شركات أجنبية للعمل في مجال التنقيب عن الذهب والمعادن في السودان بعد توقف نشاطها بسبب الحرب.
وقال عمر في حوار مع (السوداني)، إن السودان يتطلع إلى توسيع الاستثمارات في مجال الذهب مع دولة روسيا، وأضاف أن الوفد الروسي الذي زار البلاد مؤخراً كان يضم رجال أعمال “وماضون في تفاهمات للعمل معنا في قطاع الذهب”، وتوقع أن تتم دعوة وفد سوداني لزيارة موسكو لاستكمال النقاش الذي بدأ في بورتسودان العاصمة المؤقتة، لافتاً إلى وجود شركة روسية تعمل في ولاية البحر الأحمر وهي من شركات الصدارة في الإنتاج.
ونهاية أبريل الماضي، زار وفد روسي، السودان برئاسة ميخائيل بوغدانوف المبعوث الروسي للشرق الأوسط وأفريقيا، وأكد أن بلاده تعتبر أن مجلس السيادة الانتقالي هو الممثل الشرعي للشعب السوداني.
وأكد عمر أن إحدى الشركات التركية استأنفت العمل في مجال الذهب قبل أسبوعين في الولاية الشمالية.
نتعامل بمسؤولية كاملة
وحول اتهامات الحكومة لدولة الإمارات العربية بأنها داعمة لحرب السودان، لكنها في ذات الوقت أكبر مُشترٍ للذهب، قال المدير العام لشركة الموارد المعدنية، إن الذهب يتم تصديره عبر رجال أعمال وفق الإجراءات المتبعة وليس الحكومة، والآن السودان يبحث عن أسواق جديدة، ونحن منفتحون على كل العالم، ونمضي أينما تحقّقت مصلحتنا.
وأوضح أن الوضع الطبيعي هو أن يشتري بنك السودان الذهب ويُصدِّره، لكن نسبة للظروف المعلومة في البلاد، قد لا يتمكّن من القيام بالعملية بالصورة المطلوبة، وهذا الفراغ يملأه التجار، نحن نتعامل مع الأمر بمسؤولية كاملة ونأخذ الجوانب الاقتصادية والسياسية وغيرها للاستفادة من عائد الصادر.
ورداً على سؤال إذا استطاع بنك السودان تسويق الذهب مستقبلاً هل يعني ذلك إعادة النظر في رجال الأعمال الذين يصدرون الذهب؟ قال “بالتأكيد هذا الوضع الطبيعي في أي دولة”.
وفيما يتعلق بكمية الذهب التي تم تصديرها لدولة الإمارات العام الماضي، قال (جهات أخرى مسؤولة عن هذا الأمر، نحن فنيون ولسنا معنيين بأن المنتج يذهب لأي دولة).
والشهر الماضي، أشارت الحكومة السودانية إلى أن بريطانيا تدخّلت لتغيير جلسة مجلس الأمن حول شكوى السودان ضد الإمارات إلى جلسة تشاور خاصة بأعضاء المجلس، ولا يحق للسودان المشاركة فيها.
تعظيم حصائل الصادر
ووفقاً للمسؤول الحكومي، فإنّ إنتاج الذهب زاد في الربع الأول من العام الحالي رغم استمرار الحرب، حيث تجاوز (15) طن ذهب مقارنة بـ(7.9) طن من نفس الفترة في العام 2023م.
وقال: تم تصدير (11) طناً و(222) كيلو ذهب من جملة (15) طناً عبر الشركات، وأن الفاقد قليل جداً من الذهب المهرب، مشيراً إلى أن الحصيلة الدولارية منذ منتصف نوفمبر 2023م إلى نهاية أبريل الماضي بلغت (637) مليون دولار، وقال: توجد (8) شركات وطنية متعثرة سنبحث لها عن تمويل من شركات عالمية لتمويل مشروعاتها، لكنه ذكر أنّ قطاع التعدين في تطور مستمر.
لجنة جرائم الحرب
وحول ما يتردّد عن سيطرة قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان (حميدتي)، على ذهب السودان، قال عمر: “لجنة جرائم الحرب وضعت يدها على شركات قوات الدعم السريع وهي 6 شركات، لتعود الفائدة للخزينة العامة، مشيراً إلى أن (2) منها لم تدخل العمل لأنها في مربعات كبيرة”، وأضاف: “لا يوجد نشاطٍ للمعادن في دارفور، لكن في جنوب الإقليم يوجد مصنعٌ تحت سيطرة الدعم السريع، وكان يعمل حتى قبل الحرب، والآن لا توجد معلومات عنه”.
وتسيطر قوات الدعم السريع على (4) ولايات في إقليم دارفور، بينما يسيطر الجيش على الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور.
معالجة التعدين التقليدي
وقال المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية محمد طاهر عمر لـ(السوداني)، يتم إنتاج الذهب في 14 ولاية في السودان من جملة 18 ولاية، لكن توقف النشاط في المناطق التي تشهد حرباً بين الجيش وقوات الدعم السريع، مشيراً إلى أن التعدين التقليدي يمثل (80)% من الإنتاج، وبلغ عدد المعدِّنين (2) مليون منتشرين في كل الولايات.
وقال إن التعدين ينقسم إلى تقليدي ومنظم، أما المنظم يضم شركات الامتياز الكبيرة وتأخذ مربعات كبيرة وتقوم بإجراء مسوحات جيولوجية، والقسم الثاني شركات معالجة مختلفة التعدين التقليدي وهي (180) شركة، لكن المنتجة الآن (76) شركة، منوهاً إلى أن شركات الامتياز المنتجة هي (8) شركات، أما أسواق معالجة التعدين التقليدي تبلع (76) سوقاً على مستوى السودان، مشيراً إلى جهودهم لتقنين هذا النوع من التعدين.
فرصة كبيرة للسودان
وأكد عمر أنّ السودان قطع مراحل متقدمة في إنشاء مصفاة وطنية للذهب، مشيراً إلى اتفاق السودان وقطر لإنشاء مصفاة للذهب.
وقال: من حق دولة قطر إنشاء مصفاة، وبالتأكيد ليست مخصصة لذهب السودان فقط، وتابع: “لا أحد يعطيك أكثر من حقك، الذهب لا توجد فيه منح، من حق الشركات أن تمارس التجارة في إطار يحقق مصالحها، ونحن يهمنا أن يكون لدينا عائد الصادر”. وأضاف: “الآن فرصة كبيرة للسودان ليصدر الذهب إلى أي دولة يمكن أن تحقق مصالحه”.
ومطلع الشهر الحالي، اتفق السودان وقطر على إنشاء مصفاة للذهب بالدوحة بالتعاون مع رجال أعمال قطريين.
Comments are closed.