إيران تنتخب رئيسها الجديد اليوم

متابعات: السوداني
يدلي الإيرانيون بأصواتهم لاختيار رئيس جديد اليوم الجمعة بعد وفاة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي في حادث تحطم طائرة هليكوبتر، وسيختارون من بين مجموعة من أربعة مرشحين موالين للزعيم الأعلى جرى اختيارهم بضوابط محددة وسط تزايد حالة السخط العام.

ورغم أنه من غير المرجح أن تؤدي الانتخابات إلى تحول كبير في سياسات الجمهورية الإسلامية، فإن نتائجها قد تلقي بظلالها على اختيار خليفة الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي البالغ من العمر 85 عاما والذي يشغل المنصب منذ ثلاثة عقود ونصف.

ويدعو خامنئي إلى مشاركة “بالحد الأقصى” في الانتخابات لتبديد أزمة الشرعية التي يفاقهما الاستياء الشعبي من الصعوبات الاقتصادية والقيود المفروضة على الحريات السياسية والاجتماعية.

وقال قائد الثورة الاسلامية، آية الله علي الخامنئي: “إن صمود ايران وديمومتها يعتمد على حضور الشعب في الساحات؛ مؤكدا على مشاركة الشعب الحماسية في الانتخابات الرئاسية الـ 14”.

وادلى قائد الثورة الاسلامية، خامنئي بصوته في المركز الانتخابي بحسينية الامام الخميني – وذلك منذ الدقائق الأولى من بدء التصويت للانتخابات الرئاسية الايرانية في دورتها الرابعة عشرة.
ولفت خامنئي في تصريح عقب الادلاء بصوته، انه “لا مبرر للشك والترديد في المشاركة بالانتخابات؛ مبينا انها خطوة بسيطة لكنها ستؤدي الى نتائج اساسية”.

وأضاف: “لماذا يتردد الناس في القيام بشيء لا يتطلب مالا ولا جهدا ولا وقتا وضغطا، بينما له فوائد كثيرة؟!.. ان قوام وديموية الجمهورية الإسلامية رهن بحضور الشعب، ومن أجل إثبات أصالة الجمهورية الإسلامية ومصداقيتها فإن حضور الشعب واجب وضروري”.

وتراجعت نسبة إقبال الناخبين على مدى السنوات الماضية، وسط استياء السكان الذين يشكل الشباب أغلبيتهم إزاء القيود السياسية والاجتماعية.

وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها عند الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي، وتغلق عند الساعة السادسة مساء، لكن عادة ما يتم تمديد فترة التصويت حتى منتصف الليل. وبالنظر إلى أنه يتم فرز بطاقات الاقتراع يدويا فمن المتوقع إعلان النتيجة النهائية خلال يومين مع إمكانية توافر مؤشرات أولية في وقت أقرب.

وإذا لم يحصل أي مرشح على ما لا يقل عن 50 في المئة بالإضافة إلى صوت واحد من جميع بطاقات الاقتراع بما في ذلك البطاقات الفارغة، فسيتم إجراء جولة إعادة بين المرشحيْن الأعلى في النتائج في أول يوم جمعة بعد إعلان نتيجة الانتخابات.

وثلاثة من المرشحين هم من غلاة المحافظين فيما يعد الأخير معتدلا نسبيا ويدعمه الفصيل الإصلاحي الذي تم تهميشه إلى حد كبير في إيران خلال السنوات الماضية.

ويقول منتقدو حكم رجال الدين في إيران إن نسبة المشاركة المنخفضة والتي تراجعت في الانتخابات السابقة تظهر تآكل شرعية النظام. وشارك 48 بالمئة فقط من الناخبين في انتخابات 2021 التي أوصلت رئيسي إلى السلطة فيما وصلت نسبة المشاركة إلى مستوى قياسي منخفض بلغ 41 بالمئة في الانتخابات البرلمانية قبل ثلاثة أشهر.

وتتزامن الانتخابات هذه المرة مع تصاعد التوترات الإقليمية بسبب الحرب بين إسرائيل وكل من حليفتي إيران حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة وجماعة حزب الله في لبنان، فضلا عن زيادة الضغوط الغربية على إيران بشأن برنامجها النووي الذي يحقق تقدما متسارعا.

ومن غير المتوقع أن يحدث الرئيس المقبل فارقا كبيرا في سياسة إيران بشأن البرنامج النووي أو دعم الجماعات المسلحة في أنحاء الشرق الأوسط، إذ أن خامنئي هو من يمسك بخيوط الشؤون العليا للدولة ويتخذ القرارات الخاصة بها. إلا أن الرئيس هو من يدير المهام اليومية للحكومة ويمكن أن يكون له تأثير على أسلوب بلاده فيما يتعلق بالسياسة الخارجية والداخلية.

واعتمد مجلس صيانة الدستور الذي يتألف من ستة من رجال الدين وستة من رجال القانون موالين لخامنئي قائمة مرشحين تضم ستة أشخاص من إجمالي 80 متقدما للترشح. وانسحب بعد ذلك مرشحان.

ومن بين غلاة المحافظين المتبقين محمد باقر قاليباف رئيس البرلمان والقائد السابق بالحرس الثوري، وسعيد جليلي المفاوض النووي السابق والذي عمل لأربع سنوات في مكتب خامنئي.

أما المعتدل نسبيا الوحيد فهو مسعود بزشكيان. وبزشكيان وفيّ للحكم الديني لكنه يدعو إلى الانفراج في العلاقات مع الغرب والإصلاح الاقتصادي والتحرر الاجتماعي والتعددية السياسية.

وتتوقف حظوظه على إثارة حماسة الناخبين ذوي التوجهات الإصلاحية الذين أحجموا إلى حد كبير عن الإدلاء بأصواتهم على مدار السنوات الأربع الماضية بعد أن أخفق الرؤساء البراجماتيون السابقون في تحقيق تغير يذكر. كما أنه قد يستفيد من فشل منافسيه في‭‭‭ ‬‬‬توحيد أصوات المتشددين.

وتعهد المرشحون الأربعة ببث الروح من جديد في الاقتصاد المتعثر الذي يعاني تحت وطأة سوء الإدارة والفساد والعقوبات التي أعيد فرضها منذ عام 2018 بعد أن انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران عام 2015 مع ست قوى عالمية.

وتداول الإيرانيون على نطاق واسع وسم #سيرك_الانتخابات على منصة إكس للتواصل الاجتماعي خلال الأسابيع القليلة الماضية وسط دعوات من نشطاء في الداخل والخارج إلى مقاطعة الانتخابات بالنظر إلى أن من شأن نسبة المشاركة العالية أن تضفي شرعية على النظام في الجمهورية الإسلامية.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.