500 يوم.. فُرضت على الشعب السوداني الطيِّب حربٌ شرّدته وجعلته نازحاً بين ولاياته وخارجه إلاّ من رحم ربي، منهم من مكثوا في بيوتهم تحت أصوات المدافع يتشهدون ويدعون الله أن لا تصيبهم دانة أو طلقة أو رثاء.
500 يوم.. فقدت فيها بعض الأُسر عزيزاً لديها أو مُقتنيات بيوتها وأملاكها وشقى عمرها في مُختلف المُدن التي اجتاحت فيها الدعم السريع المتمردة الدولة والشعب السوداني، لم تحدث في تاريخ السودان بهذه المأساة.
500 يوم.. أظهرت كيف أنّ السياسة فرّقت بين أبناء الوطن الواحد في سبيل سلطة وسبيل مَن يحكم مَن حتى لو أُريقت دماء الأبرياء.
500 يوم.. من النزوح خارج الوطن ذاق فيها المواطن السوداني الإهانة والذل والعطش في طرق الموت، ليصل لبصيص أمن على حياته ولو بالكرت الأبيض في الأرجاء.
500 يوم.. من القتال أصبحت مُنتزهات المدن مدافن للجُثث، وتفشّت الأمراض والأوبئة مع انعدام الحقل الصحي من مستشفيات ومراكز طبية مدمرة ليس بها استشفاء.
رصيد أرباح منقوووول.. أرحموا الشعب السوداني يرحمكم الله.
أليس فينا حكماء وعقلاء يُوقفون نزيف هذه الدماء، ليعيش هذا الشعب في أمن وأمان وهناء..؟!
