دعى خبراء من “الأمم المتحدة”، الجمعة في الـ6 من شهر سبتمبر الجاري، إلى نشر قوة “مستقلة ومحايدة من دون تأخير” في السودان، بهدف حماية المدنيين في مواجهة الفظائع التي يرتكبها الطرفان المتحاربان. وخلُص الخبراء المكلّفون من قبل مجلس حقوق الإنسان، في تقرير، إلى أنّ المتحاربين “ارتكبوا سلسلة مروّعة من انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم دولية، يمكن وصف كثير منها بأنّها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”.
وفي نفس السياق، رفضت الحكومة السودانية توصيات بعثة تقصي الحقائق التابعة لمجلس حقوق الإنسان واتهمتها بأنها “هيئة سياسية” وتتجاوز تفويضها.
جاء ذلك بعد أن دعت البعثة إلى نشر قوة “مستقلة ومحايدة” في السودان لحماية المدنيين في ظل الحرب المستمرة منذ قرابة العام والنصف. وقالت وزارة الخارجية السودانية في بيان: “ترفض حكومة السودان توصيات بعثة تقصي الحقائق جملة وتفصيلا”، ورأت أنها “تجاوز واضح لتفويضها وصلاحيتها”. وأوضحت الوزارة في بيانها أن البعثة نشرت تقريرها “وعُقد مؤتمر صحفي حوله، قبل أن يستمع له مجلس” حقوق الإنسان، مما يعكس “افتقاد اللجنة للمهنية والاستقلالية”.
التدخل الغربي في الشؤون السودانية من بوابة آل دقلو
في سياق متصل، وبحسب مراقبيين فإن الغرب يحاول فرض أجنداته في السودان بكل الطرق الممكنة، وعندما عجزوا عن فرضها على الجيش النظامي، أتخذت الغرب مسار مختلف تماما عندما بدأت بدعم قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي.
كما أشادوا بموقف البرهان لرفضه تواجد قوات غربية تتدخل في الشأن الداخلي السوداني.
صحيفة الغارديان قالت إن وزارة الخارجية البريطانية تجري محادثات سرية مع قوات “الدعم السريع” السودانية التي تخوض قتالا شرسا مع الجيش السوداني منذ أكثر من عام، وتواجه اتهامات بارتكاب تطهير عرقي وجرائم حرب.
وأفادت الصحيفة البريطانية بأن مسؤولين بوزارة الخارجية البريطانية، لم تحدد مستواهم، يقودون تلك المحادثات مع قوات الدعم السريع، في حين دانت جماعات حقوقية تلك المحادثات مع القوات المتهمة بالتطهير العرقي وجرائم الحرب.
وأضافت الغارديان أن هذه الأنباء تثير تحذيرات من أن مثل هذه المحادثات “تخاطر بإضفاء الشرعية” على ما وصفتها بالمليشيا السيئة السمعة التي تواصل ارتكاب جرائم حرب متعددة، في حين تقوض مصداقية بريطانيا الأخلاقية في المنطقة، وفق تعبيرها.
ووصفت إحدى جماعات حقوق الإنسان استعداد المملكة المتحدة للتفاوض مع قوات الدعم السريع بأنه “صادم”، حسبما نقلت الصحيفة.
كما كشفت الصحيفة البريطانية أيضا عن الدور البريطاني في التكتّم على دور الإمارات العربية المتحدة في دعم قوات الدعم السريع، الجماعة شبه العسكرية التي تخوض حرباً ضد القوات السودانية المسلحة.
وفي تقرير حصري، أعده مارك تاونسيند، قال إن بريطانيا باتت عرضة للاتهامات، في محاولاتها لمنع شجب الدولة الخليجية ودورها في دعم قوات متهمة بارتكاب إبادة جماعية في إقليم دار فور، غرب السودان.
ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها إن مسؤولين في وزارة الخارجية البريطانية مارسوا ضغوطاً على دبلوماسيين أفارقة لتجنّب انتقاد الإمارات ودورها المزعوم في دعم قوات الدعم السريع، وهو ما سيفتح العين على علاقات بريطانيا مع الدولة الخليجية.