أحمد الخير سلام يغشاك في عليائك يا أستاذ

أميمة عبد الله

جهاز الأمن يرفع الحصانة عن قتلة الأستاذ أحمد الخير بالتعذيب هكذا جاءت أخبار الصحف 
لا بد للحق أن ينتصر وتعلو رايته وللباطل أن يتنحى ويُفضح ذات لحظة عدل وجرائم القتل لا تسقط ولا تُنسى وعند عرفات جبل الغفران تنتظر الروح في الأسفل تُغفر الذنوب كلها وتعود كما نظيفا وخاليا إلا ذنب الروح. 
سلامٌ يغشاك في عليائك يا أستاذ 
سلام يشبه رحيلك الذي تسلل خبره إلينا كما طعنة الخنجر السامة في جبين الإنسانية. 
سلامٌ لا يشبه الكلمات ولا الأرض بل هو سلام سماء ومحبة، وعلو 
وكيف لا يغشاك السلام وأنت تدفع روحك في أقل من عدد ساعات اليوم بعد اعتقالك وتعذيبك لتموت بين أيديهم الآثمة..
سلام إليك وأنت تدافع حتى آخر لحظة في حياتك القصيرة عن إنسانيتا المقهورة المخنوقة بالفقر والحاجة والمهدرة في الشوارع والبيوت ومعسكرات النزوح وفي القرى المنسية البعيدة وبين الجبال، في المفازات الشمالية وفي أقصى الشرق وبين التلال..
وكيف يا أستاذ الخير والله سبحانه وتعالى حرم الظلم على نفسه! والحق ليس أخرس ليصمت بل له صوت وضوء وأمان وأهل 
لن ينسى القتلة لحظة مفارقتك وتلك الابتسامة المرسومة على شفتيك الطاهرتين، ستفتح المحاكم من أجلك صدقها وتقتص لشرفك الباهي وشرف مهنة الرسل 
ستظل تسكن أعينهم حتى وهم نيام وستظل صورتك تقلق مضاجعهم ومجلسهم، وإنني يا أستاذ الخير أشعر أحيانا نحوهم بالشفقة فروحك سترافقهم ملتصقةً بهم حد الفزع، يستيقظون عليها وتحيل صباحهم هبابا أسود، إنه العدل والقصاص يا أستاذ 
وكما قالها الحجاج بن يوسف الثقفي قديما، وهو على فراش الموت: مالي ولسعيد بن الجبير، بعد أن قتله وكان سعيد الصحابي الجليل لا ترد له دعوة وقد دعاء عليه قائلا (اللهم لا تسلطه على أحد من بعدي)، لذلك ظلت صورته تقلق مضجع الحجاج وتفزعه من نومه حتى توفاه الله بعد أربعين يوما فقط وقيل في رواية أخرى بعد عدة أشهر ولم يسلطه الله على أحد بعد سعيد بن الجبير. 
لن ننساك وأنت تقابلهم في حبسهم البغيض بالسلم والقول الحسن 
في كل الأمكنة يسخر الله أحدهم ليكون نجما عطراً وسيرة باقية.. 
لقد كنت أنت يا أحمد الخير ذلك النجم في بلادك ومدينتك..
هل نحن نُحسن البكاء لضعفنا أم لقلة حيلتنا؟ 
أم أنه تعذيبك حتى الموت؟
لن تنتهي سيرتك بين الناس هناك في خشم القربة وهنا أيضا، المئات ممن لا يعرفونك رفعوا أكفهم لك وسألوا الله الجنة وأن يعوضك شبابك
آلاف العيون، وفي كل البلاد أدمعتها، 
أمرك كان عظيماً واهتزت له القلوب كلها.
قطعا كانت الساعات رهيبة والسياط الحادة تتوالى على ظهرك الشريف وكل أجزاء جسدك، 
وكان صمتك المقدس حينها الإجابة 
اللهم اجعل قبره نورا على نور
وارفعه إلى فردوسك الأعلى حيث أنبياءك وشهداءك الصديقين اللهم اجعل قبره روضةً من رياض جنتك 
وأجعله شفيعا لأهله يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.