بقلم: عثمان أبوزيد

مع عبيد خيري وبعض أنفاس الترحال


شارك الخبر

في زيارتي الأخيرة للمدينة المنورة، سلمني الأستاذ أسامة عثمان نسخة من كتاب الدكتور عبيد خيري بعنوان: قراطيس من دفق اليراع وبعض أنفاس الترحال، نشره نادي المدينة المنورة الثقافي.
وكان أستاذنا عبيد خيري قد أودع هذه النسخة من سنوات لدى أسامة قبل مغادرة المدينة عائدا للسودان بعد سنوات طويلة (من سنة 1983) أمضاها أستاذا للأدب الإنجليزي في فرع جامعة الملك عبد العزيز بالمدينة.
والحقيقة أنني سررت بالكتاب جدا، ففيه مادة أدبية مترعة بالثقافة الرفيعة والإشارات العميقة. 
لقد أسدى الدكتور خيري خدمة جليلة للشعر السوداني، إذ حرص على التعريف بالشعراء السودانيين عبر مقالاته في مجلات العقيق والمنهل والآطام، وهي إصدارات غير منتشرة، لذلك ربما بقيت هذه المقالات غير معروفة مع أهميتها.
أما التعريف بشعراء السودان، فهو مهمة جليلة، وكان الشاعر عبد الرحمن العشماوي قد دعاني إليها عندما أشرف على الصفحة الأدبية في جريدة الجزيرة السعودية في أول الثمانينيات الميلادية. وحرضني للمشاركة معه عندما قال لي إن السودان يزخر بشعراء كبار لكنهم غير معروفين في الوطن العربي.
وأرى الدكتور عبيد قد أنجز هذه المهمة بأروع ما يكون الإنجاز، فياليت إحدى جامعاتنا تتصدى لإعادة نشر كتابه هذا، فتسهم بخدمة مهمة للأدب والثقافة. 
في الكتاب مقال بعنوان: الملك فهد في الشعر السوداني؛ استوقفني فيه شعر للدكتور بابكر البدوي دشين حيا به الملك فهد عندما تلقب بخادم الحرمين الشريفين:
يا خادم الحرمين بلغت المنى  وغدوت باللقب الجديد مزينا.
وللشاعر دشين أيضا قصيدة أخرى ودع بها المدينة المنورة بعد عمله بالجامعة الإسلامية.
واستوقفني في الكتاب أيضا مقال للأديب المغربي حسين الورزاني ينتقد فيه ما كتبه قبلا الدكتور عبيد عن شعر عبد الله الطيب، إذ ينفي الورزاني عن عبد الله الطيب صفة الشعر جملة واحدة، وأن قصائده لا تنم عن شاعرية بارزة. وهذه وجهة نظر تستحق المناقشة.
على أن أجود فصول الكتاب، هو الفصل الخامس، ويتناول المذاهب الفكرية الغربية وصداها في الأدب العربي، وأصداء الأدب العربي في الغرب. 
ملحظ شكلي أخير هو طول عنوان الكتاب المكون من سبع كلمات. وكان أجود لو اختصر العنوان في كلمة أو كلمتين، مثل: قراطيس أو دفق اليراع..
توجد في أمريكا صحيفة (كريستيان ساينس مونيتور). علق أحد النقاد على طول اسمها فقال: عندما تكمل نطق اسم الصحيفة، يكون قد فاتك القطار!

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.