همس الكلام حسين الخليفة الحسن

رسالة ناصحة لأبنائي الثُّوّار

شارك الخبر

أبنائي الشباب الثُّوّار… قُلُوبكم تتوهّج اليوم وطنية ونصراً مُؤزّراً وفرحاً باذخاً بمشيئة الله تعالى.. وها أنتم اليوم تتطلّعون لانبثاق نور فجرٍ جديدٍ لسُودان جَديدٍ مُشرقٍ.. وعلى الفور تناغمت وتلاحمت قواتنا المُسلحة، والدعم السريع والقوات الأخرى فرحةً مُستبشرةً مع الثُّوّار الشباب فتم العناق وتم التعاضُد من أجل وطن وضيئ ومُستقبلٍ زاهرٍ.. وأول الغيث قطرة.
جلس طرفا المُعادلة: المجلس العسكري وتجمُّع الحرية والتغيير على طاولةٍ واحدةٍ وتفاكرا بوُدٍ وحميميّةٍ حول مهام وواجبات مَفَاصِل السُّلطة الانتقالية واتّفقا على 90 في المائة من النقاط الرئيسة.. وستأتي الثمار أُكلها بمشيئة الله تعالى.
حرصت ذاكرة قلمي المُعتقة بالتجربة والخبرة أن تسهم بالنصح والإرشاد، وربما تكون زاداً ووقوداً لتحريك سفينة السلطة الانتقالية لترسو آمنة مطمئنة بمرفأ الألق والتألُّق.. فها هي نصائحي، فهي جهد المُقَـل ربما تنفع وتفيد:
أولاً: أن يحرص طرفا المُعادلة على تطبيق وتنفيذ فلسفة وثقافة الحكم العادل الراشد، كما نادى بها سلفنا الصالح.. فإن حادا عنها ستحل اللعنة.
ثانياً: على طرفي المعادلة أن ينثرا كنانتهما، وعجم عيدانها عوداً عوداً ليرميا مفاصل السُّلطة الانتقالية بالأصلب والأقوى.. والذي عُرف بعفّة اليد واللسان والنزاهة، واستقامة الفكر والخُلُق وبمُوافقة الجميع.. بعيداً عن الحزبية، الجهوية، والمُحاصصة، أي الرجل المُناسب في المكان المُناسب.
ثالثاً: تفكيك نظام الإنقاذ.. بَثّ الرُّوح في قانوني من أين لك هذا؟ والثراء الحرام.. وتقديم كل من أفسد أو أجرم لمُحاكمةٍ عادلةٍ.
رابعاً: الأولوية في برنامج السُّلطة الانتقالية لمعاش الناس والخدمات.
خامساً: تَؤول أكثرية المَنَاصب لفئة الشّباب المُؤهّلين الأكفاء، وأرى أن يستعينوا في البِداية بذوي الخبرة والتّجربة كمُستشارين مُتطوِّعين.. مُستأنسين بفكرهم الثاقب.
سادساً: على السُّلطة الانتقالية السعي الجَاد لبناء الثقة مع فئات الشّعب عبر الكلمة الصّادقة وغرس المِصداقية credibility في الوجدان.
سابعاً: أن تتحاشى السُّلطة بفصائلها المُكوّنة لها كل إخفاقات وسلبيات ومعيبات وفساد العهد البائد.
ثامناً: على كل من رشح رئيساً للوزراء أو وزيراً أو عُضواً بمجلس السيادة أو المجلس التشريعي أو أيِّ منصبٍ رفيعٍ آخر أن يبرز سيرته الذاتية مُؤكّدة من شخصية قومية.. وتكون مُطابقة للمعايير المُتّفق عليها ويُختارون بواسطة لجنة موثوق بها.
تاسعاً: الأفضل أن يتم تعيين أعضاء المجلس التشريعي من ذوي الثقافة القانونية الأكفاء efficient والمُؤهّلين qualified ويُعتبر هذا المجلس أهم مجالس السُّلطة الانتقالية قاطبةً.
عاشراً: إبرام اتّفاق بما تَوصّلَ إليه طَرَفَا المُعادلة كتابةً وموثّقاً بشُهُودٍ، ليصبح وثيقةً وطنيةً مَرجعيةً تحتفظ بها ذاكرة التاريخ.
أبنائي شباب الثورة: ما قُمتم به من حركةٍ ثوريةٍ ناجحةٍ قد أذهلت العالم كله، حفظتها لكم ذاكرة الوطن لتصبح أُنموذجاً يُحتذى module، عضُّوا عليها بالنواجذ، فهي مظلّتكم.. لماذا لا تُشكِّلوا حزباً لكم سموه في رأيي حزب “الشباب الوطني”، وسيكون منافساً جسوراً في الانتخابات المقبلة .
وسنقف معكم بمشيئة الله تعالى نحن آباؤكم وأمهاتكم.. للمُحافظة على بريق وهيبة وثبتكم الثورية أملي أن تنحازوا للآتي:-
أولاً: لا تصاهروا الأحزاب الهدّامة، التي سترمي بكم في خندق الموت.
ثانياً: كوِّنوا مجلساً قيادياً لحزبكم، وحدِّدوا أهدافه وفلسفته وخارطة طريقه road map لتصبح بوصلتكم التي تضيئ طريقكم.. يتم هذا قبل انفضاضكم من الساحة.
ثالثاً: كفوا عن الخطاب الانفعالي الاندفاعي، واستأنسوا بآراء آبائكم ذوي الخبرة والدراية والحكمة فهم منهلكم العذب.
رابعاً: واقضوا حوائجكم بالكتمان.
خامساً: كونوا صادقين مع أنفسكم، أوفياء، منصهرين بمجتمعكم…
الإخوة بالمجلس العسكري الانتقالي، والأبناء بتجمُّع الحرية والتغيير: أقولها لكم صادقاً دُون نفاقٍ أو رياءٍ: غداً ينبثق فَجرٌ جَديدٌ بوطني الحَبيب، وستبدأ سَفينتكم إقلاعها بعون الله تعالى والشّعب على متنها يُراقب ويُوجِّه.. سِيروا على بركة الله ولتكن نصائحي وتوجيهاتي هذه في لوحة ذهبية زاهية أمام أبصاركم لتصبح هاديكم ورائدكم وبوصلتكم، وأن كانت هي نبراسكم لن تضلوا الطريق، وسيُحظى الوطن الغالي بفترة حكم انتقالي عادلة، ديمقراطية، وفية ونزيهة، وتكونوا قد صدقتم في تطبيق شعاركم: “حرية.. سلام وعدالة”، ونلتم ثقة شعبكم، وولجتم بوابة تاريخ السودان، ودوّنتم أسماءكم بقائمة الشرف مع أفذاذ وعلماء رموز الوطن، وستجد وثبتكم مساحة في مادة التربية الوطنية civicsالمرتقبة. وإن حدتم عن كل هذا فستحل عليكم لعنة بني وطني.. ونقول: “الرماد كَال حمّاد”.. والصُّعود إلى الهاوية.. وربنا يَكضِّب الشّينة.. حَفِظَ الله الوطن.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.