العروة الوثقي د. أحمد التجاني محمد

احذروا فتنة القوات النظامية..!!

شارك الخبر

احتل الجيش السوداني مَرتبةً مُتقدِّمةً بين الجيوش العربية، ونالت الحُظوة بين جيوش العالم، ولا تزال جُهُودها محل تقديرٍ واحترامٍ، لكن هناك من يسعى للوقيعة بين هذا الجيش العريق ومُكوِّناتها الأخرى لمحو آثاره واستبداله بجُيُوش التمرُّد والحركات المُسلّحة.
نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع، اتّهم جهاتٍ لم يُسمِّها بالسعي لزرع الفتنة بين الجيش وقوات الدعم السريع بنشر الشائعات وترويج الأكاذيب.
القوات المسلحة وضعت حدوداً فاصلة تقطع مثل هذه المُخطّطات اليائسة وتَحَصّلت على المناعة الفكرية والحصانة العسكرية التي تُحوِّلها إلى فاعلٍ حقيقي وليس العكس، فالقوات المُسلّحة بوحداتها وفرقها وفصائلها اليوم على قلبٍ رجلٍ واحدٍ وهذه الوشايا لا تزيدها إلا إيماناً وتثبيتاً.
لكن تحذيرنا يأتي من الشُّعور بمَخَاطر الانزلاق إلى الفتنة والبغضاء والكَراهية بين مُكوِّنات القُوّات النظامية، وضرورة أخذ الحَيطة والحَذر فيما يُتداول إسفيرياً بين مواقع التواصل الاجتماعي والتنبيه إلى خطر الفتّانين والنمّامين والمشّائين بنميم بين القُوّات المُسلّحة ومُكوِّناتها، لأنّ ذلك يندرج ضمن مُهدِّدات الأمن القومي مِمّا يستدعي الردع والحسم اللازم قبل فوات الأوان، فرُبّ جملةٍ على “فيسبوك أو تويتر أو واتساب” تشعل نار فتنة بين الجيش والدعم السريع، وسُرعان ما تجيّش الأقلام والمقالات والعبارات للعن والذم، وتتعسكر الكراهية في مجموعات وصفحات مشهورة، وفي النهاية ينهار تَاريخ أمّة وحضارة وشعب وأمجاد أمّة لها قدم صدق في الحضارة الإنسانية.ما نود التأكيد عليه أنّ هُناك من يتربّص بالسودان ويسعى جاهداً لكي يُفجِّر فتنة ضروساً بين قواتنا المسلحة ومُكوِّناتها، تشعل (الفتنة الكُبرى)، وتَجعل الجميع يتقاذف السباب والتّلاعُن والشّتائم، وكل فرقة يقصف تاريخ الآخر وكفاحها ورُمُوزها وينتهي الأمر بمآلات واضحة يهدف في أصلها لجرّ الشعب السوداني إلى كَارِثةٍ غير مَسبوقةٍ ينتهي بفتح مُعسكرات النُّزوح واللجوء.
نائب رئيس المجلس العسكري كشف النقاب عن مُنظّمات تتربّص بأمن بالبلاد وشعبها، وقال: (هناك مُنظّمات بدأت الآن في تجهيز مُعسكرات لُجُوء ونُزُوح للشعب السُّوداني، وهذا يَعني أنّ هناك عَملاً يُحاك ضد الشعب، وهي ذات المُنظّمات التي خَطّطت لخراب دارفور، والآن تُريد تخريب الخرطوم، لكن نحن لها بالمرصاد، ولكن خاب فألكم، ولن نجامل في هيبة الدولة).. وفي تقديري أنّ هذه الرسالة سيحدث تغييراً جذرياً عن طبيعة هذه القُوّات، وعن ما يُشاع عنها، وبالتّالي فإنّ “حمديتي” قد وُفِّق سياسياً في خطابه السِّياسي وعكس وعياً تاريخياً عن فرضيات الكلام في المكان والزمان المناسبين.
نائب رئيس المجلس العسكري، قائد قوات الدعم السريع عبّر عَن رضائه التّام تجاه انضباط قُوّاته وتعامُلها مع المُواطنين خلال الفترة الماضية، وتجانُسها الكبير مع القُوّات المُسلّحة والقُوّات الأخرى، وأشار خلال مُخاطبته ضباط وضباط الصف وجنود الدعم السريع بمعسكر طيبة بمحلية جبل أولياء: (حتى الآن لم يصلني أيِّ بلاغ من الدعم السريع رغم الوجود الكَثيف في الخرطوم، وقال هذا شَرفٌ كَبيرٌ وهذا هو المطلوب)، شاكراً كل الأشاوس من القُوّات المُسلّحة والدعم السريع المُرابطين في الكباري والطرقات، مُتحمِّلين درجات الحرارة العالية، رباطاً لأمن البلاد، وردعاً للمُرجفين).. وطالب الشعب السُّوداني بتفويت الفُرصة على المُتربِّصين، وشدّد على عدم الانسياق وراء رغبات هؤلاء حتى لا يحيق بالبلاد ما لا يُحمد عقباه.. مُؤكِّداً في الوقت ذاته تماسُك القوات النظامية بصنوفها المُختلفة، الجيش والدعم السريع والشرطة والأمن، وأثنى على الروح الطيبة التي تسود بين مُكوِّناتها على كل المُستويات، ولعلّ هذا الاصطفاف والانضباط يمثل عربوناً بين هذه القوات والشعب السوداني رغم حملات التّشويه التي استهدفتها في مَقتلٍ.
أخيراً.. نَأمل أن يدرك الشعب السوداني هذه المخاطر المُحدقة، ويقف صفاً واحداً لقطع الطريق أمام هذا المارد اللّعين.. ويُعتبر بما لحق بليبيا وسُوريا وتلك الحروب العنيفة والمتُسارعة التي تدور رُحاها بين كَثيرٍ من الدول وغيرها من المَحَطّات السّاخنة التي تولّدت منها حروب مُعلنة ومضمرة.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.