فرح.. حكاية أصغر (غسال سيارات) في سوبا

تقرير: أميرة صالح

على موسيقى الفنان الراحل محمود عبد العزيز يبدأ “فرح” ذاك الفتى الذي لم يتجاوز عمره أحد عشر عاما غسل العربات في محطة الزريبة عند منطقة سوبا الحلة عند كل صباح يهم في جمع ما يساعده على تلميع السيارات حتى يأخذ ما يكفيه للعيش في هذا الحياة التي أصبحت تزداد أسعارها مع كل إشراقة شمس.
(1)
فرح محمد يعول أسرته التي تتكون من خمسة أفراد والدته تعمل بائعة “داردمة” بمدرسة الحلة إلا أن إيرادها لا يكفي حاجة أبنائها لذلك قرر فرح أن يتولى مسؤولية أسرته بعمل في غسل العربات وذلك بعد أن ترك الدراسة هو في صف “السادس” عكس كل الأطفال في عمره الذين يقضون أوقاتهم ما بين اللعب وفصول الدارسة وهم يحلمون كيف سيكون مستقبلهم عندما يكبرون.
(2)
سألني فرح بعد تفكير استغرق خمس دقائق: “انت يا بت محمود عبد العزيز ده يا هو الحوت”، فأجابته مؤكدة أن الحوت لقب للفنان الراحل محمود عبد العزيز، بعدها قاطعنا الأخ الأصغر لفرح “محمد” قائلا: (يا زول غسل نضيف بعدين اللّستك ده فيهو طين) بصوت مزعج يرد عليه فرح: (ما تتدخل في شغلي) وبعدها سأل “محمد” فرح (زول العربة دا ح يديك كم) يقول بشيء من الفرح من المبلغ (80) جنيها يقفز محمد فرحا وبعدها يقول لـ(فرح): (يعني ح تشتري لي الكورة عشان أغيظ فواز ولد عوضية ما بخليني ألعب معاهو).
(3)
بعدها سألته: هل شارك في الثورة؟ فأجاب: (أنا ود قلبه انحنا كنا بنترس الشوارع وكنا بنشوف الشوارع الشفاتة لمن المواكب الليلية بتبدا وبنمشي من آخر الحلة لحدي شارع الداخليات في محطة أبوكلام حتى يوم البشير نزل عمي جعفر أخدنا بـ(الدفار) حقو ومشينا القيادة وقعد فيها يومين بعدين جيت البيت وكنت كل ما بقدر أمشي منها أشتغل معاهم في متاريس ومنهم أغسل العربات)، وبعدها وجه رأسه إلى أخيه الأصغر وقال: (بس مرة محمد سقتو معاي قام ضاع لي في القيادة لمن أمي زعلت مني بس بعدين لقياهو إبراهيم ود لحتنا جمب الجوية نائم)، وأطلق عنانه للضحك بصوت أشبه إلى غناء العصافير مبينا أن إبراهيم كان يظن أن محمد قد مات (هههههههههه).

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.