استفهامات أحمد المصطفى إبراهيم

المَوت فقراً

شارك الخبر

كيف ينام وُلاة أمرهم؟
ما واجب الدولة نحو مُواطنها؟
مثال محتاري اليوم هو ذوي الأمراض المُزمنة أو الذين يحتاجون لدواء مُستمر مثل مرضى السكري وضغط الدم وما شاكلها. تخيّل مُوظفاً أو عاملاً بسيطاً من الذين رواتبهم دُون الألفي جنيه مصاب بالسكري مثلاً. هذا الشخص عليه فاتورة أدوية شهرية مقدارها 1535 جنيهاً (لا داعي لتفاصيل أسماء الأدوية وأسعارها) هل يشتري الأدوية بهذا المبلغ ويصرف على عائلته ما بقي من الراتب (بالمناسبة الحد الأدنى للأجور هل مازال 425 جنيهاً؟ طبعا لم يكن هناك في يوم من الأيام حد أعلى للأجور ربما تجد مدير المصلحة أو المؤسسة الحكومية يصرف راتباً يساوي رواتب جميع العاملين فيها (وبعد دا معاه نهير وعنطزة عليهم).
نعود لمريضنا المُحتار وقبل أن يقول لي قائل عليه التسجيل في التأمين الصحي وهل التأمين الصحي يوفر كل هذه الأدوية؟ وفي الوقت المطلوب؟ طبعاً الإجابة متفق عليها.
سألت صيدلانية كيف يفعل المرضى مع أسعار الدواء المرتفعة هذه؟ ردت ببساطة يتركونها. ثم ماذا.. بديهي يموتون.
ذنب هؤلاء على من؟
بنك السودان الذي لم يوفر مبالغ شراء الدواء؟
شركات الأدوية أو مافيا الدواء المتاجرة بجشع في صحة الناس؟
من وقف حجر عثرة في وجه الإمدادات الطبية التي كانت لوقت قريب من يحارب الجشع وتسعى في توفير الأدوية التي يعجز سوق الدواء عن توفيرها.
أين وزارة الصحة من هذا؟ أين صندوق الضمان الاجتماعي من هذا؟ أين ديوان الزكاة؟
كيف تصبح صحة الضعفاء سوقاً للجشعين؟ أرى معترضاً يقول هذا الدواء متناسب مع تدني قيمة العملة السودانية أبحث عن أسباب تدني العملة وتعال قارن؟ موافق أنا على هذا الاعتراض هذه الأدوية بأسعارها الباهظة هذه أرخص من أسعارها بالجارة المملكة العربية السعودية، ولكن يا صاحي قارن رواتب السعودية برواتب السودان حتى تصبح المقارنة مقبولة.
هل نكتب إلى من يهمهم الأمر سلام ومن الذين يهمهم الأمر هؤلاء المتصارعون متى يلتفت هؤلاء لحال الاقتصاد المائل وهم يلعبون الدافوري الذي ليس فيه توزيع أدوار وخانات كلهم مع الكرة أينما ذهبت (غير الكرة بالوسيط الإفريقي ولا تنسى تذكير ذهبت).
هل للزمن قيمة أم قيمة الزمن من قيمة الجنيه.
ما لم تأخذ الفترة الانتقالية المواضيع الاقتصادية وفقر الناس أولوية قبل كل المماحكات السياسية إنها لم تكن ثورة ولكنها صراع سياسي في عرف المجتمع كلهم سواء.
لا بد للمعالجة الاقتصادية العاجلة حتى لا يذهب ثلث الشعب إلى المقابر من الفقر وعدم القدرة على العلاج (بعدين نسأل عن التعليم في وضع غير أليم ومن ثم الإنتاج والزراعة ودولة الرفاهية).
بدون مشاترة على التأمين الصحي بذل أكبر جهد ممكن ففي توفير الأدوية للفقراء وعلى ديوان الزكاة إدخال أكبر قدر من الفقراء في التأمين الصحي وعلى تجار الأدوية أن يتقوا الله في هؤلاء الفقراء.
وعلى كل سياسي مهرولاً للاستمتاع بالسلطة اعلم أنك ذاهب إلى جهنم برجليك.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.