ببساطة د/ عادل عبد العزيز الفكي

النفايات ثروة !!

شارك الخبر

بواسطة تقنيات ومعدات بسيطة يتم تحويل وتدوير النفايات المنزلية إلى سماد عضوي لتغذية التربة، أو إلى بيوغاز لتوليد الكهرباء، أو إلى منتجات بلاستيكية، أو أوراق وكرتون. هذا عمل أصبح معروفاً وممارساً في المدن العالمية الكبرى، لدرجة أن بعض الدول أصبحت تستورد النفايات المنزلية من دول أخرى لتغطية احتياجاتها من التوليد الكهربائي أو احتياجاتها من المنتجات المدورة الأخرى.
زرت قبل عامين مركز تدوير النفايات بجامعة الملايو أكبر الجامعات في ماليزيا، وجدت أن نسبة كبيرة من ميزانية هذه الجامعة الكبيرة تتم تغطيتها من عائد بيع الأسمدة العضوية التي ينتجها مركز تدوير النفايات بالجامعة.
تدوير النفايات والاستفادة الاقتصادية منها أضحى أمراً معلوماً لدينا في السودان، وبعض السودانيين نالوا شهادات عليا فيه، لهذا يكون السؤال الكبير لماذا مدننا قذرة وملأى بالنفايات من كل نوع، في حين أن العائد من النفايات يمكن به شراء المعدات والآليات وتشغيل العمال لتصير مدننا نظيفة.
يبدو لي أن الطمع في العائد من النفايات هو سبب الخلل، الوزارة أو المجلس المسؤول عن البيئة يقول إن النفايات حقته وهو المسؤول عن جمعها وتدويرها والاستثمار فيها، تنازعه المحليات في هذا وتقول إن النفايات مسؤوليتها، وهي وحدها من يحق لها التعاقد مع شركات النظافة. وبين هذا وذاك يعاني المواطن المغلوب على أمره. يدفع الرسوم والنفايات تحيط به من كل جانب.
أعتقد أن النفايات ليست حق لمجلس البيئة ولا للمحلية، هي حق المواطن، هي إفرازه في منزله أو محله التجاري أو مصنعه، وبالتالي من حقه هو وحده الاستفادة من عائدها. ويمكن من خلال جمعيات تعاونية في مواقع السكن استجلاب عدد من التكتك لجمع النفايات مصنفة من المساكن، واستجلاب مصانع صغيرة لتقطيع البلاستيك ولتدوير الأوراق والكرتون ولتخمير المواد العضوية، على أن تسوقها الجمعيات التعاونية بالأحياء ويستفاد من عائدها في خدمات الحي من إضاءة وتشجير ورصف للطرق الداخلية.
شركة المثال للتمويل الأصغر صممت مشروعاً لتدوير النفايات ضمن منظومة متكاملة سمتها (الجوار السعيد)، وهي على استعداد لتمويل الجمعيات التعاونية بالأحياء لشراء المعدات اللازمة لجمع وتدوير النفايات، وحسب علمي فإن جمعية تعاونية نشطة في منطقة الدروشاب بمحلية بحري تقود مع الشركة مبادرة في هذا الشأن.
نقترح على سعادة الفريق الركن أحمد عابدون حماد والي ولاية الخرطوم رعاية مشروع الجوار السعيد، خصوصاً أن وزارة المالية بالولاية كانت قد خصصت ميزانية لشراء كمية من التكتك للجمعيات التعاونية التي تتحمس لتبني المشروع. وأعتقد أن هذا يمثل حلاً ملائماً ومناسباً لمشكلة النفايات بالولاية. على أن تستمر مجهودات وعمل المجلس الأعلى للبيئة والمحليات في المكبات الرئيسية والفرعية ونظافة الأسواق وغيرها. والله الموفق.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.