الطريق الثالث – بكري المدني

انقلاب الفريق هاشم

تقول النكتة الشعبية إن ضابطا ثرثارا أخبر زوجته الطيبة نيته عمل انقلاب عسكري وفي يوم جاء بعض زملائه لبيته يسألون عنه فقالت لهم بكل طيبة (راجلي مشى الانقلاب) فتم القبض عليه!
على مر تاريخ الانقلابات العسكرية في السودان ما نجح منها وما فشل لا يوجد انقلاب مثل الذي كان ينوي الفريق هاشم عبد المطلب تنفيذه.
يبدو من تسجيل البيان الدائر في مواقع التواصل الاجتماعي أن سعادة الفريق هاشم كان يقوم بعملية بروفة لبيانه المرتقب ومن أمامه ابنه ومن خلفه ستارة.
أصدق جدا رواية (الابن) أن (الوالد) قد عدل عن فكرة الانقلاب كلية والتي لم يكن جاهزا لها فيما يبدو ولم يكن واثقا من قدرته على تنفيذها.
لم يكن الفريق هاشم عبد المطلب وهو رئيس هيئة أركان الجيش أي (رئيس الجيش) ومعه كل تلك القيادات التي ورد ذكرها في بيان المجلس لم يكن في حاجة لبروفة تبقى دليلا في (فلاش) بحوزة ابنه.
لم يكن الفريق هاشم ومعه كل تلك الوحدات العسكرية الخطرة في حاجة إلى أكثر من توجيه باعتقال أعضاء المجلس العسكري وينتهي الأمر وهو على (عسكريته) جسم أقرب للسياسي نسبة لكون أعضائه قيادات حكومة الأمر الواقع.
لقد أدخل سعادة الفريق جملة من الضباط في مختلف الوحدات والقوات وأدخل تنظيم الإسلاميين الذي أقسم أنه ينتمي إليه في ورطة كبيرة.
إن الفريق الذي لم يتحسب لفشل الانقلاب رغم حالة الاستعداد الكبيرة التي تعيشها البلاد وحالة اليقظة التامة للأجهزة كافة لم يتحسب فيما يبدو لردود الفعل السياسية حتى إن نجح انقلابه.
ما كان انقلاب الفريق هاشم ينجح سياسيا وإن نجح عسكريا ومجموعة شباب الثورة كانت سوف تسقطه في أيام معدودات فالشارع الذي أسقط البشير ورفض ابن عوف وعبد المعروف وعمر زين العابدين وما يزال يضغط على بقية أعضاء المجلس العسكري لتسليم السلطة للمدنيين جاهز وقادر على ذلك.
المجتمع الإقليمي والدولي كان سيرفض انقلاب الفريق هاشم عبد المطلب من الخليج للمحيط.
وأخيرا فإن (تنظيم) الإسلاميين بثواره وعقلائه أيضا كان سيرفض انقلاب الفريق هاشم عبد المطلب.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.