أجندة عبدالحميد عوض

“مجلس الرحمة”

شارك الخبر

(1)
*سأكون محظوظاً جداً، لو أن الله وهبني شهادة في سبيل الوطن، ومصدر حظي أن رئيس المجلس العسكري الانتقالي، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وبقية أعضاء المجلس سيخصصون كثيراً من وقتهم للترحم علي، وعلى بقية الشهداء، خاصة حينما يُسألون في كل مرة عن سقوط شهداء جدد في مشارق البلاد ومغاربها.
(2)
للتأكيد على ذلك والتدليل، راجع رئيس المجلس العسكري، عبد الفتاح البرهان، ومنذ أول خطاب له في 13 أبريل الماضي مروراً بخطاباته الأخرى وحتى آخر لقاء له مساء أمس الثلاثاء مع 4 رؤساء تحرير خامسهم أحمد يونس، وسادستهم سمية سيد، وكيف بدا أكثر حرصاً على الترحم على الشهداء والدعاء لهم بالقبول.
(3)
*فقط إني لأتمنى وأرجو من السادة أعضاء المجلس مزيداً من التجويد لصيغة الدعاء بما يجعله شاملاً شمول ذنوب كمثل الجبال تحوشني، وليتأكد السادة رئيس ونائب رئيس وأعضاء المجلس، أن الله سيجازيهم بجنس عملهم، وسيسخر لهم، بعد أن يأخذ الله أماناته، من يدعو لهم، إنه نعم المولى ونعم النصير.
(4)
وإذا كانت تلك الأدعية والابتهالات سيعود نفعها على الشهيد متى ما صدقت النوايا، فإن آباء وأمهات الشهداء وإخوانهم وأخواتهم، ينتظرون فعلاً أو عدة أفعال من المجلس العسكري، نعم من بينها الدعاء، لكن الأهم عندهم زوال حيرتهم فيمن قتل أبناءهم، ومن حرض على قتلهم، ومتى يتم تقديم أولئك للمحاكمة والاقتصاص منهم.
(5)
الحقيقة التي لا يمكن لأعضاء المجلس العسكري الفرار منها، أن عشرات السودانيين قُتلوا منذ أن استولى المجلس على السلطة بالبلاد، وأن القتلة المجهولين ما زالوا أحراراً، ينعمون بنعيم الدنيا وزخرفها الزائل، لا تطاردهم غير لعنات الأسر المكلومة ولعنات كل السودانيين، بينما يكتفي السادة أعضاء المجلس العسكري بالترحم المندوب على الشهداء، بينما يتقاضون عن ما هو واجب وفرض عين يسألهم عليه الله يوم لا ظل إلا ظله، وهو تحقيق العدالة.
(5)
يعلم كل أعضاء المجلس العسكري الانتقالي أن إفلات المجرمين من العدالة هو باب واسع يدخل منه مجرمون آخرون، لارتكاب ذات الجرائم، لأنهم وببساطة شديدة أمنوا العقاب، ومن الطبيعي أن يسيئوا أدب حفظ الحياة.
(6)
ما يدعو للأسى أكثر وأكثر، أن المجلس العسكري لا يكتفي فقط بفشله حتى اللحظة في الاقتصاص للشهداء، لكن وقف عاجزاً دون القيام بأي إجراء يقلل من حجم المجازر، فالثابت أن كل الموت يتم خلال مظاهر تعبير سلمي للمواطنين، وبدلاً من توجيه القوات النظامية بحماية المتظاهرين، تؤمر بتفريقها بطريقة همجية ومهينة.
(7)
انظروا ما فعل طلاب الثانويات في مدينة كسلا أمس وهم يطوقون زميلاتهم الطالبات اللائي خرجن معهم في تظاهرة لحمايتهن من أي رصاصة تنتظرهن على مقربة من صدورهن، وإني لناصح أمين للسادة أعضاء المجلس، ليعيدوا النظر كرة وكرتين في تلك الصور التي انتشرت أمس في وسائط التواصل الاجتماعي والمأخوذة من أرض القاش وتوتيل، ليأخذوا العبرة، وبعدها أنا على يقين لن يجدوا أنفسهم مضطرين لتكرار الترحم على شهداء.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.