الطريق الثالث – بكري المدني

قوش وفاطمة السمحة

شارك الخبر
  • مرة أخرى يتجدد الجدل حول المدير العام السابق لجهاز الأمن والمخابرات الوطني (المخابرات العامة حالياً) الفريق أول صلاح قوش. ولم يكن الجدل هذه المرة بسبب موقفه من ثورة إبريل فحسب ولكن لما رشح عن ضغوطات غربية لضمه لمجلس السيادة في خانة العضو رقم 11
  • هذا الخبر الذي نفاه من نفاه في قوى الحرية والتغيير وأكده من أكده.. تراوح الموقف حياله أيضاً بين الرفض والقبول/ ما بين مؤيد يرى أن قوش لعب دوراً مهماً في التغيير يؤهله للمشاركة وفيمن يرى أن الرجل نفسه مطلوب لعدالة الحكومة القادمة بحسبان مسؤوليته عن جهاز الأمن في الفترة الماضية.
  • خبر عودة الفريق أول صلاح قوش أشعل مجموعات التواصل الاجتماعي خاصة التي تضم في كاملها أو غالبها عضوية من الإسلاميين حيث قليل منهم فقط من استحسن خبر العودة فيما عدها الغالبية منهم ثمناً لخيانة حكم الإسلاميين.
  • لقد سبق وأن طرحت سؤالاً في مقال سابق حول التوصيف الأكثر موضوعية للدور الذي قام به الفريق أول صلاح قوش وهل هو خيانة أم بطولة وتركت الإجابة للقارئ الكريم .
  • في تقديري أن حكم الإسلاميين قد سقط لسببين أساسيين مع العديد من الأسباب الجانبية. ويتمثل السبب الأول في إصرار غالبية قوى الشعب السوداني الحية على إسقاطه مهما كلف ذلك من ثمن، والسبب الثاني زهد غالبية الإسلاميين أنفسهم في بقاء النظام الذي ما عاد فشله الأخير في معالجة كل القضايا خافياً على أحد.
    والحقيقة التي لا تقبل جدالاً أن نظام الإنقاذ كان ساقطاً لا محالة سواء أن أسهم الفريق أول صلاح قوش في ذلك أو لم يسهم. صحيح أن الرجل كان بإمكانه تأخير سقوط الإنقاذ بإراقة الكثير من الدماء ولكن حتى متى؟!
  • لا أعتقد أبداً أن الفريق أول صلاح قوش كان قد قبل العودة لقيادة الجهاز لتصفية حسابات شخصية مع قادة الإنقاذ، وذلك لعدة أسباب أهمها أن الاستعانة بقوش نفسه قد جاءت لتعطيل عملية السقوط التي بانت ملامحها جلية، إضافة إلى عدم استطاعة الرجل القيام بإسقاط النظام إن كان في مثل ظروفه السابقة من القوة والتماسك والتي سبق في مثلها أن تم فصله من الجهاز وزج به في المعتقل للاشتباه فقط.
  • هناك درجة معينة عندما تصلها الشعوب فإنها تعجز الأجهزة تماماً، ولقد فشل في مصر القريبة قلم المخابرات المصري بقيادة الداهية عمر سليمان في حماية نظام حسني مبارك أمام إرادة الجماهير وكذلك كان الحال في ليبيا واليمن وتونس ولم يكن السودان استثناءً.
  • قد يجد بعض أصحاب الخيال السياسي أنفسهم في تضخيم دور الفريق أول صلاح قوش في ثورة 11إبريل، وقد يجد بعض أصحاب الشعور المرهف مساحة للشعر الذي يصف حال الحركة الإسلامية بجمال (فاطمة السمحة)التى اغتالها (الغول)ولكن الحقائق والوقائع تبقى بعيدة عن الخيال وعن الشعر!
شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.