النيل الأبيض.. تفاصيل ولاية (عائمة) !!

النيل الأبيض: سوسن محمد عثمان

أمطار كثيفة غطَّت جُل ولايات السودان حوَّلت بعضها إلى مناطق منكوبة، و شهدت محلية السلام بولاية النيل الأبيض التي تعرضت في الأيام الفائتة لأمطار غزيرة شهدت اسوأ كارثة إنسانية حيث باغتتها أمطار السماء وفيضانات الأرض بكميات مهولة لم تشهدها المحلية منذ نشأتها ما أدى إلى انهيار أكثر من (5000) منزل انهياراً كلياً، وأصبحت حوالي (٨٤) قرية في حاجة عاجلة إلى مد يد العون لها من قبل حكومة الولاية بل حتى الحكومة الاتحادية والمنظمات المحلية والدولية.

السكن بالمدارس..!!
تفصيل ما حدث بتلكم الولاية المنكوبة يحكيها لـ(السوداني) الناشط في العمل الطوعي محمد عقيد بقوله إن أغلب سكان القرى بولاية النيل الأبيض الآن يقيمون في المدارس وأن الوضع كارثي حيث حدث انهيار كلي لقرى الراوات والوضع ينذر بخطر داهم لأن السيول ما زالت متواصلة ولذا تم إخلاء المنازل لأنها انهارت ولم يتبقَّ منها شيء، وأصبح المواطنون يقطنون بالمدارس وبعض مباني المحلية والمركز البيطري والوضع صعب جداًً. وأكد محمد عقيد أنه رغم إبلاغ حكومة الولاية بالحاصل وتدوين عدة بلاغات لسلطات الدفاع المدني لكنها لم تحرك ساكناً في حين أن الأمر يزداد سوءاً والسماء تنذر بأمطار كثيفة قد تهطل في أي لحظة على رؤوس مواطنين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ومياه الأمطار
تحيط بكل المناطق.

فترة حرجة
*من ناحيته قال نزار موسى عبدالباقي – وهو أيضاً ناشط في العمل الطوعي بالولاية- إن قرى محلية السلام تعيش ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺣﺮﺟﺔ ﻭﺃﻳﺎﻡاً ﺧﻄﺮﺓ خاصة سكان مناطق الراوات ــ السويلك ــ القيلعة ــ ضراع الوحيد ــ البركهة ــ ودالكوت ــ العكف أبورخيهة ــ دار الأحامدة ﻋﻤﻮﻣﺎً، مشيراً في حديثه لـ(السوداني) إلى أن ﺍﻷﺯﻣﺔ ﻋﺎمة ﻭﺍﻟﻜﺎﺭﺛﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ، لم تسلم منها منطقة بولاية النيل الأبيض ﻭأن ﺍﻟﺸﻜﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻟﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﺬﻣﺮ لدﻯ المواطنين من انهيار المنازل وﺍلنزوح ﻭﺍﻟﺸﺘﺎﺕ، وشدَّد أن كافة المواطنين يعيشون في ﻤﺤﻨﺔ حقيقية وﻳﻮﺍﺟﻬﻮﻥ ﻈﺮﻭﻑ الفيضانات بكل تفاصيلها المرعبة حيث تهدمت المنازل ويعلو الصياح ﺑﺼﻮﺕٍ ﻋﺎﻝٍ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﺼﺮﺍﺥ ﻭالعويل ﻳﺨﺘﻠﻂ بنحيب ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ وﺒﻜﺎﺀ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ، ﻭﺗﺨﺘﻨﻖ ﺍﻟﻌﺒﺮﺍﺕ ﺑﻴﻦ آﻫﺎﺕ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺣﺴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺸﻴﻮﺥ بعد أن ﺿﺎﻉ ﺃﻣﻠﻬﻢ ﻭﺳﻜﻦ ﺍﻟﻴﺄﺱ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ، ﻭﺣﻞ ﺍلإﺣﺒﺎﻁ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ، ﻭﻣﺎ ﻋﺎﺩﻭﺍ ﻳﺮﺟﻮﻥ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ أن يفرج كربتهم بعد أن عجزت الحكومات الاتحادية المحلية في إنقاذ السكان.

آهات أهل القُرى
مواطنون كُثُر بمناطق مختلفة بولاية النيل الأبيض قالوا لـ(السوداني) إنهم الآن يفتقدون تماما ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ والاستقرار بمنازلهم بسبب السيول والفيضانات، ولذا لم يجدوا سوى السكن ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﺀ، ﺃﻭ اللجوء ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻭﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﻓﻲ ﺗﺠﻤﻌﺎﺕٍ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻻ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻻ ﺧﺪﻣﺎﺕٍ ﻭﻻ ﻓﺼﻞ ﺷﺮﻋﻲ ﺑﻴﻦ ﺫﻛﻮﺭﻫﺎ وﺇﻧﺎﺛﻬﺎ ﻓﻠﻢ ﻳﻌﺪ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺮﻫﻢ ﻓﻲاﻟﻠﻴﻞ ﻭﻻ ﻣﺎ ﻳﻘﻴﻬﻢ ﺣﺮ ﺃﻭ ﺑﺮﺩ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﺍﻷﻓﻖ بارقة ﺃﻣﻞ تبدﺩ ﻇﻼﻣﻬﻢ ﺃو تحيي في نفوﺳﻬﻢ ﺃﻣﻞ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ، ﻭﺣﻠﻢ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﻌﻤﻴﺮ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ.

الولاية على الخط
*ومع أن الحاصل لا يحتاج إلى تصريحات لتوضيح ما تم من إنقاذ للمواطنين لكن حكومة الولاية في شخص والي النيل الأبيض المكلف حيدر علي الطريفي أكدت استمرار عمليات الجسر الجوي للعون الإنساني للمناطق المتأثرة بالسيول والأمطار بالولاية يومي الجمعة والسبت بهدف توصيل الاحتياجات الضرورية للمواطنين بهذه المناطق حيث يتواصل نقل المواد الغذائية ومواد الإيواء والأدوية والمعينات الصحية المتمثلة في النواميس وأدوية الطوارئ والأوبئة لوضع التحوطات الصحية الاستباقية لأي أمراض يتوقع ظهورها بالمحليات المتضررة مشيداً بجهود الخيرين من أبناء الولاية والمؤسسات المختلفة ممثلة في ديوان الزكاة أمانة النيل الأبيض ومفوضية العون الإنساني لمشاركتهم الكبيرة في دعم الأسطول الجوي بالمواد الغذائية ومواد الإيواء والأدوية.

جسر جوي
الوالي أكد أن لجنة طوارئ الخريف بالولاية تعمل على حصر المتضررين وتقديم المساعدات الإنسانية والصحية اللازمة و رفع التقارير الدورية للجنة العليا للطوارئ لجلب مزيد من المساعدات الإنسانية للمتأثرين بهذه السيول واضاف أمين ديوان الزكاة المكلف بالولاية نجم الدين أحمد عبدالرحمن أن الديوان شارك في هذا الجسر الجوي بعدد من المواد الغذائية ومواد الإيواء تقدر تكلفتها بـ800 ألف جنيه كمرحلة إسعافية. وأشار إلى مساعي أمانة الولاية لتسيير قافلة من المواد الغذائية ومواد الإيواء للمتضررين بالتنسيق مع الأمانة العامة وقال إن الديوان سيبذل جهداً في دعم القرى المتضررة بجميع محليات الولاية. هذا وشاركت مفوضية العون الإنساني كذلك في الجسر الجوي بمعينات إيواء ومواد غذائية بتكلفة إسعافية بـ850 ألف جنيه ويتوقع أن تشارك مؤسسات وهيئات وخيرون من أبناء الولاية في عمليات الجسر الجوي للعون الإنساني للمتأثرين بالسيول والأمطار بعدد من محليات النيل الأبيض.

من المحررة
ما بين الكارثة التي ضربت ولاية النيل الأبيض خصوصاً محلية السلام بالفيضانات وانهيار معظم المنازل، وتأكيد مواطني قرى المناطق المتاثرة على عدم وجود أي دور لحكومة الولاية وما بين تأكيد إرسال حكومة الولاية معينات للقرى المتأثرة تظل الحقيقة أن الكارثة أكبر من إمكانات الولاية سيما وأن ولاية النيل الأبيض بأسرها ستكون معرّضة في مقبل الأيام لوضع صحي سيئ إذا لم يتم تدارك الأمر على وجه السرعة وبمجهود دولة وليس ولاية.

شارك الخبر

Comments are closed.