محفوظ عابدين

إبعاد ابنعوف وطه عثمان..حراسة الثورة طريق شاق

شارك الخبر

أن يتشدد تجمع المهنيين بكل مكوناته رفضاً لترشيح المحامي طه عثمان لمجلس السيادة لأنه يناقض الاتفاق المبرم بين مكونات تجمع المهنيين أن لا يشارك أحد من قيادته أو أعضائه البارزين أو عضويته في مجلسي السيادة أو الوزراء، فهذا التشدد والذي وضح أنه حاد جداً خاصة في لهجة بيان شبكة الصحافيين والذي أشار إلى أنه ربما يعيد النظر في عضويته في التجمع أو تحالفه في قوى الحرية والتغيير إذا تم هذا الأمر، فهذا التشدد فيه رسالة واضحة أن حراسة الثورة ليست بالأمر الهين وربما يجيء الاختراق من داخل ممن هم معنيون بالحراسة أصلاً ، مثل تجمع المهنيين، كما وضح من ترشيح طه عثمان المحامي ليمثل إقليماً في مجلس السيادة بعد أن أطاحت الترشيحات بعضوين كانا في قائمة الترشح حتى اللحظات الأخيرة وهما محمد حسن التعايشي وفدوى عبد الرحمن علي طه. وبالنظر لإبعاد التعايشي وطه من عضوية المجلس السيادي نجد أن السبب هو إقليم (دارفور) فالأول تم الاعتراض عليه لأن تمثيله للإقليم لم يكن كافياً، وتم الاعتراض على الثاني لأنه قيادي في تجمع المهنيين، وهنا وقفت قوى الحرية والتغيير حائرة لبعض الوقت أمام مسألة صغيرة وهي اختيار شخص بمواصفات ومعايير محددة، بل عطلت تنفيذ مصفوفة إعلان مؤسسات السلطة الانتقالية لمدة يومين على الأقل، فما بال الترشيحات الأخرى لمجلس الوزراء والمجلس التشريعي وهي الأكثر عدداً.
وصورة حراسة الثورة ليست هي المرسومة في الذهن أو تلك التي انطبعت عند الناس بإسقاط الفريق أول عوض ابنعوف بعد (24)ساعة من إعلانه سقوط نظام البشير (تسقط تاني)، لأن الوضع اختلف من( الميدان) إلى (الديوان) فذهاب ابنعوف جاء بقوة الميدان وكانت الاستجابة فورية، واختيار طه عثمان إسحق جاء من ديوان، وطه رجل محامي وقيادي، يعلم أن ترشيحه لهذا المنصب مخالف لما اتفق عليه داخل تجمع المهنيين. ويبدو أن طه استخدم مهاراته في المحاماة وكان عليه أن يرفض الترشيح من البداية ولكن وضع احتمالين إن مر أهلاً وسهلاً وإن لم يمر يعتذر لمكونات التجمع، وهذا ما حدث بالضبط ويبقى السؤال كيف تم الترشيح وذهب إلى أن وصل تلك المرحلة التي تجعل مكونات تجمع المهنيين تصدر بيانات متلاحقة رفضاً لهذا الترشيح؟ وهل كانت قوى الحرية والتغيير لا تعلم بأمر تجمع المهنيين وهو أحد مكوناتها الأساسية بأن يظل مراقباً وحارساً من خارج المؤسسات لا من داخلها. .
إن ترشيح طه عثمان فيه أمر من (الدغمسة) وهو بالتأكيد أمر مخالف للشفافية والحرية التي قامت من أجلها الثورة. إن هذا الترشيح وما تبعه من ردود فعل قوية من شبكة الصحفيين وما تلاها من كيانات أخرى، يجعل أمر حراسة الثورة أمر شاق، فإن هذا الأمر حدث من داخل الحراس أنفسهم فما بال الأطراف الأخرى. وهذا هو أول (تمرين) عملي قبل أن يبدأ(الشوط الأول) كما قال الصادق المهدي في احتفالية توقيع وثائق المرحلة الانتقالية.

شارك الخبر

Comments are closed.