الطريق الثالث – بكري المدني

أقوال الرئيس

شارك الخبر



* (لم يكن البشير وحده داخل القفص الحديدي.. كلنا معه.. كل الإسلاميين.. كل الوطنيين.. كل الذين وقفوا مع الرجل طيلة فترة حكمه التي أكملت ثلاثة عقود بتمامها وكمالها.. إنها محاكمة لعهد الإسلاميين كلهم.. محزن أن يكون البشير وحده هناك.. غاب كل الذين كانوا يهتفون له ويهللون..) هذه الكلمات جزء من مقالة كتبها الزميل الأستاذ عبد الماجد عبد الحميد تحت عنوان (كلنا خلف القضبان) معلقا على جلسة محاكمة الرئيس السابق البشير أمس، ولقد صدق الأخ عبد الماجد عبد الحميد، فالبشير لم يدخل وحده قفص الاتهام وإنما أدخل كل الإسلاميين معه حتى أولئك الذين أعاب عليهم عبد الماجد الغياب!

* لقد أدخل البشير كل الإسلاميين قفص الاتهام بفعل سياساته الفردية وهو يدير دولة كاملة وكأنها متجر خاص به لا يسأله أحد ماذا يفعل – لا حكومة ولا برلمان ولا حزب ولا حركة!


إن أحسنّا الظن بالبشير وأنه تصرف في المبالغ الواردة في عريضة التحري على النحو الذي جاء في أقواله، فإن ذلك لا يسقط أصل القضية والأصل هو على أي أساس تسلم البشير  تلك الأموال، وعلى أي أساس حدد أوجه صرفها وكم توزيعها؟!

 إن سلمنا بأن البشير قبل تلك الأموال لأجل قضاء حاجات بعض أهل السودان وأن الأشقاء في الخليج  – على أية حال – يدفعون للحكومات والحركات والأحزاب والأفراد فعلى أي أساس بنى (السيد الرئيس) أسس صرف تلك الأموال التي ذكر أنه لا يحتفظ لصرفها بسند ولا رسم توزيع حتى أنه في زحمة الأعمال والأموال تلك لم يذكر أين ذهب مبلغ مليون دولار؟!


* من قال للبشير- مثلا – إن دعم قناة طيبة أولى من التلفزيون القومى وأن زراعة (القوقعة) مقدم على غسل الكلى وأن جامعة إفريقيا العالمية تستحق ما لا تستحقه جامعة السودان؟!


* كان الأحرى بالأخ عبد الماجد انتقاد قيادات الإسلاميين لا لغيابهم عن محاكمة البشير، ولكن لصمتهم عن الفردية التي كان يدير بها الدولة حتى وقف خلف القبضان وأدخلهم جميعا معه متهمين من محكمة الرأي العام ومذنبين في حكمها لا فرق بين من سكت ومن سرق منهم!

* لقد قضى الأمر وأدين البشير وإن جلب له عشرات المحامين البراءة فالرجل منح محكمة الرأي العام والتي عليها بالظاهر كل الأدلة الكافية لإدانته وإدانة حكم الإسلاميين!
 

* هذه هي نتيجة الانفراد بالسلطة  فعلى مدى سنوات اختزلها البشير في نفسه، وأضعف الحزب وأبطل مفعول الحركة، قهر الرجال وكسر المواقف التي كانت لا تلين وعبد الماجد يسأل عن الغياب وكله عتاب – أخي الكريم الكل خلف تلك القضبان خائفا أو خجلا وغفر الله للبشير!

شارك الخبر

Comments are closed.