هدى عربي وأزهري محمد علي يشعلان ختام (المُنتدى الاقتصادي) الخرطوم توقّع قُبلة دافئة على جبين أديس

أديس أبابا: فتح الرحمن شبارقة

(حبّيت أديس أبابا زي حُبي للخرطوم)، قصيدة هيّأ بها الشاعر الشاب محمود الجيلي، الأجواء وأمزجة الحُضُور السوداني الإثيوبي الكبير داخل القصر الفخيم الذي شَيّده الرئيس السابق بمُحاذاة السفارة السودانية في أديس أبابا مساء أمس الأول، بينما غنّتها باللغتين العربية والأمهرية الفنانة هدى عربي بعد أن وضعت لها لحناً هجيناً اِمتزجت فيه الإيقاعات السودانية بتلك الإثيوبية الصاخبة.

كان ذلك في ختام المُنتدى الاقتصادي السوداني – الإثيوبي المُشترك, الذي أقامه مجلس الأعمال السوداني – الإثيوبي برئاسة د. وجدي ميرغني.. فقد تَوافَدَ المئات في طَقسٍ مَاطرٍ لحضور حفل الختام الذي أشعله شاعر الثورة أزهري محمد علي بقصائده الحَمَاسيّة، تلك القصائد الثورية الماتعة التي تجاوب معها الحُضُور بذات مشاعر بدايات الثورة, وردّدوا ذلك الشعار الأثير (حُرية.. سَلام وعَدالة)، وكأنّهم مازالوا في ميدان الاعتصام المغدور، خَاصّةً عندما استمعوا لنص (ثوار فرز أول).

وبأداء استعراضي راقصٍ، قدمت الفنانة الإثيوبية (فكر) نماذج مُنتقاة من الأغنيات السودانية والإثيوبية، وأجادت في تقديم رائعة الكاشف (أرض الخير)، حيث تقاسمت معها الفنانة هدى عربي – التي قدّمت باقةً من أجمل أغنياتها – أداء تلك الأغنية الوطنية الخالدة: (أرض الخير أفريقيا مكاني.. زمن النور والعِزّة زماني.. أرض جدودي جباههم عالية.. مواكب ما بتتراجع تاني.. أقيف قدّامها وأقول للدنيا أنا سوداني)، واستحسن الكثيرون من هدى وفكر وقتها إضافة عبارة (أنا إثيوبي أنا سوداني) لنص الرائد السر قدور ربما لضرورة احتفالية.

وتخلّل الحفل الموسيقي الذي امتزجت فيه جمال الثقافتين السودانية والأثيوبية في ختام المُنتدى، تَكريمٌ مُستحقٌ لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، ومبعوثه الخاص للسودان السفير محمود درير والسفير الإيوبي بالخرطوم شيفيراو تديشيا لدورهم المشهود في حمل الأطراف السودانية على التّوافُق لإكمال مسيرة الثورة، وعبّر د. وجدي ميرغني والقائم بأعمال السفارة السودانية في أديس أنس الطيب، والقيادي بقِوى إعلان الحُرية والتّغيير محمد عصمت، عن تقديرهم الوفير للمُكرّمين الثلاثة في المَنَصّة، وكان الاحتفاء بمثابة لوحة نادرة للوفاء تُقبِّل فيها الخرطوم جبين أديس الوضئ.. بينما أعرب الشاعر الشاب محمود الجيلي عَن تَقديره للسفير درير بنص مُعبِّرٍ قدّمه في بداية الحفل نقتبس منه: (حملت لكم من السودان شكراً أيا شعباً يمد الكف بشراً.. فأنت المتن تتبعه الحواشي فشكراً يا سفيراً كُنت نوراً.. وكُنت على بشائرنا حُضُوراً شهدت على المحاور والنقاش.. وها نحن العشية قد وقفنا فمنذ الهجرة الأولى عرفنا بأنّ العدل في حرم النجاشي).

وتجئ الفعاليات الثقافية والغنائية في ختام المُنتدى الاقتصادي من قبيل الاهتمام اللافت لمجلس الأعمال السوداني – الإثيوبي المُشترك بتعزيز العلاقات الثقافية والسياسية والاجتماعية بين البلدين، ربما بذات القدر من الاهتمام الذي يوليه لتعزيز العلاقات الاقتصادية وتوسعة قنوات الاستثمار الذي يُصب في مصلحة الشعبين الشقيقين، وذلك من خلال جلسات وأوراق ونقاشات المُنتدى واللقاءات مع المسؤولين الإثيوبين وزيارات رجال الأعمال السودانيين للوقوف على بعض النماذج الاِستثمارية الناجحة بفضل الحوافز المُغرية التي تُقدِّمها إثيوبيا للراغبين في الاِستثمار بها، حيث استطاعت إثيوبيا تحقيق نجاح باهر في هذا المجال جَديرٌ بالدراسة، واقتفاء أثره.

شارك الخبر

Comments are closed.