امرأة بلا قيود محاسن أحمد عبد الله

مشاعر جافة!!

شارك الخبر

بما أنّ حواء وآدم هما رأس الرمح لحياة آمنة ومستقرة عامرة بالحب وهما يكملان بعضهما البعض في كل الظروف (حلوها ومرها)، لكن ما لا يعلمه الغالبية من الرجال أنّ (حواء) مهما بلغت من قوةٍ في شخصيتها، مركزها الوظيفي أو الجمالي وغيرها من مراكز القوة ستظل كائناً مُرهفاً تحتشد دَواخلها بالأُنوثة والرِّقة والشاطر من يستطيع أن يُجيد العزف على أوتارها الحَسّاسَة ليخرج جمال ذلك الإحساس ويُقدِّما أجمل سيمفونية.
حواء ظَلّت وما زالت تُعَانِي من الرجل (الجَاف) في مَشَاعِره وأحاسيسه الذي لا يَستطيع أن ينتفض ويخرج ما هو جميل بداخله ليغمرها بها، ليبقى السؤال لماذا لا يُصرِّح الزوج بحُبه لزوجته التي توّجها أميرة على قلبه؟ لماذا لا يُبادر الزوج بالجميل ويخرج من عباءة سيد البيت (الآمر والناهي) فقط؟ لماذا يمد رأسه خارج عُش الزوجية بحثاً عن أخرى خارج (شبكة) الزوجية لتمنحه ما يُمكن أن يجده في بيته؟ لماذا يُحاول بعضهم طمس معالم الحُب الجميل بـ(النهرة والتكشيرة) والغضب الشديد بدون أسبابٍ، فقط وفق المزاج العكر؟!
البعض يضرب زوجته بقسوة ويُعاملها مُعاملة (الخادمة) التي يجب عليها أن تُطيع أوامر سيدها وَهُو يَنفث فِي وَجهها سُمُوم الكَراهية والعَدَاء المُعلن ليجعل ليلها مليئاً بالدُّموع ونَهارها بَحراً من الهُمُوم وغدها يأساً مُتسربلاً بلباس السواد الذي لا يأتي من بعده إشراقٌ!
عزيزي الرجل.. رِفقاً بالقوارير التي تمنحك العطر، فهي تجرح بعد انكسارها، امنح زوجتك الدفء والحنان والأمان وكُن مُتكئاً لأفراحها ووسادةً لهُمُومها واجعلها مُنتصرةً ومُتباهيةً بحُبِّها لك أمام الجميع.
تُواجهنا في الحياة مَشاكل عديدة وتَفرض علينا أشياءً لم نخترها أو نرغب فيها، لذا علينا مُواجهتها بحُبٍ قبل أن نسلك طَريق النّدم والضياع.
كَيف تَعيش مَع شَخصٍ مَنحته عُمرَك ولم تَستطع أن تَمنحه قلبك؟ ما يعلمه آدم ويتجاهله بَعضهم أنّ حواء (الأُنثى) تَمتلك مَشاعر مُختلفة تفيض رِقّةً بالدمع حُزناً، وتارةً بالحُب فرحاً، حافظوا عليها حتى تناموا ملء جُفُونكم، لن تستطعوا إغماض أعينكم وفرحكم مسروق.
عن نفسي تأذّيت كثيراً من كَبت مَشاعري تجاه (آدم)، فلازمتني تلك الأذية كظلي طوال حياتي حتى كدت أن أكون أنثى (فاشلة) رغم النقاء والحُب والجمال الذي بداخلي، لقد ظلمت نفسي كثيراً بالرغم من ظُلم الآخرين لي، فقرّرت يوماً أن لا أجلس إليها مُطلقاً لمُواجهة مُشكلتي، لكنني فشلت لأن حديقة قلبي مَا زالت مُترعَة بالحُب والجَمال، وكان لا بُدّ من كسر القيد والجُلُوس والتّصالُح معها واحتوائها بحُبٍ، لأنّني لا أستطيع أن أكون بدونه حتى أمنح الضوء الأخضر لمن يستحق دخول مملكتي.
بدون قيد..
المرأة ملكة.. تاجها الرجل.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.