من داخل المنطقة الصناعية.. أطفال متفوقون يتحدون (العوارض) لإكمال تعليمهم..

تقرير:محاسن أحمد عبدالله

طموح الإنسان وعزيمته لتحقيق النجاح لا تحده حدود ولا تقف العوارض حجر عثرة في طريقه لعرقلة مسيرته.
الطموح لا يقتصر علي عمر أو نوع أو جنس بعينه، فهناك أشخاص أعمارهم كبيرة إلا أنهم يعيشون بلا طموح أو هدف في الحياة، وعكسهم تماما نجد أطفال في مقتبل العمر الا انهم اصحاب طموح كبير و دواخلهم مليئة بالطاقة الايجابية لتحقيق مبتغاهم بالاجتهاد والمثابرة.

(1)
رصدت (كوكتيل) مجموعة من الاطفال صغار السن اثبتوا تفوقهم الدارسي الا انهم آثروا الاعتماد على انفسهم بالبحث عن مهنة تقيهم شرور الزمن بان تكون مصدر رزق ودخل لهم واحيانا لمساعدة أسرهم.
من خلال جولة قامت بها (كوكتيل) داخل المنطقة الصناعية بالخرطوم التقت بمجموعة من الاطفال الذين تلطخت ايديهم بالشحوم والزيوت في سبيل تعلم مهنة مثل ميكانيكا السيارات او الكهرباء والصيانة وغيرها من التخصصات الاخرى التي ربما تدر عليهم دخلا ماديا يقضون به متطلباتهم في الحياة من معيشة و دراسة.
(2)
ابتدر الحديث لـ(كوكتيل) الطفل عبدالرحمن فضل الله علي كربوي الذي درس بمدرسة امدرمان الثانوية واحرز درجة نجاح عالية قائلا: (طموحي وعزيمتي في الحياة بان اعتمد على نفسي واخفف عن اسرتي بعض الشيء وان ارد لها الجميل يوما ما ما دمت بصحتي وعافيتي، مضيفا (الحمدالله انني متفوق في دراستي بكل المراحل واحرزت في امتحانات الشهادة السودانية نسبة 5،77 لان هدفي دراسة هندسة ميكانيكا في الجامعة، مختتما ( قررت ان اتعلم المهنة التي سأعمل بها يوما ما لذا قررت الالتحاق بالعمل مع عمي في ورشته بالمنطقة الصناعية الخرطوم حتى استفيد من خبراته و يتسع أفقي لأن طموحي لا حدود له.)
(3)
من جانبه قال الطفل محمد : (لقد تركت الدراسة بسبب عدم مقدرة اسرتي على دفع مصاريف الدراسة ونحن عدد من الاشقاء فكان لا بد من ان اتجه للبحث عن مهنة توفر لي مصروفات اسرتي ثم مصروفاتي الدراسية لاعاود الجلوس مرة اخرى في المقاعد الدراسية واكمال تعليمي وهو هدفي في الحياة لذا لجأت للعمل في المنطقة الصناعية التي اكتسب فيها الخبرة والمال، موضحا (الانسان بلا تعليم لا يسوي شيئا خاصة نحن في عهد تغيير لن يتيح الفرصة الا لاصحاب الخبرة والشهادات.)
(4)
فيما اكد الشاب متوكل الذي يبلغ من العمر اربعة عشر عاما انه يعمل في المنطقة الصناعية باحدى الورش تخصص كهرباء سيارات ذلك خلال الفترة المسائية بعد عودته من المدرسة مباشرة، حيث يخلع الزي المدرسي ويرتدي الابرول للبدء في العمل، مبينا (خلال فترة الاستراحة اقوم بمراجعة دروسي وكتابة الواجب المدرسي وقبل الليل اغادر للمنزل فاخلد للنوم باكرا وهكذا حتى نهاية الاسبوع، مختتما (رغم صغر سني ومن معي الا ان ذلك لا يمنع ان نجتهد ونثابر من أجل تحقيق طموحاتنا واحلامنا المشروعة.)

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.