همس الكلام حسين الخليفة الحسن

عاجل يا مدير عام قوات الشرطة!

شارك الخبر

الأخ الأصغر سنا الفريق أول عادل محمد أحمد بشائر مدير عام قوات الشرطة: سلامي لك.. عرف المجتمع السوداني بالنبل والأصالة، الطهر والنقاء، الصدق والأمانة وعفة اليد واللسان. هذه القيم السمحة values، هي معين لا ينضب نهل منه الشرطي السوداني كسائر بني وطني، وتشبع به وجدانه، فأصبح يحظى باحترام وتقدير المواطن السوداني، تلاحم تعطر بالود والحميمية وتوج برفع شعار “الشرطة في خدمة الشعب”. أمضى الشرطي سنوات عجاف سلفت حلق على رأسه طائر شؤم جامح: زيي مهترئ، حذاء عتيق، سلاح حطام وثقافة مهنية شحيحة. وبحمد الله شفي من السقم المهني اللعين وتلاشى الذبول الكاريزمي المظهري. واخترق “شرطينا” المتطلع بوابة التجديد والتحديث وأصبحت أنامله المهنية اليوم تداعب أحدث الأجهزة التقنية الحديثة من أجل خدمات أسهل وأسرع. ونزع منه ثوب الكآبة والبؤس القاتم Gloomy وتوشح بثوب زاهي قشيب. كما لحق بركب العلماء وتزين صدره بقلائد الماجستير والدكتوراه في شتى المجالات المهنية.
منذ شهور مضت سعدت أيما سعادة بلقائك دون سابق معرفة بدار أخي وصديقي الراحل المقيم أستاذ الأجيال الطيب عبد الله عبد الوهاب رطب الله مرقده. رافقتك في مؤانسة فكرية مهنية، تحدثت أنت فيها عن التحول الحضاري، المهني، الأكاديمي، المجتمعي والعلمي الهائل الذي من الله به على رجل الشرطة وافتقدناه بالأمس، فبرع في أدائه، وتميز برقة وحسن التعامل. أثلج صدري وسرني سردك العلمي الجاذب الهادئ الممتع الذي تعطر بثقافة مهنية باذخةHigh Professionalism… وكنت أنصت بإمعان والدرر الغوالي تتدفق من ذاكرة يقظة حاضرة، وبسمة ندية خفية تغطي ثغرك. وقلت لنفسي سرا “شرطتنا” بصحة وعافية.
الأخ الكريم مدير عام الشرطة: حز في نفسي، وانتابني قلق آمل أن يكون طارئا، وأنا أشاهد بأم العين، وعقب نجاح الثورة غيابا مفاجئا للزي الأزرق الوسيم لرجل الشرطة والذي احتضنته بالأمس ثم افتقدته الشوارع، الأسواق والأحياء. ونحن هنا في “بحري” كافوري مربع واحد تلفتنا يمنة ويسرة بحثا ودون جدوى عن رجل أمن يسكت أنين شكوانا من زوار الليل والنهار كذلك، وكبح جماح الأرق الذي أصابنا وفلذات أكبادنا من “الغزو الليلي”. ولسوء الطالع أن حينا المنكوب مجاور لحي يعج “بالفاقد التربوي”، وثلة من المشردين واللصوص “زوار الليل” ومدمني أم الكبائر. فتحت لنا قيادة شرطة بحري، وبحري شرق قلوبهم الطيبة الناصعة فلهم الشكر، وقالوا بصوت واحد خافت يغمره الحزن والأسى: “العين بصيرة يا جماعة واليد قصيرة”، وعندنا ثلاث عشرة عربة دورية معطلة لا تحرك ساكنا وتغط في نوم عميق. الكرة في ملعبكم سعادة المدير. فما رأيكم دام فضلكم؟ نحن متفائلون… أزيلوا الغشاوة العارضة العابسة، وحتى لا تذوب ثلوج البهاء والوهج الشرطي، أعيدوا للشرطة بهاءها، وألقها وتألقها. وحتما سترسو سفينة الشرطة بمرفأ الشموخ والمجد، بقيادة ربانها الماهر “عادل” أعانه الله.. وفق الله الجميع.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.