امرأة بلا قيود محاسن احمد عبد الله

(دماء الشهداء أولاً)

شارك الخبر

عن نفسي كلّما مَررت بشارع القيادة العامة، تزداد ضربات قلبي ويزداد حُزني ووجعي وتملأ الدموع عيناي وتَعترض الغُصّة حلقي وأنا أنظر لذلك المكان الذي جمعنا كثُوّار نحمل هَمّ الوطن، وتتنقل ذاكرتي سريعاً الى الأماكن التي كانت منصوبة فيها الخيام والتي غُدر وقُتل وحُرق بداخلها الشهداء، ثُمّ أطيل النظر للأسفلت ما بين مكذبة ومُصدقة بأنّ هذا الأسفلت سالت فيه دماء شهدائنا.
ما زالت أحداث مَجزرة القيادة العامّة شاخصة أمام ناظر كل وطني أشعل نار الثورة وكان وقودها، ذكراهم لا تبارحنا لحظة واحدة، وعيونهم وهتافاتهم وخاصة من كانوا يطربونا من جمهورية أعلى النفق.
الآن وبعد التغيير الذي حدث بقدوم حكومة جديدة وضعنا فيها آمالنا لتحقيق أهداف الثورة، كان لا بُدّ من تحقيق مطلبنا الأول والأساسي وهو القبض على جُناة ومُرتكبي مَجزرة القيادة العامة والقصاص منهم حتى يهدأ بالنا ونحتفل احتفالاً حقيقياً لثورتنا المجيدة التي كان مهرها دماء الشهداء.
نحن لن نخون الأمانة، ولن نحيد عن الدرب، ولن نخضع أو نركع مهما كَانَت المُغريات أمام مطالبنا للتّراجُع عنها، وإن حدث تراخٍ أو تناسٍ من
(قحت)، وقتها سنقلب عليهم الطاولة وعلى من يريد إزهاق روح الثورة.
نُريد من الحكومة و(قحت) أن يضعا ميزان العدالة نصب أعينهما، وأن لا تُغادر ذاكرتهما الثورة منذ بداية انطلاقها وحتى تَربُّعهما على كراسي الحكم، كما نُطالبهما بالإسراع في الكشف عن الجُناة والأدلة الدامغة موجودة وكذلك الشهود لمُحاكمتهم حتى تطمئن قلوبنا.
الترتيب للاحتفالات بأعياد الثورة المجيدة لا ضير فيها، ولكن كانت فرحتنا ستكون أكبر وأصدق عندما نأتي بحقهم كما يجب، ووقتها ستزغرد والدة الشهيد، وتنزاح الغمة من صدر والده، وتتنفّس شقيقاته الصعداء، ويهدأ بال رفقائه وأصدقائه الذين اكتووا بنيران فراقه، وقتها سنخرج جميعاً في مواكب الفرح وأرواحهم الطاهرة تُحلِّق من فوقنا.
بدون قيد..
(القصاص لشهداء الثورة).

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.