أجندة…..(خندق قوش)

عبد الحميد عوض

سبع ليال وثمانية أيام حسوماً، وأنا في حالة انتظار وترقب للفريق أول صلاح قوش، أو واحد من مقربيه، من الذين يصدرون كتاباتهم بالعبارة الشهيرة (هاتفني الرجل)..!!
انتظرت واحدا ممن وردت أسماؤهم في كتاب (الخندق /أسرار دولة الفساد والاستبداد) ليدلي بدلوه..!!
انتظرت الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني وجهاز المخابرات، ومجلس السيادة..!!
انتظرت خبراء الأمن والصحافيين ورجال ونساء السياسة ..!!
انتظرت الأستاذ فتح الضو مؤلف الكتاب ..!!
سبع ليال وثمانية أيام، منذ بزوع فجر يوم الاثنين قبل الماضية، وأنا في الانتظار دون ملل أو كلل، ففي ذلك اليوم فجر مؤلف الخندق، فتحي الضو، من منبر صحيفة “الوطن” الغراء مفاجئة من العيار الثقيل، مفادها أن مصدر كتابه، هو صلاح قوش نفسه..!!
لم يخرج قوش لينفي أو يؤكد تلك الحقيقية، حقيقة تسريبه ملفات خاصة بالأمن القومي، ولم يخرج ليقول لنا إنه ظل حفيظاً أميناً على تلك الأسرار وغيرها من أسرار الأمن القومي، وأنه كان أكثر حرصاً على تدريب جنود وضباط الأمن على الموت بأسرارهم قبل وبعد مغادرة مواقعهم. .
لم يخرج واحد من الذين يحاولون تلميع صورة قوش، وتسويقه للرأي العام على أنه صانع الثورة وعقلها المدبر، ليبرر لهذا الكشف الخطير لفتحي الضو .
الذين ورد أسماؤهم في الخندق ومسئولو الأمن الشعبي والحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني، انتظرناهم ليدافعوا عن أنفسهم، بعد أن صارت الشهادة ضدهم، صادرة من المسئول الأول عن جهاز الأمن والمخابرات .
انتظرنا جهاز المخابرات الوطني ومجلس الدفاع الوطني ومجلس السيادة ليتحرك في ظل وجود صلاح قوش خارج السودان وفي جُعبته أسرار إضافية، بعد أن عاد لجهاز الأمن والمخابرات لدورة جديدة بداية العام الماضي، حتى يتداركوا أي احتمال جديد.
انتظرنا فتحي الضو ليوضح أكثر عن كيفية التسريب وتوقيت الكشف عنه، وهل لديه معلومة عن سبب اختيار قوش له ليكون ناشر تلك الأسرار، كما عليه الإجابة عن مدى أخلاقية كشف الصحفي لمصدره، والإشارة هنا لمنشور سطره الزميل عباس محمد إبراهيم في صفحته على الفيسبوك .
انتظرنا وسيطول انتظارنا لأنه هكذا حالنا مع تفجير القنابل دون أن نُلقي لها بالاً، ولو أن ألقت بنا تلك اللامبالاة سبعين خريفاً من الهلاك .
أخيراً :
إعفاء أي مسئول من وظيفة طبيعة من طبائع الحياة، لأنها “لو دامت لغيرك لما آلت إليك” وسارت تلك الطبيعة على مئات المسئولين منذ الاستقلال، فلم يسعوا للانتقام والتشفي، ولم يفشوا أسرار الدولة وتنظيماتهم، لكنه عهد الحركة المسماة إسلامية، فقد فعلها من قبل رموز المؤتمر الشعبي بعد المفاصلة في حادثة محاولة اغتيال الرئيس المصري محمد حسني مبارك، ويبدو لي فيما يبدو أن الأمر كله مرتبط، بفقر في جرعة الأخلاق ضمن دروس التربية داخل الحركة، وتلك هي الحقيقة المُرة.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.