العروة الوثقى د.أحمد التجاني محمد

قادة الخليج خصوصية القمة.. وإعادة التأسيس لمواجهة الخطر الإيراني (3-1)

شارك الخبر

ليس من المستغرب لقادة الدول الخليجية بعد بلوغ أربعين عاما من تأسيس الحلف الخليجي، وبعد كمال القوة الحسية والمعنوية، من إعادة النظر في شؤون البيت الخليجي وترتيب الأوليات لمواجهة الخطر الإيراني كمهدد لسلامة أمن واستقرار المنطقة؛ وعلى هذا الأساس بنى قادة دول مجلس التعاون الخليجي أجندة القمة الأربعة، وتم الاتفاق على الزمان والمكان، فتزينت العاصمة السعودية الرياض وازدهت بانعقاد القمة الـ(40) وتزاحمت مواكب أصحاب الجلالة والسمو وضيوف المملكة من الإعلاميين والمشاركين في تغطية أعمال القمة، واحتفت السماء وتناثرت الأمطار وكست الغيوم المدينة طيلة النهار وعم السرور والحبور قلوب الجميع.
قمة الرياض جاءت لاستكمال حلقات القمة الأولى التي انعقدت قبل أربعين عاما بالعاصمة الإماراتية أبوظبي بمبادرة كريمة من الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية في الخامس والعشرين من مايو(1981)، وخلال القمة تم الاتفاق على تأسيس مجلس التعاون الأعلى لدول الخليج بهدف تطوير وتنمية العلاقات بينها وتحقيق الرفاهية لشعوبها والتنسيق في المواقف والسياسات والتكامل في مختلف المجالات الاقتصادية والأمنية؛ وعلى مدى (40)عاماً ظلت مسيرة مجلس التعاون الخليجي في تطور مستمر حققت نجاحات كبيرة، وأصبحت الإنجازات والنجاحات الداخلية والخارجية شاهدة على نجاعة الحلف الخليجي وتطور شعوبها .القمة الخليجية في نسختها الأربعين مثلت مرتكزا أساسيا لمنع انزلاق الخليج نحو الفوضى ودالاً بتوصياته وبيانه الختامي الى الوحدة والاعتصام وتكاتف الجهود لأجل التخلص من النفوذ الإيراني وهيمنته وإغراءاتها التي أصبحت بدعاً من حيث كونها صارت تتوغل بسياساتها الخبيثة في العمق الخليجي، ولطالما تكشفت خيوط هذه اللعبة أمام قادة الدول الخليجية فإن في إعلان الرياض الأمل المرتجى لتكسير مجاديفها وإيقاف الانحدار السريع التي تخطط لها بل أجزم أن في إعلان الرياض المخرج والمنقذ من هذا المارد الرجيم.
تشرفت كثيرا بحضور القمة الخليجية بالرياض العاصمة التي تشهد تطورا في كل يوم في المسرات ومباهج الحياة من لحظة صعودنا طائرة الخطوط السعودية بالخرطوم، وتجاذبنا الحديث مع مدير الطاقم عبد الرحمن الحكماني الذي احتفى بنا حين علم أننا إعلاميون لتغطية أعمال القمة الخليجية، وذات الترحاب والود يتكرر بمطار الملك خالد الدولي من لجنة الاستقبال بوزارة الإعلام وفندق ماريوت الفخيم. ويمتد الى قصر الدرعية للمؤتمرات الذي شه أعمال القمة الخليجية، ولم نلحظ من العوائق ما يعكر المزاج ويرفع الضغط كل ذلك يعود الى الكادر السعودي وتطوره في كل المجالات، تلك هي ميزة أساسية ويعود الى الثقة بالنفس وهي بإمكانها تنظيم كل سلوك ممكن فردياً كان أو جماعيا مما جعل الأمور تسير بسلاسة في كل ما لحظناه.. وفجأة نجد أنفسنا بجور الملك ونشاهده من غير حجاب برفقته أصحاب الجلالة والسمو يدخلون القاعة الرئاسية ويلقي على مسامعنا كلمة الترحاب إيذانا بانطلاق أعمال القمة الخليجية في كمال عقدها الأربعين.
نعود مرة أخرى .

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.