همس الكلام حسين الخليفة الحسن

همس الكلام حسين الخليفة الحسن

الفساد..الفسادCorruption…

شارك الخبر

دعوة كريمة ورقيقة اخترقت برفق بوابة مقر المنتدى التربوي السوداني تطلب منا نحن أعضاء المنتدى التربوي السوداني، وبأدب جم المشاركة في ندوة تقيمها الجمعية السودانية للأمم المتحدة بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الفساد وتحت شعار”متحدون لمكافحة الفساد”.
وبالأمس ساقتني قدماي المثقلتان بتضاريس الكهولة اللعينة الى قاعة المؤتمرات “مقر الندوة” بالتعليم العالي، قاعة منمقة، مموسقة ،رحبة وفخيمة، أمضيت مع سائر المجتمعين زهاء الأربع ساعات، أزكمت فيها الأنوف برائحة ركام الفساد الذي تراكم خلال ثلاثة عقود من السنين عجاف.
قلمي المترع بعشق الوطن باحثا دائما عن ألقه وبهائه أبى إلا أن يبدي مشاعره وملاحظاته عن ما دار في تلك الندوة القومية المهمة.
* أولا: كان الحضور بهياً ، متنوعا وحاشدا مشاركا بفكر ثاقب، وعقل راجح. جماعة منهم يلتحفون العباءة العدلية.
*ثانيا: المواطن السوداني عرف بعدائه للانضباط Punctuality , وحتى “الكنداكة” السيادية الأستاذة رجاء نيكولا عيسى”ضيف الشرف”، لم تشذ عن التقليد ، ونحن نتنسم عبير فجر مشرق علينا أن نلتزم بالمواعيد كما كان سلفنا الصالح. تحكي الطرفة أن الرئيس المخلوع أصر ألا يسلم راية السلطة إلا لعيسى، صدق وعده فقد استلمتها حفيدة عيسى”رجاء” فله شكرنا.
*ثالثا: تناولت “الكنداكة”السيادية رجاء نيكولا ظاهرة الفساد بالتحليل الفقهي العلمي الصادق والرائع:أسبابها، انتشارها وتفاقمها في العهد البائد فهي وباء لا بد من اجتثاثه. صاغت عباراتها بأسلوب السهل الممتنع.
*رابعا: أثلج صدري الطرح العلمي التوثيقي الممتع لظاهرة الفساد الذي قدمه نائب المراجع العام الأخ محمد الحافظ نصر ، سرد علينا بمهنيته العالية High professionalism ..تأريخ الفساد وأنواعه ووسائل محاربته. وأردف قائلا إن الظاهرة كانت معولا لهدم الاقتصاد، ذبول التنمية، ضمور الاستثمار وتلويث قيمنا السمحة..
*خامساً: كان النقاش العام ثراً، صريحا، جادا ومثمرا.
*سادسا: جادت الذواكر المحتشدة بالأفكار بتوصيات أهمها الإصرار على قيام مفوضية الفساد فهي الآلية القادرة على كبح جماح الظاهرة.كما لا بد من انطلاق التوعية بغرس بذور النزاهة والأمانة واستقامة الخدمة المدنية عبر وسائل الإعلام،وأئمة المساجد والمناهج الدراسية، وتوصيات اخرى.
*سابعا: كان للكنداكة حضورا مميزا على المنصة الرئيسة. وازدانت القاعة بهجة وغبطة للقفشات والملح والطرفة النادرة التي كانت تنطلق من الذاكرة اليقظة للأستاذة سارة أبو “رئيسة الجلسة”.
*ثامنا: نحن بالمنتدى التربوي السوداني تطوق أعناقنا قلائد الفخر والاعتزاز أن يكون رفيق دربنا المعلم الخلوق أستاذ الأجيال مبارك يحيى عباس، الرئيس السابق للمنتدى التربوي، واحد قاماته السامقة عضوا وناشطا بالجمعية السودانية للأمم المتحدة. كما يزجي المنتدى شكره وتقديره لدعوته المشاركة في الندوة، وللعمل الجاد المفيد الذي تقوم به الجمعية لتطوير وتوثيق علاقاتها مع أجهزة الحكومة في العهد الوضيء المشرق.
الى الأخ حمدوك: طاب يومك.
أقولها لك صادقا دون رياء أو نفاق، او لهث وراء بريق زائف زائل، وما يطرحه قلمي العاشق للوطن دائما هو نبض وصوت الشارع السوداني. نحن نثمن ونقدر جهدك الدبلوماسي المضني، وسعيك المتواصل لتحسين وجه السودان من القتامة التي لوثته، وللصعود به الى قمة هرم الشموخ والتألق.
نريد من حكومتك النأي عن التلكؤ والتباطؤ وسلحفائية التنفيذ لمهام الثورة وفك الضائقة المعيشية”انتو أبدوا وربنا بتمها”. نناشدك أن تكون قريبا منا بلقاء للمكاشفة يعقد كل شهر ليذيب ثلوج الشك، الريبة، ودحض الأكاذيب والشائعات، وتوطيد الثقة بتمليكنا الحقائق.
الى المواطن الكريم: ان مليونية الأمس أوقدت جذوة الثقة بحكومتكم الانتقالية. نريد منكم ان يكون الصبر والوحدة والتماسك والالتفاف حول ثورتكم ، وعدم الإنصات للأصوات الحاقدة المحبطة الساعية لإسقاط راية الثورة المجيدة وأن يكون كل ما ذكرت هو ديدنكم وأملكم.وفق الله ولاة أمرنا لما فيه خير وبركة للوطن الغالي.
عضو المنتدى التربوي السوداني
جوال رقم 0918215002

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.