من ذكريات المواكب وليالي القيادة… (جردل مان) في مواجهة رفقة (صائدة البمبان).!

تقرير: محاسن أحمد عبد الله

اعمارهم صغيرة الا أن حسهم الوطني اكبر، يتميزون بخفة وقوام رشيق وسرعة شديدة فوق العادة، و رغم كل ذلك يمتلكون شجاعة وقدرة عالية على مواجهة من يتربصون ويتأبطون بهم شرا، حتى اصبح يشار اليهم ببنان المفخرة يحتفون بهم وبمواقفهم البطولية والنضالية.

(1)
هكذا كان حال الشباب الذي كانوا يتقدمون الصفوف ابان فترة الاحتجاجات الاولى التي اجتاحت كل مدن السودان وهم يصطادون البمبان الذي يقذفه العسكر نحوهم بكثافة داخل الاحياء والميدان الكبيرة وذلك من خلال متابعته حيث وقوعه في الارض ثم اخماده بما يعرف بـ(الجردل) بواسطة احد الشباب ومن هنا جاء لقب (جردل مان) كمسمى لمن يقومون بذلك الفعل.
(2)
الشاب رضوان اسحق يقطن بمنطقة الديم بالخرطوم من الشباب الذين تم اطلاق ذلك اللقب عليهم حيث اوضح لـ(كوكتيل) : (كنت وعدد من الرفاق نتقدم اخوتنا المحتجين وننتظر حتى تقوم قوات الشرطة بقذف البمبان ثم نسرع وبخفة شديدة بتركيز وتحديق شديد نحو الاعلى لمعرفة المكان الذي سيقع فيه لنقوم مباشرة بعد سقوطه على الارض على اخماده بـ(الجردل) ثم الجلوس من فوق الجردل حتي تخمد العبوة وعدم اعطاء فرصة لدخانه السام والحارق من الانتشار وهكذا، مضيفا (في احيان كثيرة يتعرض بعضنا لضيق في التنفس حال وقوع البمبان في مكان بعيد واللحاق به وخاصة داخل المنازل الا اننا دائما ما نكون اكثر جاهزية بتوفيرنا لـ(صفق النيم) الذي نضعه في وجوهنا ليخفف عنا كثيرا من ضيق النفس واحمرار العيون.)
(3)
لم تغب حواء السودانية عن تلك المشاهد البطولية المشرفة التي صاحبت تلك الثورة المجيدة واتضح ذلك جليا من خلال ما قمن به عدد من الثائرات داخل ميدان الاحتجاجات وتم رصدهن من خلالها واشهرهن طالبة كلية الهندسة بجامعة الخرطوم رفقة عبدالرحمن التي اطلق عليها لقب (صائدة البمبان) التي كانت تتمتع بشجاعة كبيرة ومقدامة بالرغم من محاولة الشباب الثوار اثناءها من فعلها ذلك الا أن مواقفها داخل الميدان كانت اقوى من ذلك الاثناء، فيما ذكرت رفقة في حديث سابق بانها تعرضت للاعتقال اكثر من خمس مرات الا انها كانت اكثر اصرارا على مواقفها الصامدة دعما للثورة.
(4)
من جانبهن اكدن عدد من الثائرات اللائي يقطن بمنطقة بري بأنهن كن يقمن خلال الموكب بارجاع البمبان الذي كان يقذف نحوهن بكثافة في موقف بطولي عجيب، فيما اكدت الطالبة رميساء خليل بانها تأذت في يدها اليمني بسبب اخذها لعبوة بمبان بعد أن وقعت على الارض على بعد مسافة منها قائلة: (امسكت بالعبوة ووقتها بدت في نفث غازاتها السامة وشعرت بيدي تحترق الا انني كنت مصرة على اعادتها لهم مرة اخرى ولكن بحمد الله تم اسعافي الا أن بعض التشوهات ما زالت باقية في يدي فهي ضريبة الوطن).

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.