قال انه لا يحتفل بها علي الطريقة(الحنكوشية) المهدي..رسائل في ذكري الميلاد

الخرطوم: محمد عبد العزيز

“سوف أتفرغ أن شاء الله لأنشطة سياسية وفكرية بلا أعباء حزبية وبلا أعباء تنفيذية”، هكذا جدد رئيس حزب الأمة القومي وإمام طائفة الانصار الصادق الاشارة إلى نيته اعتزال العمل التنظيمي في احتفالية مولده ظهر امس التي نظمها مكتبه، المهدي اشار إلى أنه ما يزال في كامل حيويته وقدرته على العطاء، مضيفا:” لا يشيخ المرء إلا عندما يفقد الحماسة للحياة”. وزاد:” أحمد الله مع الأيام لم أفقد صفائي الروحي ولا حماستي الفكرية والسياسية والعاطفية”، ليمضي المهدي في الحديث عن عدد من القضايا الراهنة.

عملية السلام
حذر رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي من عملية السلام التي تجري حاليا في جوبا من أنها لن تحقق سلاما عادلا وشاملا، واشار المهدي في احتفائية بمناسبة عيد ميلاده لثلاثة اسباب تحول دون تحقيق السلام العادل والشامل اولها أن المفاوض الحكومي لم يتحرك بناء على استراتيجية متفق عليها، وثانيها أن المفاوضين في الطرف الثوري غير موحدي النظرة، وثالثها أن آلية الوساطة منقسمة ولا تحظى بالوزن المطلوب. واضاف رئيس حزب الأمة القومي:”هذه بداية متعثرة يرجى تداركها حتى لا تضيع فرصة السلام التاريخية، لذلك طرحنا البديل الاستراتيجي لمشروع السلام العادل الشامل”.
ولفت المهدي إلى أن الحكومة الانتقالية تمثلهم قائلا:”مهما كان فالنظام الانتقالي من صنعنا، والأخطاء فيه أخطاؤنا، وسوف نعمل على تصحيح الأخطاء، وإنجاح المرحلة الانتقالية، ونستعد للمرحلة التي تليها احتكاماً للشعب بموجب الانتخابات العامة الحرة، ونفرض على سدنة النظام المخلوع مشروع تكيف عادل ومساءلة قانونية إذا هداهم الله إليه، أو نستعد لمواجهة تدابيرهم”.
واشار المهدي إلى أن النظام الانتقالي يتطلب تحقيق إجراءات بنيوية تتعلق بأن يحكم العنصر العسكري التطور نحو تنظيم عسكري موحد يدمج كافة القوى المسلحة في تكوين انضباطي واحد، كما أن تتطور قوى الحرية والتغيير من إعلان إلى ميثاق، وأن يتطور هيكلها إلى جبهة متماسكة، علاوة على أن يلتزم العنصران العسكري والمدني بالوثيقة الدستورية مع اتخاذ ميثاق شرف لضبط تفاصيل لم تحط بها الوثيقة.

الموازنة الاقتصادية
من ناحية اخرى لفت المهدي إلى أن التعافي الاقتصادي يتطلب عقد مؤتمر قومي اقتصادي للاتفاق على تشخيص الحالة، وتحديد الواجبات الذاتية المطلوبة، والاتفاق على مناشدة الأشقاء لتجنب التجاذب الذي دمر الساحة السورية والساحة الليبية، والاتفاق على دعم السودان بمشروع مارشال تنموي، فضلا عن اقرار الأسرة الدولية أن السودان بموجب الثورة قد عبر لمرحلة تاريخية جديدة، ما يسقط تلقائياً كل العقوبات الموجهة للنظام المخلوع، وتأكيد الاستعداد لدعم السودان المتجه نحو التحول الديمقراطي الكامل.
واشار المهدي إلى أن التخلف في هذا الموقف معناه الحكم بمحاصرة السودان المتجدد بسلاسل النظام المخلوع والرهان على إخفاقه خاصة في ظل وجود عناصر الردة المرتبطة بالنظام المخلوع وهو ما يعني إتاحة الفرصة للردة سواء أتحركت سياسياً أم تآمرياً.
ودعا المهدي للتحدث مع الولايات المتحدة لتأكيد أن السودان الحر لا يرث خطايا النظام المخلوع، فهو نظام ارتكب جنايات في حق الوطن وفي حق العالم وفرضت عليه عقوبات وألزم بغرامات سودان الثورة لا يرثها وليس مسؤولاً عنها، واضاف يمكن للجهات المتضررة أن تسعى لسدادها من الأموال المنهوبة الموجودة في الخارج، ولكن سودان الثورة لا يقبل أن يرث نتائج جرائم تتعلق بنظام ثار عليه وأسقطه.

بتر واثارة
على صعيد آخر عرج رئيس حزب الأمة القومي للتصريحات الاخيرة المنسوبة اليه حول دعوته لقوات الدعم السريع للإنضمام إلى حزبه الآن، وقال المهدي:” بعض الإعلاميين تهمهم الإثارة لا الحقيقة، ويبترون ما أقول للإثارة لا للحقيقة، مع أن بابنا مفتوح لكل من يريد التحري”.
واضاف قلت إن الدعم السريع الآن في موقف استثنائي، مصيره أن يدمج في قوات مسلحة موحدة بقانون واحد مع تولي أحد الأركان، أو إن شاءت قيادته التحول لدور سياسي فسيكون عليها التحول لدور مدني سياسي واختيار تكوين حزب، أو التحالف مع حزب الأمة، أو الإندماج في أحد الأحزاب، ولا مانع إن توافقت الرؤية أن يكون اختيار حزبنا. وزاد:”ابتسر القول بأن الصادق أعلن دعوة الدعم السريع للانضمام لحزب الأمة!”.
ومضى المهدي لموقف آخر وانتقادات توجه لحزبه مفاده أن موقفهم رمادي وقال:”مع أن مواقفنا واضحة وضوح الشمس من النظام المباد، ومن الحراك الثوري، يصر العميان أن يصفوه بالرمادي!”، ودلل على ذلك بالاشارة لـ(حديث البوخة) وقال:”موقفنا مع الحراك الثوري ضد النظام البائد مستمر من أول انقلابه المشؤوم لا الآن في ديسمبر 2018م، أي أنه متراكم ليس “علوق شدة أو بوخة مرقة”، شوه البعض ما قلت بأن الصادق يصف الحراك الثوري بأنه علوق شدة!”.

انتقادات ومكايدات
المهدي اشار إلى أن هنالك عوامل تجلب لي نقداً مبرراً أهمها انه صاحب مشروعية أكيدة في اليمين، وكثير من دعاة اليسار لا يغفرون لي أنني أنادي بتقدمية مبدئية. هذا يسلبهم دروة يحبون قذفها، كذلك انه صاحب مشروعية حركتها من الطائفة لنهج إسلامي صحوي يسلب الإسلامويين الانفراد بالشعار الإسلامي الذي استغلوه أسوأ استغلال، لذلك يكيد لي بعضهم، خاصة أن المنظمات التقليدية الدينية والقبلية استطاع الطغاة لا سيما في عهد نظامي نميري والبشير تدجينها، ولما استحال عليهم ذلك معنا والونا بالاغتيالات الشخصية والبلاغات الكيدية.
ولفت المهدي إلى انهم ظل روافد رئيسية للحراك الثوري في انتفاضاته السبع، فضلا عن دورهم في توحيد القوى المعارضة من المركز وقوى ثورية في إعلان باريس، وتوسيع هذه الجبهة في نداء السودان، وحتى إعلان الحرية والتغيير، بمشاركة كل جماهير حزبهم في الثورة والاعتصام، وزاد بدافع الكيد:”بعض المنظرين من خارج التجربة السياسية يريدون حصر الثورة في فئات معينة، وأن يحكموا علينا بأداء أحزاب سياسية تآكلت وغابت عن الحراك الفكري والسياسي والدولي”.
وقال المهدي إن هنالك مجموعة من حلفائه في قوى الحرية والتغيير بسبب تطرفها وقلة خبرتها توفر بتصريحاتها ومساهمتها ذخيرة لقوى الردة التي تعتبرهم بقصورهم حلفاء في كيدهم للحكم الانتقالي.
تصفية تركة
واعلن المهدي أن نهجه في المعادلة الاجتماعية الاشتراكية لذلك نادى بتحويل المشاريع الخصوصية لجمعيات تعاونية في الماضي، وكشف عن أن الرئيس الاسبق جعفر نميري قدم له ملفاً لإعادة أملاك أسرة الإمام عبد الرحمن لورثته، رفض استلامها وقال له:”إذا قرر النظام التراجع عن التأميم الجائر نرحب بذلك، وبالنسبة لنا ورثة الإمام عبد الرحمن رضي الله عنه الصحيح أن تكون لجنة مهنية برئاسة المراجع العام لإحصاء أصول التركة، وخصم الديون، وتوزيع الباقي على الورثة حسب أنصبتهم الشرعية”.
وطالب المهدي وقتها باستبعاد الجزيرة أبا ومجمع بيت الإمام المهدي من التركة لتخصص الجزيرة أبا لسكانها، ومجمع بيت الإمام المهدي وقفاً للأنصار. وافق النميري على هذا الطلب وأصدر به القرار وعرضه المهدي لموافقة الورثة فوافقوا عليه وأبلغوا رئيس اللجنة حسين عبد الرحيم.
وكشف المهدي عن انه قرر أن يخصص سكنا ومصدر معيشة معتدلة لكل ابنائه على أن يخصص الباقي لمؤسسة خيرية يشرف عليها مجلس أمناء يستقطب لها دعم خيرين ودعماً خارجياً لتقوم بمهام مؤسسة تعليمية بعنوان “مدارس الفلاح”، وتطوير خلاوى القرآن، وتزويد المساجد بمرافق، ومؤسسة صحية لنشر مراكز صحية بعنوان “مراكز الشفاء”، وآلية لتمويل مساكن أنموذجية بديلاً عن السكن العشوائي، وآلية مصرفية لتمويل استثمارات صغيرة لمحاربة العطالة، ومساهمة في توطين النازحين من قراهم في قرى أنموذجية، ودعم بمعينات لستات الشاي، وتأسيس مقبرة بصورة نظامية بعنوان (إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلرُّجْعَىٰٓ) غرب أم درمان.

قضايا ومقترحات
واعلن المهدي عنه أن سيساعد الأمانة العامة الجديدة لحزبه للعمل على تنفيذ المؤتمرات القاعدية ثم أعين اللجنة العليا للدعوة إليه، ووصف انتخابات الأمين العام الجديد بانها كانت نزيهة ودون توجيه من أية جهة، ولكن تعليق أحد الحاقدين على النتيجة: بانها حزب الأسرة. وشدد المهدي على أن افراد اسرته منقسمون على جهات خارج حزب الأمة القومي. أما أسرته الخاصة فلم يكن لها مرشح بل أيد بعضهم مرشحين آخرين.
وفيما يلي هيئة شؤون الأنصار قال المهدي إنه بصدد تقديم مقترحات لمجلس الحل والعقد لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيق التأسيس الثاني للهيئة، وإضافة دور خدمي لها وانفتاح أممي.
ومضي المهدي للحديث عن مقترحاته المستقبلية ساخرا ممن يقللون من الحديث عن البيئة الطبيعية، وقال “نحن بحاجة للاهتمام بها تحت شعار “السودان الأخضر” وفي هذا مساهمة كونية في امتصاص ثاني أكسيد الكربون وسنجد تعاوناً كبيراً في تحقيق ذلك”، لافتا إلى أن الاتجاه العالمي الحالي هو جعل سلامة البيئة حقاً آخر من حقوق الإنسان ليضاف شأنه للقانون الدولي، هذا لمصلحة بلادنا وكوكبنا.
واشار إلى انهم سيعملون على الدعوة لمؤتمر للبيئة ليصدر توصيات توجه نشاطهم في هذا الأمر، ويرجى أن تهتم الدولة به لننقل السودان من الغبرة إلى الخضرة.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.