استفهامات أحمد المصطفى إبراهيم

  العبث باللوحات

شارك الخبر

قبل أن يقول لي أحد القراء: الناس في شنو وانت في شنو؟ ابادر وأقول التطبيع كَتبت فيه مئات الأقلام. أزمة الخبز، أزمة الوقود ، كل ذلك وجد من طرحه للنقاش غير أن أزمة الضمير وأزمة الثقة ما زالتا تنتظران مزيداً من الحبر أو نقرات الكي بورد.
أما أزمة المرور أو الاختناق المروري في العاصمة فذاك بند آخر يمكن أن يقول قائل، كثرة السيارات أو المركبات هي السبب ، ومن قائل ضيق الشوارع هو السبب، قبل أن يشده آخر من يده ويقول هي ويني الشوارع تقصد الحفر؟ أو على رأي بروف ود الريح ليس اليوم ولكن قبل أربعة عقود كتب يقول: سيدي المحافظ نشكو لك وجود الظلط في حُفرنا.  وربما يتجه آخر ليقول جغرافية العاصمة تحتاج إعادة نظر أسواقها ومكاتبها وجامعاتها ومستشفياتها كلها في مربع واحد وكيف لا يحدث الزحام المروري؟
كل ما ذُكر أعلاه ليس جديداً.
الجديد في رأيي ظاهرة بدأت تنتشر وهي بداية فوضى غير خلاقة، ومتى كانت الفوضى خلاقة. المعروف أن لوحتي السيارة من أهم ما يميزها، واللوحة بمثابة الرقم الوطني للسيارة وليس من حق صاحب السيارة أن يتصرف فيها أي تصرف. بدأت في الآونة الأخيرة تشاهد بعض اللوحات طمست بعض أرقامها باللون الأبيض لتصبح بدلاً من خمسة أرقام رقماً او رقمين، ومنهم من يطمس ما بعد رمز الولاية مثلاً ( خ 4 ) يجعلها (خ ) فقط. وآخرون بدأوا هوساً جديداً يضع لوناً أزرق على الجزء الأيسر من اللوحة لا أدري هل هو ملصق مؤقت أم دهان ثابت لتشابه لوحات بعض دول الخليج وتكون المصيبة أكبر لو كان لهذا اللون الأزرق علاقة بفريق الهلال.  وإذا ما ثبت هذا ستقوم جماهير الفريق الآخر بتلوين نصف لوحات سياراتها باللون الأحمر.
وأسوأ من كل ذلك، انتشار سيارات بدون لوحات تجوب الشوارع وتتقدل لا أعني سيارات الدفع الرباعي أيام الثورة فقد استجابت للنقد وصارت لها لوحات.
قد يبدو العبث بلوحات السيارات  للبعض موضوعاً تافهاً ولا يستحق الالتفات إليه في هيلمانة المشاكل التي تعاني منها البلاد، خصوصاً السياسية والاقتصادية والأمنية التي حيرت الحكومة الانتقالية وقحت من ورائها.
ولكن اجتثاث الظاهرة في بدايتها مطلوب حتى لا تنتشر وتصبح وباء تصعب محاصرته.
كلهم يحتاج تربية شعباً وحكومة.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.