مكتوب إستثنائي لإمرأة خاصة العزيزة / أمل ربما النفس الأخير!!

بقلم : عادل عبد الرحمن عمر

سنوات كثيرة و أنا أضعكِ بين الرمش و العين، وبين القلب و خاصة الضلوع، و بين المسام، و داخل نخاع العظم ، بعد كل هذا الحب ، لأول مرة أحس أنك تخرجينني من دنياك، لم تفرقنا الغربة السحيقة القاسية، و لم يفرقنا تقلب الزمن و تحول الأدوار ، من شدة و أزمة، و الثابت الوحيد انتِ و انا ، الحبيبة التقية النقية الملهمة لا تشبهين أحد، رائحتك نضارتك، خشوعك كأنك ولدت مع الشمس تارة ، و مع القمر تارة أخرى.
العزيزة
لأول مرة، أُحس بدنو أجل الفراق و تودعيني من غير وداع صارت كلماتك من غير حساسية و لهفتك من غير طعم، و خاطرك شارد و أنا واقف بين يديك، يتنازعي شعور بالخوف و الوحدة فعمري كله لا أعرف وطنا إلا عيناكِ.
العزيزة
لا تتركينني للضياع و التشرد و الحزن، قضيت يا حبيبة عمري كله وأنا أُغذيكِ من دمي حباً و إنتماءاً … و حين انتفضتِ بثثتُ روحي هتافا و نشيدا، وحين إلتمعت عيناكِ بالنصر وولادة زمن جديد إحتفيت و لم أترككِ، وأنت تبذرين في الأرض أطفالا رائعين .
بعد كل هذا الإنتصار الداوٍ، أُحس بالفتور الذي من الواضح أنكِ بذلتِ جهدا أن يصيبني بيأس مربك. أيتها الحبيبة سُرقت الثورة ، وأنتِ تتسربين بين يديّ العاجزتين، وأرجل لا تقوى على المسير .
العزيزة
للمرة الألف بعد المائة أرجوكِ أن تحتملين قسوة الزمن، ولا تفارقينني، دونكِ أتلاشى تماما، و أموت تذكرين يا حبيبة حين ذكرت لكِ سيرة الرحيل الأبدي، و ماذا تفعلين ، رددت من دون تفكير كُل بقدر الإبتلاء .
العزيزة
الثورة التي بذلت جهدا كبيرا في نصرتها خذلتك في الإمتحان الإول دفاعا عن الحرية، حين أغلقت الصحف و الإذاعات و فصلت الموظفين بحجة إزالة التمكين الذي ذكرت فيه سابقا ما لم يقله (مالك في الخمر) ثم تعيد ذات الطريقة بفظاظة و بشكل بليد.
فجأة يا عزيزتي و بتهمة الإشتباه وجدَ عشرات من الصحفيين من صحفتي (الرأي العام) و (السوداني) أنفسهم في الشارع و المسؤولين يصرّحون تصريحات متضاربة لا تفيد شيئا.
يصرّون أن الذين ألقوا في الشارع لن يتضرروا، و حالهم يغني عن سؤالهم، من يُعيد لهم يا حبيبة.
المزاج الجمعي للدفاع الناس بعد أن أصابهم ظلم شديد ولأن يا عزيزة حالي كحالهم ، إحتمال الأذى و نضوب السُقيا، و إنقطاع الأمل لدرجة الظمأ. بدأت أشك في أشياء كنت لا أصدقها من قبل، أن الذين يمارسون الحسد و يستخدمون لأجله أشياء غير طبيعية مثلما يُمارس من فئة محدودة فاقدة الموهبة من قلة من بعض الصحفيين، الذين يحرضون أهل السلطة على إبعاد موهبين و وطنيين في زفة الإتهامات المعلبة الجاهزة.
عزيزتي
أشتاق لكِ كثيرا و أحتاج لك لأحافظ على قدرتي على الحياة.
عذرا على إلحاحي أن تنظرين نظرة جانبية تُليف بحبنا الأصيل الأزلي .
لك كل الحب

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.