تحليل سياسي… محمد لطيف

ما قال كمال ساتي.. وما لم يقل..!(3)

من سعى للآخر.. البائع أم المشتري..؟!! هذا هو السؤال الذي انتهينا إليه منذ الحلقة الأولى.. ثم انتهيت بالأمس إلى أنه: (كانت في انتظاري ثلاث مفاجآت.. الأولى أن كل هواتف عروة التي أعرفها ظلت مغلقة ولعدة أيام.. والثاني أن ما من أحد سألته عن عروة إلا وكانت الإجابة؛ لا علم لي.. حتى أنني ظننت أن الأرض قد انشقت……! أما المفاجأة الثالثة والأخيرة فلن تتسع لها مساحة اليوم..!) وها أنذا أحدثكم اليوم عن تلك المفاجأة.. والتي أجزم بأن عروة بنفسه هو من حرّف وقائعها.. لحاجة في نفسه.. لم أدرِ كنهها حتى اليوم..!
فذات صباح أبلغني من أثق فيه أن الأستاذ محجوب عروة محتجز في نيابة المصارف.. فتوجهت للتو إلى هناك.. كان ما يشغلني لحظتها أن الرجل تجمعني به رفقة سابقة في مؤسسة واحدة.. وزمالة حسبت أنها محل احترام.. وفي نيابة المصارف التقيت عروة دونما عنت.. بل أذكر أن أول من التقيته بالباب وأبلغته بسبب زيارتي.. رحب بي ترحيباً حاراً.. ثم ودونما انتظار كان عروة أمامي في كامل هندامه الأنيق.. بلا آثار سجن أو رهق اعتقال.. أحسن هو الآخر استقبالي.. وأطنب في الثناء على (أصالتي) إلخ.. فكان لا بد أن أسأله عن سبب وجوده هناك.. فقال لي بالحرف.. ناس بنك تنمية الصادرات ما عايزين يصبروا عليّ في مديونية المطبعة ففتحوا فيني بلاغ.. وكان صادقاً لحظتها.. فلم يتحدث عن مؤامرةٍ أو اعتقال.. فسألته عن حجم المديونية.. فذكر لي مبلغاً لا أذكره الآن.. ولكنني أذكر بوضوح شديد إجابته لي عن خياراته لحل المشكلة.. فقد قال لي يومها عروة وبالحرف: “ما عندي حل غير أبيع المطبعة”.. ثم أضاف: “ما تساعدني في الحكاية دي..؟!!”
أجبته على الفور: “قد لا تصدق أن سبب معرفتي أنك هنا أن فلاناً – وهو يعرفه شخصياً – كلفني أن أتصل بك لأنه سمع أنك تعرض مطبعتك للبيع”.. انشرحت أسارير عروة وهو يؤكد لي رغبته الملحة في بيع المطبعة.. ثم ألح عليّ في أن أشجع صديقنا على إكمال الصفقة.. وهنا كان لا بد أن اسأل عروة عن السعر الذي يطلبه للمطبعة.. وحين ذكر رقماً انتبهت أنه ذات الرقم الذى ذكره لمديونية البنك.. فقلت له إن المطبعة التي أعرفها لن تجد لها مشترياً بهذا السعر.. كان رد عروة غريباً حين قال لي: “لا يمكن أن أفقد المطبعة وأبقى في الحراسة، لذلك لا بد لعائد بيع المطبعة أن يغطي مديوينة البنك”.. تعجبت لهذا المنطق.. دون إفصاح بالطبع.. ولكني وأنا أودع عروة مغادراً، كان مصراً على مرافقتي حتى الباب الخارجي، رغم تنبيهات الحراسة.. وكان في كل ذلك يلحْ عليّ في أن أساعده في إيجاد مشترٍ للمطبعة.. بأي طريقة.. وقد طرق على هذه العبارة الأخيرة كثيراً..!
وحين غادرت نيابة المصارف كان أول ما فعلته الاتصال بصديق من قيادات بنك تنمية الصادرات.. أسأله عن الفرص المتاحة لمعالجة وضع الأستاذ محجوب عروة.. فلم يدر بخلدي لحظتها بالطبع، أن السيد محجوب عروة سينسج من خياله رواية أخرى يتهمني فيها بالغدر وممارسة الابتزاز، كما كتب صديقه في صحيفته من بعد..!
أما القيادي ببنك تنمية الصادرات والذي يعرف عروة معرفة شخصية فقد كان رده لي: “عروة استنفد كل الفرص.. تاني إلا يدفع..!”، من يظن بعد ذلك أن الرجل أُرغم على البيع..؟!
انتهت القصة.. وإن عادوا عدنا..!

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.