همسة تربوية :د. عبدالله إبراهيم علي أحمد

رفع كفاءة الطلاب

شارك الخبر

مع أيام الإختبارات وامتحانات طلاب المدارس هذه الأيام نجد معظم أسر الطلاب إن لم يكن جميعها في تأهب تام للإستعداد لهذه الإمتحانات، كما تهتم بعض المدارس ببرامج رفع الكفاءة للطلاب، وهي حصص إثرائية تؤدى بالمدارس مقابل رسوم رمزية لمراجعة المواد الدراسية، يتم فيها ارسال استمارة لولي أمر الطالب لاختيار الاحتياجات من المواد الدراسية ليتسنى للمدرسة حصر أعداد الطلاب والتمهيد للبدء بالتنفيذ، وهذه الحصص الاثرائية عبارة عن دروس تقوية عادية في المواد العلمية واللغات، ويتم تقديمها للطلاب الضعاف أو الذين يحتاجون رفع تحسين مستوياتهم التعليمية في مواد دراسية معينة للمساقين الأدبي والعلمي للصفوف المتقدمة وقد تكون حصص تقوية عادية في مواد الرياضيات والعلوم واللغة العربية لطلاب مرحلة الاساس، فالدروس الاثرائية مهمة جداً تعود على الطلاب بالنفع الكثير خصوصاً إذا كانت تنظمها مدرسة الطالب ويقوم بتدريسها نفس معلمو الطلاب بمدارسهم، فمدرس المدرسة هو الأقرب للطالب بدلاً عن المعلمين الخصوصيين من خارج المدرسة، وهذا الجهد يحسب للمدرسة والمعلم والقائمين على أمر العملية التعليمية من المسئولين بالوزارة باعتبارها (قيمة مضافة) لدعم طالب المدرسة في تسهيل مهمته التعليمية، والذي يقدم الدرس هو معلم المادة الدراسية نفسها بالمدرسة، وهو الأفضل في متابعة الطالب لأنه أقرب منه ويعرف مستواه جيداً ويمكنه أن يقدم المناسب من خطط علاجية تناسب مستوى الطالب، والحصص الاثرائية تعمل على تجهيز الطلاب من خلال التقييمات بنوعيها البنائي والختامي، كما تعدهم أيضاً للانخراط في أداء أي امتحان مستقبلاً خلال السنة الدراسية والتقييم للمواد الأكاديمية المختلفة في نهاية العام الدراسي، كما تقلل من كاهل ولي الأمر بدلاً من أن يدفع مبالغ كبيرة في الدروس الخصوصية بالمنزل.
إذان هذه الحصص المدرسية المسائية توفر أداءََ قوياً وفعالاََ للحد من الدروس الخصوصية، في المقابل قد يكون المدرس الخصوصي بالمنزل غير مؤهل، وقد يكون معلماً لجميع المواد، وهنا بعض أولياء الأمور يظنون أن المدرس الذي يدرس كل المواد هو الأفضل بينما لا تستوي هذه النظرية خصوصاً لطلاب الصفوف المتقدمة من طلاب المرحلة الثانوية والنتيجة سلبية بالطبع والضحية هو الطالب،
لذلك أعتقد من وجهة نظري الشخصية أن الحصص الاثرائية تحارب الدروس الخصوصية المنزلية بهدف الحد من السلبيات.
وقد تكون حصص هذه التقوية لسد فجوات ضعف الطلاب وصفوف تعويض طلاب الدعم والصفوف التحضيرية للاختبارات الداخلية واختبارات الصفوف التحفيزية للطلاب المتميزين وغيرها من الصفوف الاثرائية الأخرى في مختلف الأنشطة والمهارات باستخدام الوسيلة التعليمية المناسبة.
هذا كله يعود بالخير الكثير والمنفعة للطالب، فهو يدرس في بيئة مدرسية توفر له كل التسهيلات ومعينات التعليم، فمعلم المدرسة يضع التقييمات والتمارين وعلى ضوئها يتم التشخيص وتصنيف الطلاب على حسب مستوياتهم الأكاديمية ووضع خطة علاجية لمعالجة ضعف الطالب، فبشرى للتعليم إذا ما احتذى حذو هذه العروض الاثرائية بمدارسها، وهناك الأنشطة اللاصفية التي تنمي المهارات وترفع من كفاءة الطالب وتساعده على تنمية مهارة التعلم الذاتي كما تنمي لديه الاستقلالية وحرية التفكير.
أخيراً السؤال الذي يطرح نفسه، هل ولي الأمر مقتنعٌ بالحصص الإثرائية بالمدرسة؟ وهل لديه الوعي الكافي بأهمية متابعة معلم المدرسة لابنه بدلاً عن المعلم الخصوصي بالمنزل؟ فمن الملاحظ ان البعض من أولياء الأمور يحبذ حضور المعلم للمنزل نسبة لعدم قدرتهم في توصيل الطالب للمدرسة في ظل زحمة الطرق هذه الأيام، أو قد يعزي سبب امتناعه عنها بسبب ضخامة المنهج ويفتكر أن المعلم قد لا يستطيع تغطية ما تم تدريسه خلال أيام بسيطة قبل بدء الاختبارت، وعموماً في تقديري تظل المدرسة هي البيئة الأفضل لتعلم الطالب.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.