استفهامات…احمد المصطفى ابراهيم

حاويات الأثاث المدرسي

في أخبار الأسبوع الماضي، أن ولاية الخرطوم تلقت 23 حاوية أثاث مدرسي (يقولون إجلاس لكنها لم ترق لي) من دولة الإمارات العربية المتحدة.
لا أدري هل جاءت كطلب من ولاية الخرطوم (شحدة يعني) أم هي هدية من الإمارات لما رأت من حال مدارس الخرطوم الحكومية البائس؟
تشكر دولة الإمارات فهديتها للجارة مصر 12 مليار دولار نقداً، وللسودان مليار ونصف دولار مواد عينية بترول وقمح. ما علينا إلا أن نردد مع سيد خليفة (هدية من إيدك مقبولة معناها إني على بالك).
على الصعيد المحلي الى متى سياسة العاصمة أولاً التي جعلت من الخرطوم مهبط نزوح؟ يُقال (ويُقال هذه لغياب الإحصاء الذي يُستحق كل عشر سنوات) يُقال إن ربع سكان السودان الآن في الخرطوم على ما بها من قُبح الطرقات وانتشار النفايات وانعدام الضروريات.
ما الذي سبب النزوح؟ هو حال الخدمات المائل من تعليم وصحة في الأطراف إن لم أشطح وأقول الأطواق فقط بل كل ما هو خارج ولاية الخرطوم. كيف تقبل ولاية الخرطوم أو من هم فوقها أن يزيدوا مدارس الخرطوم تميزاً بهذا الأثاث المشحود.
بالله شحدة الأثاث لماذا؟ الصينيون يقولون لا تطعمني سمكةً لكن علمني كيف اصطاد السمكة. ماذا لو كانت الهدية مصنع أثاث ليكفي كل السودان خلال عام؟ ماذا لو كان المشروع ستة مصانع أثاث لكل إقليم مصنع مثلاً (باعتبار أن الأقاليم ستة وليس هناك 18 ولاية كل واحدة أفقر من الأخرى).
كيف تفرح ولاية الخرطوم بـ 23 حاوية أثاث مدرسي؟ وكم تكفي هذه الكمية من المدارس؟ ولماذا هذا الرقم 23؟ وبالمناسبة الحاويات التي أعرفها (للأسف بالقدم) حاوية10 قدم، حاوية 20 قدم و40 قدم. من أي الأحجام حاويات الإمارات هذه؟
وهنا يقفز للذهن (مصلحة المخازن والمهمات) وما كانت توفره لمكاتب الدولة كلها ومدارسها في زمن مضى بكل عدالة رغم قلة التقانات في ذلك الزمان. ماذا لو عاد هذا الجسم بمواصفات جديدة وورش جديدة (كمبيوترايزد) ما تقول لي أرضها باعوها. أرض السودان واسعة الله يوسع النفوس.
متى يبدأ بناء دولة محترمة لها استراتيجية وخطط قابلة للتنفيذ؟ ومتى ينتهي طق الحنك والشحدة والتطلع لما بأيدي الغير؟ متى تُحرك طاقات السودان الخاملة؟ وما دور الحكومة الانتقالية؟ ألم تشبع من التشفي والانتقام؟ التاريخ يسجل خطل كل عيي لا يعرف البناء في كل العهود، والشقي من اتعظ بنفسه والسعيد من اتعظ بغيره. قلنا التاريخ يسجل ولم نقل (مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً) لأن من القوم من لا يؤمن بهذا. نسأل الله الهداية للجميع وذلك لكل (رشيد) وغير رشيد.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.