الشربكا يحلها…أحمد دندش

سايقها (صلاح).!

والجماهير تهتف قبل سنوات: (سايقها صلاح… سايقها صلاح)…وذلك إعجاباً منها بمهارة اللاعب صلاح الأمير والذي كان يحاور الخصم في (فتّيل).!
وأمس الأول تتواصل (سواقة) صلاح، ولكنه صلاح آخر لاعلاقة له باللاعب (الفلتة) ، وإنما هو مجرد (مُتصل) عبّر عن اعتراضه (المشروع) على إيراد مذيعة قناة النيل الأزرق بسمات عثمان لأخبار لا تدعو للتفاؤل في برنامج الـ(بي أن أف أم) الصباحي.
وعلى ما يبدو فإن (محاورة) صلاح (المتصل) كانت أقسى على خصمه (الناعم) من محاورات صلاح (اللاعب) ضد خصومه (الخشنين)، وذلك ما ظهر جلياً في أسلوب وردود المذيعة عليه، تلك الردود التي ذكرتني بـ(قعدات الجبنة)، ولم يكن ينقص بسماتلإكمال الصورة سوى أن تهتف على الهواء مباشرة: (هيييي وتاني هيي).!
أنا شخصياً لست ضد دفاع بسمات عن نفسها، ولكنني ضد (الأسلوب) الذي استخدمته والذي أضعف كثيراً من موقفها (القوي)، وأجزم أن بسمات لو ردت على ذلك المتصل بهدوء وبعقلانية بعيداً عن (وصلة الردحي) تلك، لكسبت تعاطف كل الناس.
ماذا كان يضير بسمات لو ردت على ذلك المتصل بعبارة واحدة وهي: (يا أستاذ أنا مذيعة فقط، ولست بمعدة للبرنامج)، فالمعلوم لكل الناس أن هناك معدين هم من يتولون مهمة توفير المادة للمذيع أو المذيعة، وهم من يتحملون وِزر المواد التي يقدمونها للمذيع، وليس العكس، لكن بسمات اختارت أن ترد بأسلوب آخر وبعبارات أخرى لا تمت للإعلام ولا للتلفزيون بأي صلة.
لو سألوني: بماذا خرجت مما حدث، سأجيب وبكل ثقة أنني خرجت بمعلومة في غاية الأهمية وهي أن الغالبية العظمى من مذيعاتنا وبعض مذيعينا لايتمتعون بأبسط أدوات عملهم، وفي مقدمة تلك الأدوات (امتصاص الغضب وتقبل الآراء المضادة)، فكم من مذيعة (ردّحت) لصحفي قام بانتقادها، وكم من مذيع (انفعل) في ضيوفه بسبب تعمدهم استفزازه، لنصل اليوم إلى عصر مذيعة (تُصّفق) لمتصل على الهواء مباشرة بسبب سؤاله عن ما تذيع من أخبار لا تدعو للتفاؤل، و… حتى هذا السؤال أعتقد أنه (عادي جداً) ولايحتمل كل ماحدث.!
قبيل الختام:
على المذيع أو المذيعة أن يدرك جيداً قبل قبوله تقديم أي برامج تفاعلية على الهواء مباشرة أنه سيصطدم بـ(المتعلم) و(الذكي) و(العفوي) و(المستفز) و(السطحي) وحتى (الغبي)، وإن لم تتوفر لديه أدوات مناسبة للتعامل مع كل أولئك، فليبحث عن برامج أخرى (مسجلة) يقوم بتقديمها، على الأقل هناك سيجد من (يمنتج) ما يقول، ويجمل (عيوب) ما ينطق به لسانه.
شربكة أخيرة:
نعم… لقد (ساق) صلاح تلك المذيعة حتى أفرغ (لياقتها المهنية) وجعل المشاهدين يمنحونها (الكرت الأحمر).!

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.